ذكر الموسيقار الدكتور محمد الصيادي المدير الاكاديمي لمركز العلا الموسيقي لصحيفة "غرب الاخبارية" انه في علم الموسيقى قد يتسأل بعضهم أين موطن الجمال في الموسيقى الغربية الكلاسيكية؟! وهل هي حقا جميلة أم الجمال نسبي؟ فعندما أستمع للموسيقى الغربية فأنا أمام عمل وبناء موسيقي هندسي معماري فالجملة التي يختارها المؤلف لعمله الموسيقي أتابعها بتركيز عالي وأحاول أن أفهم كيف لعب بها !! وكيف فكها ثم جمعها !؟ وكيف احتفظ بملامح الجملة اللحنية في كل العمل الذي أسمعه ! إنني أستمع وأنا مشدود ومأخوذ لذلك لا أحس بمضي الوقت معها . فيصبح الوقت لا قيمة له كأنني أستمع إلى قصة وأشعر أنني مشدود لأعرف بدايتها ونهايتها. ولكن عندما أسمع غناء عربيًا فنجد بان الجملة الموسيقية الواحدة تتردد كثير مرات و بنفس الجملة اللحنية وبنفس الطريقة لا جديد، ولا كثير العبقرية ، ولا إضافة، ولا هندسة. ولا بناء. ولا مفاجأة. لذلك أحس عند السمع بالوقت وقيمته. إلا إذا كان يوجد { صوت خارق } يضيف بعض التطريز الذي يشجعني على البقاء قليلا. هذا هو الفرق فما العلاج !؟ بكل بساطة إنه العلم الموسيقي الأكاديمي . الذي يُدرس في الغرب في سن مبكر جدا حتى يصل لمرحلة التخصص والإبداع وربما العبقرية. ولكن شخصيًا أرى أن الموسيقى العربية الكلاسيكية تتفوق عليها كموسيقى كمثال أغنية {قارئة الفنجان } و{ أنت عمري" وغيرها} وأرى أن عدم اكتشاف موطن الجمال لا يعني أن الموسيقى الغربية الكلاسيكية رديئة أو تلك التي أعتدنا عليها أفضل فالإنسان صديق لما تعود عليه وعدو ما يجهل - ويكره ما لا يستطيع فهمه. لستُ متعصبا للموسيقى الغربية الكلاسيكية، ولكن من خلال تذوقي للموسيقى والفنون وجدتُ أن هناك موسيقى عربية محدودة الخيال وهناك موسيقى عميقة وواسعة الخيال يصعب اكتشافها من أول وهلة وكذلك لا أشك أن موسيقى "بيتهوفن" و"تشايكوفسكي" و"موزارت" لا يمكن اكتشاف موطن الجمال فيها منذ الوهلة الأولى فالموسيقى الغربية الكلاسيكية تُذهب عقلك ولا تستطيع إدراكها لإنها تفقدك إرادتك و تأسرك وتسبح بالخيال معها وتأخذك إلى عوالم أخرى خفية. لكونها مليئة بالغموض { غير المتكلف } وإنها موسيقى وجودية كونية موسيقى مليئة بالنقاء كموسيقى "موزارت" وهنا نقول أن الموسيقى التي لا تفقدك إرادتك ولا تهذب الذائقة هي موسيقى رديئة مهما كان مؤلفها ويؤكد لنا هذا شهادة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مؤلف موسيقى { أنت عمري } الذي كتب يعبر عن وجهة نظره تجاه الموسيقى الغربية وتحديدا الكلاسيكية ويعبر عن رد فعله الصارخ على الموسيقى العربية فيقول: الموسيقى الغربية تخاطب العقل والموسيقى الشرقية تخاطب الغرائز . وأخيراً نجد انه برغم الاختلاف بين موسيقى الغرب وسلطنة الشرق وبين موسيقات العالم تظل الموسيقى بأنواعها هي الجسر الثقافي الفني بين دول العالم وهوية ثقافية فنية تعبريه سمعيه نتعرف من خلالها عن ثقافات الشعوب وإبداعاتها…
مشاركة :