تسببت قضية طالب صيدلة الأزهر عبدالرحيم راضي، الذي ادعى حصوله على جائزة المركز الأول بمسابقة القرآن الكريم العالمية في ماليزيا، في حدوث توتر ً في العلاقات بين وزارة الأوقاف المصرية ومشيخة الأزهر، حيث تنفي كل من الجهتين مسؤوليتها عن هذا الأمر وتلقي بالتبعة على الجهة الأخرى. المسؤولية المستشار الإعلامي محمد عبدالرازق المتحدث الرسمي لوزارة الأوقاف قال إن الوزارة ليس لها أي علاقة بهذا الأمر على الإطلاق، وأن ترشيح الطالب عبدالرحمن راضي جاء عن طريق الأزهر، إلا أن مسؤولين إعلاميين في وزارة الأوقاف اعتبروا أن القضية برمتها شيء مخزٍ خاصة أن أحداً لا يستطيع حتى الآن أن يحدد موقف هذا الطالب الأزهري ويعلن حقيقة الوضع، بالرغم من أن القضية أحدثت صدىً واسعاً في مصر. ومن جانبه اعتبر الدكتور عبدالحي عزب، رئيس جامعة الأزهر السابق أن القضية "محرجة للغاية" ولا يستطيع أن يجزم إلى أي مدى يمكن أن تتطور. الغريب في الأمر أنه بالرغم من التداول الكبير لقضية الطالب الأزهري، وخروج بيان من الأزهر يؤكد واقعة التزوير والادعاء إلا أن الموقع الرسمي لجامعة الأزهر لايزال يضع على صدر صفحته الأولى خبر فوز الطالب بالجائزة وهو الأمر المثير للاستغراب. بيان الأزهر ورغم محاولات التواصل مع الدكتور عباس شومان وعدد من قيادات مشيخة الأزهر لتوضيح الأمر، لكنهم رفضوا الحديث تمامًا، فيما قام الأزهر بإصدار بيان نشر في صحف محلية قال فيه إن مشيخة الأزهر قامت بإلغاء تكريم عبد الرحيم راضي، طالب كلية الصيدلة جامعة الأزهر، بعد تشكك الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، فى حصوله على جائزة المركز الأول فى المسابقة العالمية للقرآن الكريم، وأن الطالب ليس لديه ما يثبت ذلك وأن السفارة الماليزية والسفير الماليزي نفيا علمهما بحصوله على الجائزة. وقال البيان "بعد أن تداولت وسائل الإعلام المختلفة خبر حصول "عبد الرحيم راضي" الطالب بكلية الصيدلة جامعة الأزهر، على المركز الأول فى المسابقة العالمية فى حفظ وتلاوة القرآن الكريم واستضافته من قبل بعض الفضائيات، قرر الأزهر الشريف استقبال الطالب المذكور في مشيخة الأزهر للاطلاع على آلية مشاركة الطالب في المسابقة وتشجيعه، وذلك في إطار حرص الأزهر على التواصل مع أبنائه الذين يشاركون في بعض المسابقات والفعاليات المحلية والإقليمية والدولية وتكريم الحاصلين منهم على مراكز متقدمة". وأضاف البيان، أن الطالب حضر إلى مقر مشيخة الأزهر والتقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، الذي تشكك فى حصول الطالب على الجائزة المذكورة، خاصة أنه لم يكن لديه ما يثبت ذلك. وأشار البيان إلى أن السفارة المصرية بماليزيا والسفير الماليزي بمصر نفيا علمهما بحصول الطالب على الجائزة وأكدا أن المسابقة المذكورة يتم إجراؤها في شهر شعبان من كل عام، وأنه لذا تم إلغاء تكريمه بالأزهر اليوم. ونشرت صحيفة مصرية مستنداً رسمياً صادرا عن وزارة الأوقاف المصرية، يثبت أن المصري الوحيد المرشح من الوزارة، والذي مثل مصر في المسابقة العالمية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم، هو السيد طنطاوي، وأنه لم يتم ترشيح عبد الرحيم راضي طالب كلية الصيدلة الذي أعلن فوزه بالمركز الأول على العالم فى هذه المسابقة نهائيا. وأوضح مستند وزاراة الأوقاف، أن المسابقة تمت بالفعل فى الفترة من التاسع حتى الخامس عشر من يوليو من العام الماضي وأن الوزارة وافقت على سفر السيد طنطاوى بناء على كتاب سفارة ماليزيا بشأن الدعوة الموجهة لجمهورية مصر العربية للمشاركة في المسابقة وترشيح قارئ وقارئة فقط. قضية كبيرة وقال الدكتور محمود دراز الأستاذ بجامعة الأزهر في تصريحات لـ "هافينغتون بوست عربي" إن القضية أكبر بكثير من مجرد طالب أزهري ادعى كذباً حصوله على جائزة عالمية حيث أن الأمر مرتبط بصورة الأزهر وصورة الأزهريين باعتبارهم حاملين للقرآن وينبغي أن يتعاملوا بأخلاق القرآن". وأكد ضرورة فتح تحقيق موسع يشمل العديد من الأطراف التي ربما تكون متورطة في هذا الأمر. وكان مدير العلاقات العامة بالسفارة الماليزية بالقاهرة إبراهيم يوسف، أعلن عدم صحة الأخبار التي تم تداولها أمس الول على مواقع الشبكات الاجتماعية عن فوز عبد الرحيم راضي بمسابقة القرآن الكريم العالمية. وقال إن ماليزيا تنظم مسابقة عالمية لتكريم حفظة القرآن الكريم بحضور الملك الذي يقوم بتكريم عدد من الطلاب في شهر شعبان من كل عام، مؤكدا أن عبد الرحيم لم يشارك في المسابقة. وأشار إلى أن ماليزيا ترسل لوزارة الأوقاف لترشيح الأسماء للدخول في المسابقة، ولم يذكر اسم الطالب في أية قوائم، وكل ما أعلنه للإعلام غير صحيح بالمرة.
مشاركة :