بادئ ذي بدء أصلي على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبدالله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم. هذي رسالة قررت كتابتها لابنتي الغالية سارة. ترددت كثيراً في كتابتها ،ولكنني قررت أخيراً، ولعله يكون قراراً مناسباً. مناسبة الرسالة هي دخول سارة إلى المدرسة، ودراستها في المرحلة التمهيدية، بصراحة لا أستطيع وصف مشاعري، هل هي مشاعر الفرح والسعادة؟ أم مشاعر الحزن والكآبة؟ لا تتعجبوا من كلامي، ودعوني أوضح لكم: دخول سارة إلى المدرسة ليس معضلة في حد ذاته، بل بالعكس تماماً، هو أمر مبهج، ومفرح، ولكن المعضلة تكمن فيما يرافق هذه المرحلة، من إحساس بالكبر في العمر ونمو الأولاد، وأنا لم أنته من طموحاتي بعد، ويمكن القول أنني ما زلت في مرحلة البدء، فهل يا ترى سيسعفني الزمن لكي أنجز ما أصبو إليه، لا أدري فهذا في علم الخالق سبحانه. هناك حديث للمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول فيه: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم من مكانه حتى يغرسها فليغرسها». تأملت هذا الحديث كثيراً، وهو يحثنا على العمل والعمل والعمل، وليس على اليأس وفقدان الأمل في الحياة، لدرجة أن بعض الناس قد يتمنى الموت من الضيق الذي يشعر به، سواءً من فقد زوج أو ولد، أو إصابته بمرض ما، وقد قال الله سبحانه وتعالى {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}. هذا ديننا يحثنا على العمل، وعدم انتظار الموت. لهذا أنا سأعمل ولو دخلتْ حبيبتي المدرسة سأكافح حتى لو تخرجتْ من الجامعة فسأظل أعمل، وأدرس، إلى أن يأتيني الحق ويأخذ الله أمانته. إذن يا ابنتي سارة سأكون سعيدا جداً بعد غد الذي يصادف كونه اليوم الأول لك، وكذلك كونه يوافق يوم الأحد أول يوم عمل في المملكة للطلاب والطالبات، كوننا تعودنا على البدء كل يوم سبت، ولكنّ الحكومة قررت تغيير ذلك بأن تكون بداية الأسبوع الأحد عوضاً عن السبت. أتمنى لك التوفيق والنجاح. رسالتي لكِ: كوني قوية بلا تجبر، واثقة بلا تكبر، طيبة ولكن لا تكوني ساذجة، اطيعي معلمتك واسمعي كلامها، ولكن لا تلغي رأيك وحقك، كوني محبة للدارسة والعلم، وساعدي الناس، ودعيهم يساعدونك، لا تعتمدي كثيراً على أهلك، كوني شخصية مستقلة، لا تكوني إمعة، انقدي من يستحق النقد وأنا أولهم، حقِّقي طموحاتك، ولا تجعليني قدوتك لأنني لا أستحق ذلك, فأنا مقصر في كثير من الأمور، و محب للراحة والكسل. ابنتي أكتب هذي الرسالة لكِ في وسط الرياض وفي وقت فضيل. قبيل آذان المغرب، الجمعة، الموافق 23-10-1434هـ أحبك والدك مقالات أخرى للكاتب
مشاركة :