هل ندم النصر على رحيل كارينيو؟

  • 2/17/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«النصر هو من يصنع المدربين».. بهذه العبارة كان الأمير فيصل بن تركي الرئيس الحالي لفريق النصر يتحدث بنشوة معنوية كبيرة عن مستقبل فريقه بعد رحيل المدرب الأوروغوياني دانيال كارينيو الذي أعاد الفريق الأصفر لمنصات التتويج بعد سنوات من الجفاف والابتعاد عن دائرة المنافسة. حديث رئيس النصر كان يهدف إلى التقليل من الآثار السلبية التي قد تنعكس على الفريق وأن النصر أحضر المدرب الأوروغوياني بلا رصيد من البطولات ونجح بتحقيق لقبين مع الفريق الأصفر وسينجح أي مدرب آخر في تحقيق البطولات مع الفريق الذي يرى رئيسه أنه يملك هوية البطل فنيا وعناصريا ومعنويا. إلا أن أنصار الفريق كانت في غالبية آرائها متوجسة من رحيل المدرب الذي كون علاقة عشق كبيرة مع المدرجات النصراوية والتي رأت فيه ضالتها بعد أعوام كثيرة من الضياع الفني الذي كان يعيشه فريقها مبتعدا عن الألقاب والمنافسة الجادة عليها. جوزيه دانيال كارينيو الملقب بإل كريسبو والتي تعني بالإسبانية ذا الشعر المجعد تسلم زمام القيادة الفنية للفريق الأصفر وهو مبتعد عن الألقاب لسنوات طويلة وفي موسمه الأول 2012-2013 الذي حل فيه بديلا للكولومبي ماتورانا لم ينجح بتحقيق أي لقب إلا أنه تمكن من قيادة الفريق من التأهل لنهائي كأس ولي العهد الذي خسره أمام غريمه التقليدي الهلال عن طريق ركلات الترجيح. في الموسم التالي أظهر الأوروغوياني جدية أكبر في قيادة فريقه نحو منصات التتويج وبدا أكثر صرامة في ملامحه من خلال التعليمات التي يبلغ فيها لاعبيه أثناء سير المباراة، في خطوته الأولى تمكن كارينيو من رد الثأر أمام الغريم التقليدي الهلال ونجح في كسب بطولة كأس ولي العهد من أمامه وذلك بعد قرابة أربعين عاما من الغياب عن معانقة هذا اللقب. لم يكتفِ كارينيو بتحقيق لقب بطولة كأس ولي العهد بل نجح في خطف لقب دوري المحترفين السعودي بعد منافسة شرسة مع الغريم التقليدي الهلال الذي كان يقوده الوطني سامي الجابر وحل ثانيا بفارق نقطتين عن المتصدر النصر، ليختم بذلك ابن الأوروغواي موسمه بنجاح كبير بعدما أنعش الخزانة الصفراء بلقبين بعد جفاف طويل. بعد موسم ذهبي مع النصر عاد من خلاله إلى المجد وحصد الألقاب أعلنت إدارة النصر رحيل المدرب الأوروغوياني كارينيو في صورة مفاجئة أن يرحل صانع الهوية البطولية للفريق دونما أي أسباب مقنعة رغم مبررات الإدارة النصراوية بأن مطالباته المادية كانت مرتفعة وغير واقعية. اليوم وبعد مضي موسم ونصف على رحيل الأوروغوياني عن القيادة الفنية للفريق الأصفر يبرز هذا السؤال: هل ندم النصر على رحيل كارينيو؟ ربما تكون الإجابة الواقعية بأن النصر لم يوفق في قراره بالتخلي عن كارينيو وعدم تلبية مطالباته التي وإن كانت مرتفعة إلا أنها لا تضاهي قيمة تلك العقود الموقعة للمدربين الذين أشرفوا على الفريق من بعده وانتهت مسيرتهم بعدم النجاح لتمنحهم إدارة النادي شروطا جزائية بمبالغ كبيرة. وفقا للغة الأرقام فقد تعاقد فريق النصر منذ رحيل مدربه الأسبق كارينيو مع ثلاثة أسماء كان أبرزها ابن جلدته والذي سبق له خوض تجربة سابقة مع فريق النصر وهو خورخي داسيلفا إضافة إلى الإسباني راؤول كانيدا والإيطالي فابيو كانافارو، فيما يظل الاسم الرابع معلقا حتى الآن بعد إقالة الإيطالي مؤخرا. أما على صعيد البطولات التي شارك فيها النصر بعد رحيل الأوروغوياني كارينيو فقد شارك الفريق في ثماني بطولات وكسب واحدة منها في حين خسر السبع المتبقية، حيث نجح الفريق الأصفر في