كلما شاهدت مباراة للاتحاد وخصوصاً المباراتين الأخيرتين أمام الهلال فالشباب وأنا أتذكر المقولة الشهيرة "لا تقتل المتعة يا رجل"، عندما كان يتحدث أحد المشاهير عن شرب الشاي بدون سكر وأكل الأرز بدون بهارات وأن المتعة الحقيقة في شرب الشاي بوجود السكر وهو الذي "يحلي" الشاي والبهارات التي تضفي نكهة جميلة لوجبة الأرز، كذلك اللعب الجميل داخل الملعب والأداء الرائع للفريق يُعطي للمشاهد "متعة" وهو يشاهد كرة القدم الجميلة واللمسات الرائعة من أقدام اللاعبين والهجمات هنا وهناك لكلا الفريقين والفرص المحققة التي يبذل حارس المرمى والدفاع مجهود كبير في انقاذ مرماهم، كذلك المهاجمين وهم يبذلون قصارى جهدهم لتسجيل الأهداف، وتنوع الهجمات يمنة ويسرة ومن العمق لنشاهد كرة قدم جميلة. ولكن العميد مع البرتغالي نونو سانتو أراه غير ذلك اطلاقاً، فخطته سواء مع الأندية المنافسة على تحقيق لقب الدوري أو أندية المؤخرة خطة واحدة فقط "تقفيل" الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة لتسجيل الأهداف، حتى أصبحت أغلب نتائج الفريق الفوز 1-0 أو 2-1 ونادراً ما نجد الفريق يفوز بالخمسات والأربعات كما كان في السابق، ونجد الفريق يفوز بشق الأنفس وكذلك الحال في الخسارة. جميعنا نعلم بأن الطريقة الدفاعية جلبت لليونان بطولة أمم أوروبا عام 2004 م بالدفاع عندما أبدع مدربهم آنذاك الألماني أوتو ريهاقل وحقق مع لاعبي المنتخب اليوناني مفاجأة البطولة بالاعتماد على التأمين الدفاعي أولاً والهجمات المرتدة ثانياً، كذلك فعل البرتغالي جوزيه مورينهو مع فريق انتر ميلان الإيطالي عندما توج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2010م على حساب بايرن ميونخ الألماني والشواهد كثيرة حتى تحولت مقولة "الهجوم خير وسيلة للدفاع" الى الدفاع خير وسيلة للهجوم. فجمال كرة القدم في اللعب الجميل والممتع وتسجيل الأهداف من كلا الفريقين، والمباراة التي تنتهي بدون أهداف تكون بلا طعم أو رائحة، وأسلوب اللعب الدفاعي للاتحاد جعل أهم لاعبيه حارسه البرازيلي جروهي والمدافع الصلب حجازي، رغم وجود مهاجمين مبدعين تتمناهم جميع أندية "دوري روشن" أمثال رومارينهو وحمد الله، بكل تأكيد اللعب الدفاعي جعل الاتحاد يتصدر الدوري حتى نهاية الجولة (24)، وتبقت للفريق ( 6 ) مباريات يضمن لقب الدوري بالفوز بأربعة منها، ولكن المشجع الاتحادي دائماً مايضع يده على قلبه مع كل لقاء للاتحاد خوفاً من الخسارة في أي وقت، وخوف أكثر من ضياع الدوري كما حدث في الموسم الماضي بخسارته المباريات في الجولات الأخيرة من الدوري. طلال بن محفوظ
مشاركة :