شهدت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم (الأربعاء) اشتباكات وصفت بالعنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد أيام من الهدوء النسبي. ووفقا لشهود عيان، فإن اشتباكات عنيفة وقوية بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة وقعت اليوم في مدينة الخرطوم وحول جسر الحلفايا الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان. وأظهرت مقاطع فيديو تحصلت عليها وكالة أنباء ((شينخوا))، تحليقا كثيفا للطيران الحربي التابع لسلاح الجو السوداني، وقصفا متزامنا على عدد من مناطق تمركز قوات الدعم السريع شمال الخرطوم بحري. كما أظهرت مقاطع مصورة انتشار أرتال من الجيش السوداني في شوارع رئيسية بالخرطوم بحري. وقال الجيش السوداني في بيان صحفي "نفذت قواتنا عملية تمشيط واسعة في بحري تخللتها اشتباكات مع المتمردين تكبدو فيها مئات القتلى وتدمير عشرات العربات المسلحة وإزالة العديد من ارتكازات العدو بالمنطقة". وأضاف البيان "نصبت مجموعة من قواتنا كمينا ناجحا لمتحرك للمليشيا المتمردة جنوب بحري وتمكنت من تدمير 7 عربات مسلحة والاستيلاء على 6". ودعا الجيش السوداني المواطنين إلى تفادي التحركات في أي منطقة تحدث بها اشتباكات والحرص على البقاء داخل المنازل واتخاذ ما يلزم من تحوطات حفاظا على سلامتهم. في المقابل، نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر تصديها لهجوم من قبل الجيش على مواقع تمركزها في الخرطوم بحري، واستيلاءها على عربات وآليات عسكرية تابعة للجيش السوداني. وأعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرتين تابعتين للجيش السوداني بمنطقة بحري. وقالت في بيان صحفي "تتقدم قوات الدعم في معاركها ضد الانقلابيين والفلول في جميع المحاور بالخرطوم وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد". وفي سياق متصل، قررت لجنة أمن ولاية الخرطوم، وهي لجنة مكونة من قادة الشرطة والأمن والمخابرات ومكتب حاكم الخرطوم، رفع توصيات عاجلة للقائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان تتضمن إعلان حالة الطوارئ بالولاية وحظر التجوال وإعلان التعبئة العامة واتخاذ معالجات عاجلة لسد الفجوة في المواد الغذائية والخدمات. ووفقا لتقديرات منظمة الهجرة الدولية، فإن عدد النازحين داخل السودان، بسبب القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وصل إلى نحو 700 ألف شخص. فيما تشير تقديرات أممية إلى أن أكثر من مائة ألف سوداني غادروا إلى دول مجاورة منها مصر وإثيوبيا وتشاد. ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل ما يزيد على 550 شخصا. وتجري بمدينة جدة السعودية مباحثات بين ممثلين للجيش السوداني والدعم السريع بهدف التوصل إلي وقف دائم لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات وإجلاء المدنيين من مناطق المواجهات الرئيسية.
مشاركة :