تحقيق لقب بطولة دوري المحترفين السعودي تحت قيادة داسيلفا فيما خسر كأس السوبر السعودي وبطولة كأس ولي العهد وكأس الملك وودع البطولة الآسيوية في الموسم المنصرم، أما في الموسم الحالي فقد خسر كأس السوبر الذي جمعه بغريمه التقليدي الهلال في لندن إضافة إلى الخروج المبكر من كأس ولي العهد وابتعاده عن دائرة المنافسة على لقب دوري المحترفين السعودي. وبصورة تفصيلية لحال فريق النصر بعد رحيل الأوروغوياني كارينيو، ففي الموسم الأول اتجهت بوصلة الإدارة للتعاقد مع الإسباني راؤول كانيدا الذي سبق له خوض تجربة تدريبية مع فريق الاتحاد إلا أن المدرب السابق لنادي ألميريا الإسباني لم يدم طويلا في مقاعد البدلاء الصفراء يقود من خلالها الجهاز الفني للفريق رغم نتائجه الإيجابية على صعيد الدوري فإن ضعف مستويات الفريق وشخصية المدرب قادت إدارة النادي لإقالته رغم تصدر الفريق للائحة ترتيب الدوري. بعدها لجأت إدارة النصر للتعاقد مع الأوروغوياني خورخي داسيلفا لإكمال مهمة الفريق في الحفاظ على لقبه في الدوري، حيث نجح الفريق الأصفر في تحقيق ذلك بعد منافسة محتدمة مع فريق الأهلي كان فيها فريق النصر يعيش مرحلة فنية ضعيفة لأسباب متعددة، إلا أنه كان ينجح في تحقيق الأهم وخطف النقاط الثلاث وإضافتها لرصيده، ليتمكن من الحفاظ على لقبه للموسم الثاني على التوالي. مع انطلاقة الموسم الجاري واصل داسيلفا مهمته في قيادة فريق النصر إلا أنه كان يعيش أياما صعبة بعد خسارته لنهائي كأس الملك من أمام غريمه التقليدي الهلال في نهاية الموسم الماضي، قبل أن يفتتح موسمه الجديد بخسارة أخرى أمام جاره الهلال في كأس السوبر وهي الخسارة التي تسببت في هز الثقة بين المدرج ومدرب الفريق. بدأ الفريق النصراوي هذا الموسم تحت قيادة مدربه الأوروغوياني داسليفا تائها على الصعيد الفني من خلال نتائجه غير الجيدة التي يحققها، إضافة إلى خروجه من بطولة كأس ولي العهد على يد فريق الشباب في دور ربع النهائي، ليجد المدرب نفسه خارج أسوار النادي بعد إقالته في ظل تواضع النتائج. بعد أيام قليلة من إقالة المدرب الأوروغوياني داسيلفا أعلنت إدارة النصر بقيادة الأمير فيصل بن تركي عن التعاقد مع الإيطالي فابيو كانافارو الذي لا يملك تجربة كبيرة على صعيد التدريب، باستثناء خبرته الكبيرة كلاعب شارك مع أعرق الفرق العالمية يتقدمها الإيطالي يوفنتوس والإسباني ريال مدريد. لم ينجح كانافارو المتوج بجائزة أفضل لاعب على صعيد العالم في موسم 2006 أن يرمم صفوف فريق النصر ويعيده لدائرة المنافسة مجددًا، حيث أشرف على الفريق في 11 مباراة حقق خلالها الانتصار في ثلاث مباريات وخسر مثلها وتعادل في خمسة مباريات ليجد نفسه يحضر في المركز السادس وبفارق ثماني عشرة نقطة عن المتصدر فريق الهلال. بعد الخسارة المدوية من أمام فريق نجران برباعية اضطرت إدارة فريق النصر لإعلان إقالة المدرب الإيطالي فابيو كانافارو رغم تجديد الثقة به قبلها بأيام قليلة، لتواصل إدارة الأمير فيصل بن تركي بحثها عن مدرب يقود الفريق فيما تبقى من منافسات الموسم الحالي يأتي أبرزها دوري أبطال آسيا وبطولة كأس الملك وهي الأمل الوحيد لإنقاذ موسم الفريق من الضياع. حضور ثلاثة مدربين لقيادة فريق النصر في موسم ونصف وخسارته لسبع بطولات شارك فيها من أصل ثمانٍ، تبرهن على أحقية أن الفريق الأصفر بات نادما على رحيل مدربه الأوروغوياني كارينيو عراب البطولات الأخيرة، حتى وإن لم تعلن الإدارة بقيادة الأمير فيصل بن تركي هذا الأمر الذي قد يبوح به بعد نهاية الموسم الجاري أو انقضاء فترة رئاسته الحالية؟!

مشاركة :