الاستئنافية تلغي حبس موظف عامين وتقضي ببراءته من الاختلاس

  • 5/8/2023
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لعدم الاطمئنان لتقرير الخبير المحاسبي.. ألغت‭ ‬المحكمة‭ ‬الاستئنافية‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثانية‭ ‬عقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬عامين‭ ‬لموظف‭ ‬بشركة‭ ‬مستلزمات‭ ‬طبية‭ ‬وأدوية‭ ‬وإلزامه‭ ‬برد‭ ‬34‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وقضت‭ ‬المحكمة‭ ‬ببراءته‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬اختلاس‭ ‬وسرقة‭ ‬أدوية‭ ‬مستوردة‭ ‬من‭ ‬صيدلية‭ ‬الفرع‭ ‬الذي‭ ‬يديره‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬عدم‭ ‬اطمئنانها‭ ‬لتقرير‭ ‬الخبير‭ ‬المحاسبي‭ ‬التابع‭ ‬لجهة‭ ‬عمله،‭ ‬كونه‭ ‬تطرق‭ ‬جزئيا‭ ‬إلى‭ ‬أمور‭ ‬محاسبية‭ ‬بينما‭ ‬أسهب‭ ‬في‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬الاتهامات،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الموظف‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬أقر‭ ‬باستلام‭ ‬العهدة‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬ذلك‭ ‬الإقرار‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬اقراره‭ ‬بالاختلاس‭.‬ وقال‭ ‬المحامي‭ ‬يوسف‭ ‬غنيم‭ ‬وكيل‭ ‬المتهم‭ ‬ان‭ ‬النيابة‭ ‬أسندت‭ ‬لموكله‭ ‬تهمة‭ ‬اختلاس‭ ‬المبالغ‭ ‬النقدية‭ ‬للمركز‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬به‭ ‬والتي‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬حيازته‭ ‬بسبب‭ ‬عمله،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬بلاغ‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬يفيد‭ ‬أن‭ ‬موكله‭ ‬يقوم‭ ‬باستلام‭ ‬الأدوية‭ ‬المستوردة‭ ‬للصيدلية‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يقوم‭ ‬باختلاس‭ ‬جزء‭ ‬منها‭ ‬قبل‭ ‬تدوينها‭ ‬في‭ ‬كرت‭ ‬صنف‭ ‬الدواء‭ ‬المخصص‭ ‬لتسجيل‭ ‬جميع‭ ‬الادوية‭ ‬المستوردة‭ ‬للصيدلية،‭ ‬والتي‭ ‬قدرها‭ ‬خبير‭ ‬الصيدلية‭ ‬المحاسبي‭ ‬أنها‭ ‬بقيمة‭ ‬34‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬حيث‭ ‬عاقبته‭ ‬المحكمة‭ ‬بالحبس‭ ‬عامين‭ ‬ورد‭ ‬المبلغ‭. ‬وطعن‭ ‬غنيم‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬أن‭ ‬تقرير‭ ‬الخبير‭ ‬الذي‭ ‬اصطنعه‭ ‬شخص‭ ‬المبلغ‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬دليلاً‭ ‬في‭ ‬الاثبات‭ ‬كونه‭ ‬تقريرا‭ ‬مدفوع‭ ‬الاجر‭ ‬مسبقاً‭ ‬لخبير‭ ‬لم‭ ‬تندبه‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ (‬128‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬اقتضى‭ ‬التحقيق‭ ‬الاستعانة‭ ‬بطبيب‭ ‬او‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬لإثبات‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الحالات،‭ ‬وجب‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬امر‭ ‬بندب‭ ‬خبير‭ ‬يحدد‭ ‬فيه‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يكلف‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬نصت‭ ‬المادة‭ (‬129‭) ‬من‭ ‬ذات‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬على‭ ‬الخبير‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬الحكوميين‭ ‬او‭ ‬مقيداً‭ ‬بجدول‭ ‬الخبراء‭ ‬ان‭ ‬يحلف‭ ‬يميناً‭ ‬امام‭ ‬عضو‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بأن‭ ‬يؤدي‭ ‬عمله‭ ‬بالصدق‭ ‬والأمانة‮»‬‭.