اللازمة اللغوية - من وجهة نظري - كلمة أو عبارة تصاحب كلام الشخص دائماً، وهو لا يشعر بها، فتجده يكرر هذه اللازمة أثناء حديثه في أي موضوع، وبكل تأكيد هو لا يقصدها، وتأتي بشكل عفوي. أرى أن صور هذه اللازمة تتعدد، فقد تجد لازمة لغوية دينية، وأخرى لازمة لغوية عرفية، واللازمة اللغوية الدينية يراد بها في الغالب «الدعاء»، فمثلاً لو جلست مع بعض الشباب «المطاوعة» لسمعت منهم لوازم لغوية دينية، مثل «جزاك الله خيراً، الله يثيبك، بارك الله فيك»… وتجد أنهم يرددونها كثيراً، طبعاً لا أشك لحظة واحدة أنهم يريدون الدعاء منها، ولكن حديثي هو كونها أصبحت لازمة لغوية دينية لا تكاد تفارقهم، وتجدهم يقولونها في كثير من المواقف، ويمكن القول إنها تأتي بشكل عفوي، فهم قد تعودوا عليها. هناك نوع من اللوازم اللغوية يفرض عليك فرضاً، فمثلاً حينما كنت في مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية، كنت أدرس في المعهد العلمي، وقد تعودنا في المعهد على مناداة الأستاذ بـ«يا شيخ» حتى لو لم يكن أستاذاً في المواد الدينية، بل حتى أننا كنا ننادي أستاذ اللغة الإنجليزية بـ«يا شيخ»، مع أنه كان مسبل الثياب، حليق اللحية، ولكن البيئة الدينية «بيئة المعهد العلمي» أوجدت مثل هذه اللوازم اللغوية. وقد حصرت مجموعة بسيطة من اللوازم اللغوية، وسأذكر بعضا منها في مقالي هذا: «يا شيخ». لازمة لغوية عند أخي «المطوع» ينادي بها أغلب الناس، بما فيهم أنا، وهو لا يعني الشيخ الملتزم، بل يقصد بها عامة الناس حين يخاطبهم سواء كانوا ملتزمين، أو غير ذلك. - «تمام». لازمة لغوية عند «مديري المباشر» فكثيراً ما أسمعها منه، وهي لازمة تميزه، فمن يسمع كلامه، يجده يستخدمها كثيرا، في مختلف المواقف. - «يا ولد». لازمة لغوية يستخدمها أحد الزملاء، وخصوصاً حين يكون متحمساً، أو منسجماً، فتجده يكررها كثيرا. - «أحسنت، بالضبط». لازمتان لغويتان يكررهما أحد الزملاء معاً حين يعقّب على موضوع ما أو نقطة ما. - «تقوله صادق» هذا الجملة هي لازمة لغوية عند أحد الزملاء من الجنوب، وهو يستخدمها كثيراً. - «حرام يعني» لازمة لغوية تستخدمها ابنتي «سارة»، وهي تستخدمها عندما تطلب مني شيئا ما، ولا ألبّيه «أوافق» لها، فتقول كناية عن غضبها،: «حرام يعني نروح للسوق، حرام يعني ما ألعب… أنا حريص كل الحرص على تغيير اللازمة اللغوية التي تستخدمها ابنتي «حرام» لأني أؤمن تماماً أن هذه الكلمة يجب أن تستخدم في مقامها المعروف، ولا تستخدم كثيراً حتى تحتفظ بدلالتها القوية، والمؤثرة، والرادعة للنفوس، ويجب ألا تقال في كل شيء، بل في الأشياء الدينية الكبيرة». يقول أبو الطيب: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر القوم جراها ويختصم لماذا استشهدت بهذا البيت، حقيقة لا أعرف، فأنا دائما ما أقول:علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا - ماجستير في اللغة والنحو مقالات أخرى للكاتب اللون الأحمر رسالة إلى طفلتي «سارة»
مشاركة :