تسود حالة من الترقب والانتظار في الأوساط الإسرائيلية لرد صاروخي من الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة ردا على هجمات جوية أودت بحياة 15 فلسطينيا. وأطلقت إسرائيل فجر اليوم (الثلاثاء) عملية حملت اسم (السهم الواقي) استهدفت خلالها في غارات متزامنة ومفاجئة ثلاثة من كبار قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه في عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام (الشاباك) "تم القضاء على خليل البهتيني قائد منطقة شمال قطاع غزة في الجهاد وطارق عز الدين القيادي البارز في الحركة والمسؤول عن توجيه نشاطات في الضفة الغربية انطلاقا من القطاع وجهاد الغنام أمين سر المجلس العسكري في التنظيم". ومنذ بدء العملية، قتل 15 فلسطينيا بينهم 4 أطفال و4 نساء، بالإضافة إلى إصابة 22 آخرين بينهم أطفال ونساء بجروح متفاوتة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع. وقالت الإذاعة العبرية العامة إنه تم إجلاء أكثر من 2000 إسرائيلي من سكان البلدات المحاذية لقطاع غزة بسبب مخاوف من قيام نشطاء الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ بعد الغارات الجوية. كما تم إجلاء آلاف من سكان مدينة سديروت الجنوبية بعد ظهر اليوم إلى فنادق في البحر الميت، بالإضافة إلى توقف خدمة القطارات في الجنوب وفتح الملاجئ، كما أعطى وزير الدفاع يؤآف غالانت الإذن باستدعاء جنود الاحتياط. وقال بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع يوآف غالانت إنه وافق على تفعيل خطة لإخلاء سكان البلدات المحاذية لقطاع غزة نحو باقي المناطق في كافة المدن. وأجرت السلطات الإسرائيلية في البلدات المحاذية للقطاع تقييما للوضع لمعرفة عدد العائلات الذين غادروا والذين بقوا في بيوتهم، حيث وبحسب الإذاعة العبرية العامة لم يبق سوى أصحاب الوظائف الأساسية وفرق الطوارئ. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار بعد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابنيت) استمر نحو ساعتين "قبل أسبوع، عندما أطلقت الصواريخ، قررنا الرد على قادة التنظيمات". وأضاف "الأيام المقبلة سنحتاج إلى الصبر ، أي تصعيد من جانب أعدائنا سيقابل برد ساحق من جانبنا"، على حد قوله. بدوره، قال الوزير غالانت إن "الجيش والشاباك تصرفا بقوة ساحقة، وتم تحقيق الأهداف بالكامل"، مؤكدا أن العملية في غزة "لم تنته، وقد نشهد إطلاق صواريخ على مناطق قريبة وبعيدة بقوة كبيرة". وأضاف "لقد ارتكب المخربون خطأ فادحا بعدما ظنوا أن بإمكانهم تهديد دولة إسرائيل والنوم بسلام في الليل"، موضحا "نعرف كيف نكرر هذه العملية في ساحات أخرى أيضا"، على حد تعبيره. من جهته، قال رئيس الأركان هاليفي خلال المؤتمر الصحفي "تصرفنا بشكل هادف ضد من يزعزع الاستقرار الأمني وسنعمل على تعميق عملنا بقدر الضرورة". كما كشف رئيس الشاباك رونين بار أن قوات الأمن "أحبطت الأيام الماضية خلية للجهاد الإسلامي في منطقة جنين كانت تخطط لإنتاج صواريخ وقاذفات لإطلاق صواريخ على الجبهة الداخلية من شمال الضفة الغربية". إلى ذلك، أعلنت بلدية تل أبيب عن فتح الملاجئ خشية إطلاق صواريخ من غزة، كما قررت بلدية يفنيه قرب تل أبيب إلغاء الدراسة غدا الأربعاء بسبب التوتر الأمني، وفقا لما أوردته الإذاعة العبرية العامة. ونقلت الإذاعة عن مسؤول أمني إسرائيلي لم تذكر اسمه قوله إن "العملية في غزة مخططة وموجهة ضد الجهاد وفي إسرائيل يعترفون بأن عدم رد الجهاد هو أمر غير معتاد، وهذا من شأنه أن يؤثر على التعليمات للجمهور خلال الساعات القادمة". وفي وقت سابق من اليوم، أعلن مكتب وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان أن مدير عام وزارة الدفاع إيال زمير وقع على أمر لتوسيع الجدار الأمني الذي يهدف لإخفاء المفترقات المكشوفة والمعرضة للخطر في غلاف غزة. كما أفادت الإذاعة العبرية العامة بأن إسرائيل قررت تغيير اتجاه إقلاع وهبوط الطائرات في مطار بن غوريون الدولي خارج مدينة تل أبيب الساحلية. إلى ذلك، أعلنت خدمة الطوارئ والإسعاف الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء) في بيان مقتضب عن رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى خشية من إطلاق صواريخ من غزة.
مشاركة :