جرائم بوكوحرام وداعش: قتل 20 ألف نيجيرى وتشريد مليونين ونصف المليون 5800 امرأة وطفلة يزيدية تم اعتقالهن بواسطة داعش بوكو حوّلت آلاف الفتيات المحتجزات لانتحاريات بغسيل الأدمغة سبيّـتان تم أسر إحداهما من قبل داعش في العراق والأخرى من قبل بوكو حرام حليف داعش في نيجيريا، قدّرت لهما النجاة من الأسر. وكان الهدف الإجرامي من أسرهما مختلفًا فالأولى العراقية نادية مراد 21 أُسرت لتزويجها قسرًا من أحد مقاتلي داعش فهربت ووصلت إلى المملكة المتحدة لتروي كيف أن مقاتلي داعش ذبحوا أسرتها. أما الثانية النيجيرية فكان الهدف من أسرها تحويلها إلى قاتلة حين لفوا الحزام الناسف حول خصرها وأمروها بتفجير معسكر وحين علمت أن بالمعسكر المعني والدها تخلّصت من حزامها ووصلت إلى السلطات. أُسرت اليزيدية العراقية نادية لمدة ثلاثة شهور بواسطة مقاتلي داعش وشهدت خلال تلك الفترة العصيبة أفظع حدث في حياتها، حيث قتلت أمها وستة من إخوانها ذبحًا أمام ناظريها في شمالي العراق وأصبحت نادية يتيمة وقالت نادية للصحف البريطانية حين وصلت إلى بريطانيا: «أنا حين أتحدث عن الفظائع التي ارتكبت لا أتحدث عن نفسي بل عن كل النساء ممن تعرّضن لنفس الجرائم التي ارتكبت في مناطق عمليات داعش القتالية هناك». ظلت نادية منذ وصولها تقود حملة إعلامية بالمملكة المتحدة تشرح فيها الجرائم التي ارتكبت، وفي هذا الصدد قالت: إن حوالى 5800 امرأة وطفلة يزيدية تم اعتقالهن بواسطة داعش وقتلوا العديد من المواطنين في العراق وسوريا وإجبار الملايين على النزوح. لقد قتلوا الرجال اليزيديين وأسروا النساء والأطفال. تقول نادية: إن العديد ممن حكيت لهم مأساتي، في فقد أسرتي وما جرى لي يعتقدون أن ما أحكيه هو أسوأ ما يمكن أن تتعرض له شابة مثلي في مقتبل العمر لكن العديد من الشابات جابهن أوضاعًا أسوأ بكثير مما عانيت. لقد قتلوا أمى وستة من إخواني، نعم.. لكن هناك عائلات فقدت عشرة من أفرادها. جاءت نادية لإنجلترا لمخاطبة أعضاء البرلمان البريطاني بحثًا عن المزيد من المساعدات لليزيديين الذين يعيشون في معسكرات اللاجئين.وترغب نادية في حث السلطات البريطانية كي تتحرّى فيما إذا كانت داعش قد ارتكبت تطهيرًاعرقيًا بحق اليزيديين أم لا. وأشارت نادية للمقابر الجماعية التي دفن فيها اليزيديون بسنجار. تقول نادية مراد: إن حوالى 3400 امرأة لا زلن محتجزات لدى داعش.منذ سنة ونصف - وتضيف نادية- لا زال التطهير العرقي ضد اليزيديين جاريًا. فنحن نموت يوميًا لأن العالم صامت تجاه ما يرتكب من جرائم. لقد شهدت والدتي أبناءها الستة يقتلون واحدًا تلو الآخر حتى يعذبوها ثم قتلوها بعد ذلك. أنا يتيمة فأبي قد توفي قبل ذلك وعندما اختطفوني وذهبوا للموصل ارتكبت ضدي فظائع كنت أفضل عليها الموت. فتخيل أن شابات مثلي يتم بيعهن وإيجارهن لأغراض أولئك المجرمين الدنيئة. اما النيجيرية التي أسرتها بوكو حرام فكانت طفلة حين أسروها وخلال شهور قاموا بتحويلها لانتحارية رغم إرادتها وفي يوم هروبها كانت مع اثنتين من زميلاتها طوقوا أجسامهن بأحزمة ناسفة وأمروهن بالذهاب سيرًا على الأقدام لمعسكر ديكوا بشمال نيجيريا ونسف المواطنين النازحين الموجودين في المعسكر. كان بالمعسكر ما يفوق الخمسين ألف نازح. في الطريق فكرت المراهقة النيجيرية في الهرب فهي تعلم بوجود والدها ضمن النازحين بالمعسكر وعبثًا حاولت إقناع زميلتيها بالهرب فرفضن فتخلصت هي من حزامها الناسف وهربت وسلمت نفسها للسلطات النيجيرية واستجوبها مسؤول أمني يدعى مودو أوامي فدّلته على مكان الحزام الناسف الذي رمته وبالعثور عليه تبين صدق روايتها. تقول هذه البنت النيجيرية: إنها كانت خائفة من تفجير نفسها خوفًا شديدًا وفي الوقت نفسه كانت خائفة من مقاتلي بوكو حرام فكان لا تبد أن تتصرف بعد الابتعاد عنهم لأنهم كانوا سيقتلونها لو رفضت ربط الحزام الناسف.قالت: كنت أمثل أمامهم أنني أطيع أوامرهم التي كانت ستودي بحياتي وحياة الكثيرين. أصبحت بوكو حرام حليفة داعش وللمفارقة فإنها أقدم من داعش فقد مضى على تكوينها ست سنوات قتلت خلالها عشرين ألف مواطن وشردت مليونين ونصف المليون مواطن.
مشاركة :