تقرير إخباري: تفاقم معاناة سكان الخرطوم مع دخول الاشتباكات المسلحة شهرها الثاني

  • 5/17/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ودخولها الشهر الثاني، تتزايد معاناة سكان العاصمة السودانية الخرطوم في ظل نقص الخدمات الأساسية. ويشكل نقص إمدادات الغذاء وأزمتي الكهرباء والمياه وتعطل نظام التعليم أبرز التحديات الراهنة أمام السكان في الخرطوم ومناطق أخرى. وبسبب الأعمال القتالية والقصف المستمر وأعمال النهب والسلب وإحراق معظم الأسواق الرئيسية بالخرطوم، توقفت إمدادات الاحتياجات اليومية، وشهدت أسعار السلع الغذائية ارتفاعا جنونيا، وهو ما سيؤدي، وفق خبراء اقتصاديين، إلى ارتفاع معدل التضخم ودخول ملايين السكان في عداد الجوعى. وقال الخبير الاقتصادي السوداني محمد نور الدين هاشم لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الثلاثاء) "من المعلوم أن غالبية مصانع السلع الغذائية وشركات الاستيراد الكبرى تتواجد بالخرطوم، وغالبية هذه المصانع تم تخريبها الآن، كما أن الشركات أغلقت أبوابها". وأضاف "من الطبيعي أن إمدادات الاحتياجات الغذائية ستتوقف، وعمليات الاستيراد ستتوقف، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المتوفرة حاليا، وعلى المدى الطويل ستنتهي هذه السلع تماما". وتابع هاشم "مكمن الخطورة الحقيقية أن ملايين العمال والموظفين وأصحاب المهن الهامشية لا يمارسون أعمالهم خوفا من الحرب، هذا سيزيد عدد المحتاجين إلى مساعدات عاجلة". وأجبرت الاشتباكات المسلحة منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها على تعليق أنشطتها الإنسانية، التي كانت تقدم مساعدات إلى 12.5 مليون من أصل 15.5 مليون شخص في حاجة إليها، بينهم 8.5 مليون طفل، وفقا لبيانات أممية. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية بالسودان (أوتشا) في أحدث تقرير أمس "لقد ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، وهناك نقص في السلع المستوردة مثل دقيق القمح والزيت ومعجون الطماطم (الصلصة)، وفقًا لتقييم السوق في تسعة مواقع في جميع أنحاء السودان". وأضاف التقرير "في بعض المناطق أغلقت المتاجر أبوابها بسبب انعدام الأمن أو قلة البضائع، ولا يزال الحصول على النقد يمثل مشكلة كبيرة في ولايتي الخرطوم وجنوب دارفور، في حين أن الزيادة في أسعار الوقود وتكاليف النقل أعاقت الحياة اليومية وقدرة الناس على الخروج من المناطق غير الآمنة". ويعاني سكان العاصمة السودانية من انقطاع متكرر للكهرباء ولساعات طويلة وتوقف خدمة شراء الكهرباء عبر التطبيقات البنكية ومنافذ البيع المباشر. ويشكو سكان مناطق متعددة في الخرطوم من انقطاع شبه كامل للكهرباء منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة في 15 أبريل الماضي. وقال السوداني طارق حنفي، وهو من سكان منطقة الشعبية شمال بالخرطوم بحري لـ((شينخوا)) اليوم "منذ اندلاع الاشتباكات لا تتوفر كهرباء بمنطقة الشعبية شمال". وأضاف "ومع انقطاع الكهرباء المستمر لا تتوفر مياه لأنها مرتبطة بالكهرباء، غالبية سكان المنطقة غادروا إلى مناطق أخرى بالخرطوم أو إلى خارجها". وأشار حنفي إلى استعانة بعض سكان الحي ببدائل أخرى للكهرباء ومنها المولدات والطاقة الشمسية، لكنه لفت إلى أنه "حتى بالنسبة للمولدات هناك صعوبة في الحصول علي الوقود لتشغيلها، هناك معاناة حقيقية". وفي وقت سابق، قالت الهيئة القومية للكهرباء بالسودان "إن الاشتباكات أدت إلى سقوط أسلاك الضغط العالي وتلف الكابلات التي تغذي بعض الشبكات الرئيسية". ويعد قطاع التعليم أحد أبرز القطاعات تأثرا بالاقتتال في السودان، ويخشي مراقبون من أن يحرق لهيب الحرب مستقبل آلاف الطلاب. وقال الدكتور صلاح عبد الغفار، وهو أكاديمي ومشرف تربوي بالسودان إن أكثر من 500 ألف طالب وطالبة كان من المقرر أن يجلسوا لامتحانات الشهادة السودانية في يونيو المقبل. وأضاف عبد الغفار لـ((شينخوا)) اليوم "ليس معروفا مصير هؤلاء وغيرهم من طلاب مرحلتي الأساس والثانوي بالسودان". وتابع "من المؤكد أن قطاع التعليم سيكون أكثر القطاعات تأثرا، وإذا ما طالت الأزمة فإن العام الدراسي سيكون في مهب الريح". وأبدى عبد الغفار قلقه مما أسماه الآثار النفسية للأطفال في ظل واقع الحرب، وعدم القدرة على الذهاب للمدارس، وعدم القدرة علي الخروج من المنازل خوفا من الاشتباكات المسلحة. وتشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى حاجة أكثر من 7 ملايين طفل للتعليم بشكل منتظم، فضلاً عن حاجة أكثر من 8 ملايين طفل إلى مساعدات إنسانية في السودان. وأعلنت نقابة أطباء السودان غير الحكومية اليوم ارتفاع ضحايا الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى 822 قتيلا. وقالت النقابة في بيان صحفي "ارتفع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 822 حالة وفاة و3 آلاف و215 إصابة". وأضافت "إحصائية الوفيات والإصابات تشمل العاصمة الخرطوم ومدينة الأبيض (كردفان)، ومدينة الجنينة بولاية غرب دارفور". وتصاعدت الاشتباكات اليوم بمناطق واسعة بالعاصمة السودانية مع سماع دوي انفجارات عنيفة خاصة بمنطقة الخرطوم بحري وجنوب الخرطوم. ووفقا لشهود عيان فقد اندلعت اشتباكات مباشرة بين وحدات من الجيش السوداني ومقاتلين من الدعم السريع بمنطقة جبرة بجنوب الخرطوم ومناطق أركويت والمعمورة والجريف بشرق العاصمة. كما نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو قالت إنها لعملية نوعية تم من خلالها الاستيلاء على معسكر (الكدرو) بمنطقة الخرطوم بحري، وهو معسكر رئيسي للجيش السوداني، الذي نفى ذلك. وقال الجيش السوداني على موقعه في ((فيسبوك)) اليوم إن قواته تصدت لمحاولة من قبل الدعم السريع للسيطرة علي المعسكر، وتمكنت من تكبيد (العدو) خسائر فادحة. ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

مشاركة :