تقرير إخباري : معاناة سكان العاصمة السودانية الخرطوم تتزايد مع دخول القتال أسبوعه الرابع

  • 5/6/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع دخول القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الأسبوع الرابع تتزايد معاناة سكان العاصمة السودانية مع انعدام الخدمات الأساسية وصعوبة الحصول عليها. وتشهد أحياء بالخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري أزمة كبيرة في توفير الخبز والمياه والكهرباء بسبب نقص الوقود والدقيق وتعرض محطات المياه والكهرباء إلى تدمير بسبب الاشتباكات العسكرية. وفي أحياء عدة بالعاصمة السودانية الخرطوم عادت صفوف الباحثين عن الخبز إلى الظهور من جديد بعدما تلاشت سابقا. وما تزال مخابز قليلة نسبيا تعمل بالمدن الثلاثة للعاصمة الخرطوم من أجل توفير الخبز ، ولكنها لا تستطيع توفير كميات كافية بسبب النقص الحاد في الدقيق ، والانقطاع المستمر للكهرباء وعدم توفر غاز الطهي. وأعلن وزير المالية بالحكومة السودانية المؤقتة جبريل إبراهيم تشكيل لجنتين، للطواريء الإنسانية ومتابعة انسياب السلع والخدمات. وقال في تصريح صحفي اليوم " نبذل كل الجهود مع الأطراف لتوفير المواد التموينية والوقود". وأضاف "لابد من فتح ممرات آمنة لوصول الكوادر الطبية لأعمالهم والمهندسين لتشغيل الأعطال في الكهرباء والمياه". كما تتزايد معاناة سكان الخرطوم الذين يبحثون عن العلاج والخدمات الصحية بسبب خروج عدة مستشفيات عن الخدمة ، وعدم توفر الأدوية. ورسمت نقابة إطباء السودان صورة قاتمة للوضع الصحي بالبلاد بسبب عدم قدرة الكوادر الطبية علي الوصول للمستشفيات وتعرض منشآت صحية للتخريب والاستيلاء عليها وتحويلها لثكنات عسكرية. وقالت النقابة في بيان صحفي اليوم " نرفض أي وجود عسكري داخل المنشآت الطبية". وأضافت " نطالب أطراف النزاع بمنع الوجود المسلح في المرافق الطبية أو قربها، حيث أن الوجود العسكري داخل المؤسسات الطبية و استخدامها كمنصات للقصف يحولها لساحة معركة". وكان لافتا أن أكثر نداءات الحاجات الطبية العاجلة تمثلت في ضرورة توفير العلاج لمرضي الفشل الكلوي. وقالت وزارة الصحة السودانية في بيان صحفي اليوم " يوجد بالسودان حوالي 7000 مريض غسيل كلوي يتلقون خدماتهم عبر 104 مراكز للغسيل الكلوي في كل ولايات السودان". وأضافت " كما يوجد حوالي 4500 زارع كلي كذلك يتلقون علاجهم عبر مراكز تواجدهم بالولايات". وطمأنت الوزارة المرضي والشعب السوداني بوضع تدابير عاجلة لتوفير مستلزمات غسيل الكلي والعقاقير الضرورية. وقالت " وصلت أول باخرة إلى ميناء بورتسودان وهي تحمل 130000 من مواد غسيل الكلي، وهي تكفى فترة شهرين لكل السودان وسوف يتم توزيعها مباشرة". وشملت معاناة سكان الخرطوم أيضا صعوبة التواصل عبر شبكات الاتصال الرئيسية ورداءة خدمات الإنترنت. وأعلنت شركة (إم.تي.إن سودان) للاتصالات اليوم ، توقف جميع خدماتها المقدمة للمشتركين في الخرطوم جراء انقطاع التيار الكهربائي عن مرافق الشركة. وقالت الشركة في بيان على "فيسبوك" إنه تعذر نقل وقود المولدات جراء الظروف الحالية، لذلك نناشد الجهات المعنية إيجاد حلول عاجلة". ويواجه قطاع الاتصالات في السودان صعوبات كبيرة في تقديم الخدمات للمشتركين منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل، بسبب عدم استقرار التيار الكهربائي وشح الوقود. وعلي الصعيد الميداني تواصلت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في منطقة وسط الخرطوم وفي محيط القيادة العامة ، ومنطقة شرق الخرطوم وفقا لشهود عيان. وتأتي الاشتباكات العسكرية رغم إعلان الجيش والدعم السريع التزامهما بهدنة إنسانية لمدة أسبوع تجاوبا مع مبادرة منظمة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا "إيقاد". وأعلن الجيش السوداني اليوم إرسال مفاوضين عنه إلى مدينة جدة السعودية للتفاوض بشأن الهدنة الإنسانية في إطار مبادرة سعودية أمريكية. ويشهد السودان منذ 15 إبريل الماضي اشتباكات دامية بين أكبر قوتين عسكريتين في السودان،وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأدى القتال إلى نزوح ولجوء آلاف السودانيين إلى مناطق آمنة بالسودان وإلى دول الجوار ومنها مصر وإثيوبيا وتشاد ، وفقا لإحصاءات أممية. وأسفر القتال عن مقتل 550 شخصا وإصابة نحو 5 آلاف بجروح وفقا لأخر إحصائية لوزارة الصحة السودانية.

مشاركة :