‬ كما‭ ‬طعن‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬تقرير‭ ‬الخبير‭ ‬كون‭ ‬الأخير‭ ‬تقاضى‭ ‬قبل‭ ‬عمله‭ ‬مبلغا‭ ‬ماليا‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬المبلغة،‭ ‬ولم‭ ‬يمكن‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬سماع‭ ‬أقواله‭ ‬حول‭ ‬الواقعة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬أستند‭ ‬في‭ ‬اعداد‭ ‬التقرير‭ ‬لما‭ ‬قدم‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشخص‭ ‬المبلغ‭ ‬فقط‭ ‬وكلها‭ ‬مستندات‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬هذا‭ ‬الأخير،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يطلع‭ ‬الخبير‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مستندات‭ ‬تفيد‭ ‬قيام‭ ‬المستأنف‭ ‬باستلام‭ ‬الادوية‭ ‬التي‭ ‬قرر‭ ‬ان‭ ‬بها‭ ‬عجز‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬بوالص‭ ‬شحن‭ ‬تلك‭ ‬الادوية‭ ‬ومواصفاتها‭ ‬وتاريخ‭ ‬دخولها‭ ‬حتى‭ ‬يتبين‭ ‬له‭ ‬صحة‭ ‬استيراد‭ ‬تلك‭ ‬الادوية‭ ‬المدعى‭ ‬بأنها‭ ‬تخص‭ ‬المركز‭ ‬حتى‭ ‬يتوصل‭ ‬الى‭ ‬نتيجة‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬عمل‭ ‬محاسبي‭ ‬صحيح‭.‬ من‭ ‬جانبها‭ ‬أكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬الاستئنافية‭ ‬أنها‭ ‬تطرح‭ ‬تقرير‭ ‬الخبير‭ ‬كونه‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬المسائل‭ ‬الفنية‭ ‬والمالية‭ ‬والمحاسبية‭ ‬بشكل‭ ‬مقتضب‭ ‬بينما‭ ‬استغرق‭ ‬في‭ ‬مناقشة‭ ‬وتحليل‭ ‬أدلة‭ ‬الاثبات‭ ‬وأقوال‭ ‬الشهود‭ ‬وانزل‭ ‬نفسه‭ ‬منزلة‭ ‬المحكمة،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬اختلاف‭ ‬عدد‭ ‬الأدوية‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الاستلام‭ ‬والعدد‭ ‬المتواجد‭ ‬في‭ ‬الصيدليات‭ ‬ليس‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬اختلس‭ ‬تلك‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬الصيدلية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ ‬وجود‭ ‬عجز‭ ‬حقيقي‭ ‬وليس‭ ‬ورقيا،‭ ‬ولم‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬الفرع‭ ‬الذي‭ ‬يديره‭ ‬المستأنف‭. ‬وأضافت‭ ‬بشأن‭ ‬إقرار‭ ‬المستأنف‭ ‬على‭ ‬استلام‭ ‬العهدة‭ ‬أنه‭ ‬إقرار‭ ‬عادة‭ ‬يوقع‭ ‬عليه‭ ‬الموظف‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬استلام‭ ‬مهام‭ ‬عمله‭ ‬لإثبات‭ ‬مسؤوليته‭ ‬عن‭ ‬العهدة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬عجر‭ ‬فإن‭ ‬مجرد‭ ‬هذه‭ ‬الإقرار‭ ‬ليس‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الموظف‭ ‬الموقع‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬العجز،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬تتشكك‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬إسناد‭ ‬التهمة‭ ‬إلى‭ ‬المتهم‭ ‬وأن‭ ‬الشك‭ ‬يفسر‭ ‬دائما‭ ‬لصالح‭ ‬المتهم‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يضير‭ ‬العدالة‭ ‬إفلات‭ ‬مجرم‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يضيرها‭ ‬الإفتئات‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الأفراد‭ ‬وحرياتهم،‭ ‬ولهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بقبول‭ ‬الاستئناف‭ ‬شكلا‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددا‭ ‬ببراءة‭ ‬المستأنف‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭.‬

مشاركة :