لوزان (سويسرا) - افتتحت شركة "نستله" السويسرية العملاقة معهدا للعلوم الزراعية في سويسرا ستجري فيه أبحاثا تتمحور تحديدا على الحد من غازات الدفيئة في قسمها المعني بتصنيع منتجات الألبان الذي يواجه انتقادات من منظمات بيئية غير حكومية. وسيتركز عمل المعهد الذي يتخذ من لوزان مقرا على الأنشطة الزراعية التي تشجّع استخدام موارد مستدامة من أجل تحسين صحة التربة ودعم التنوع البيولوجي. وقال رئيس "نستله" بول بولكه في كلمة خلال الاحتفال بافتتاح المعهد، الأربعاء، إن "العالم يواجه تحديات كبيرة وأنظمتنا الغذائية تحت ضغط كبير". وأضاف رئيس المجموعة المالكة لماركة "غيغوز" لحليب الأطفال و"ال سي 1" للألبان أن "التحوّل نحو أنظمة غذائية تنطوي على مسؤولية أكبر ومستدامة أكثر يتيح مواصلة توفير أطعمة لذيذة ومغذية وبأسعار معقولة لأعداد متزايدة من السكان". ويقع المعهد في مركز أبحاث "نستله" في لوزان حيث انطلقت أبحاث قي شأن الكاكاو والقهوة، إلا أنّ المجموعة تعتزم توسيع دراساتها الزراعية لتشمل البقوليات والحبوب ومنتجات الألبان، بهدف تقليص انبعاثات غازات الدفيئة من خلال تحسين أعلاف الماشية وإدارة السماد الطبيعي بصورة أفضل. ويضم المعهد نحو 80 شخصا مقسمين بين هذا المركز في لوزان، ووحدة أبحاث في علوم النبات في تور الفرنسية، ومزارع في الإكوادور وساحل العاج وتايلاند. وداخل مختبرها في سويسرا، تختبر "نستله" أغذية للأبقار مستخدمة جهازا مسمى "دايزي" يقيس انبعاثات غازات الدفيئة بينها غاز الميثان ويقيّم المكملات الغذائية القائمة على الأعشاب البحرية، في محاولة لتقليص الانبعاثات المتأتية منها، قبل اختبارها في المزرعة. وفي منتصف أبريل/نيسان، انتقد ناشطون بيئيون شركة نستله في شأن انبعاثات غاز الميثان من خلال عرضهم صورا على مقرها الرئيسي، بينها صورة مركبة تظهر الممثل الأميركي جورج كلوني، الوجه الإعلاني لماركة القهوة التابعة لها "نسبرسو"، مع جملة "دعونا لا نتحدث عن الميثان". وتأخذ منظمة "ذي تشايجينغ ماركتس فاوندايشن" غير الحكومية على الشركة عدم تحديدها "هدفا معينا" لتقليص انبعاثات غاز الميثان في خطتها الرامية إلى الحياد الكربوني، في وقت تنجم عن تصنيعها منتجات الألبان انبعاثات لغاز الميثان ضعف ما يتسبب به "قطاع الثروة الحيوانية بأسره في سويسرا"، بحسب المنظمة. وترى المسوؤلة عن الحملات الدعائية في "ذي تشايجينغ ماركتس فاوندايشن" صوفي نودزنسكي "من الإيجابي أن تلجأ +نستله+ إلى العِلم"، لكن خطوتها لن تكون كافية للحد من انبعاثات الميثان نظرا لأنّ الوضع المناخي طارئ". وتابعت "ينبغي أن نبقى حذرين لأنّ عددا كبيرا من هذه الحلول الحديثة لم يُثبت فاعليته على المدى البعيد ولا ينطبق على كل المواشي". من جانبه، وصف الفرع السويسري لمنظمة "غرينبيس" ما تقوم به نستله بـ"الخطوات الأولى المشجعة"، إلا أنها أبدت "شكوكا" ووعدت بمتابعة "النتائج الملموسة من كثب". وتشير بيانات شركة "يورومونيتر إنترناشونال" للأبحاث إلى أنّ قيمة سوق منتجات الألبان والبدائل بلغت في العام 2022 نحو 642 مليار دولار. إلا أنّ القسم المعني بتصنيع منتجات الألبان تعرض لانتقادات، لأنّ الزراعة وتربية الحيوانات مسؤولتان عن نحو 40 في المئة من إجمالي انبعاثات الميثان العالمية. وفي يناير/كانون الثاني، أطلقت شركة "دانون" الفرنسية برنامجا يرمي إلى تقليص انبعاثات الميثان من سلسلة التزويد بالحليب الطازج الخاصة بها بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2030، من خلال استخدام سلالات تتسبب بانبعاث كميات أقل من الميثان، وتحسين النظام الغذائي للأبقار أو عبر التقاط الانبعاثات الناجمة عن السماد وتحويلها إلى غاز حيوي.
مشاركة :