إخصائي نفسي لـسبق: السعادة الوظيفية ليست مجرد ماكينة قهوة.. بل إحساس بجودة الحياة

  • 5/11/2023
  • 19:14
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أخصائي التوجيه والإرشاد النفسي الدكتور فواز كاسب، لـ"سبق"، أن انتشار وظيفة أخصائي السعادة في القطاعات الحكومية والقطاع الخاص في المملكة؛ دليل واضح على الاهتمام بتحقيق السعادة الوظيفية من خلال توفير بيئة عمل محفزة تشبع احتياجات الموظفين النفسية والاجتماعية. وبين أن إخصائي السعادة ليس ذلك الرجل الذي يكون مهرجا أو يأتي بمجموعة من النكت للموظفين ولكنه يكون لديه مقاييس معينة مرتبطة بالموارد البشرية والتي تعتبر هي المسؤولة عن تقديم التحفيز ‏الإيجابي للموظفين لضمان بقائهم في العمل والولاء الوظيفي، بدءا من مواقف السيارات والصعود للعمل والمكاتب الذكية وماكينة القهوة وغيرها. وأشار إلى أهمية أن يمتلك أخصائي السعادة الخبرةَ والجانب المعرفي والأكاديمي لأهمية السعادة، من خلال طرح مجموعة من البرامج والمقاييس المعينة التي تقيس الرضا والمشاعر الإيجابية لدى الموظفين وانتماءهم إلى العمل؛ مما سيكون له دور إيجابي في ‏المحافظة على السعادة، وأن تكون السعادة مستدامة. وقال: إن مفهوم السعادة الوظيفية من ضمن المفاهيم الحديثة في علم الإدارة، ونحو التميز المؤسسي في المملكة أطلق برنامج جودة الحياة الذي يصبّ في ‏هذا المجال، مشيرًا إلى أن السعادة الوظيفية مطلب ضروري، ولاسيما في عصر السرعة وعصر القلق والمتغيرات والانفجار المعرفي، وبالتالي تأتي المسؤولية على المسؤولين في المؤسسة أو الشركة أو القطاع لتوفير بيئة محفزة تشبع احتياجاته، وتبعد عنه وتحرره من القلق، بيئة لديها من الأبعاد التي تعزز السعادة؛ حيث تتطلب السعادة الوظيفية عددًا من الأبعاد: البعد الاجتماعي، والبعد الوظيفي، والتقني، والبعد المادي، والبعد النفسي. ويرى "كاسب" أن البعد المادي للسعادة الوظيفية يتحقّق عندما يكون هناك قائد أو مدير لديه من الخبرة في هذا المجال، ويحتوي الموظفين ويشبع حاجاتهم في جميع الجوانب، ويوفر بيئة تشمل البعد المادي من هندسة ألوان وهندسة إضاءة وممرات جميلة وتوفير مواقف للسيارات واستقبال وابتسامة في المداخل، أيضًا تصميم ‏المكاتب بشكل هندسي جميل هو في جودة الحياة في العمل، ولكن أيضًا من ضمن الأبعاد المادية للسعادة. وأضاف أن الجانب الاجتماعي، والذي يحقق السعادة الوظيفية؛ هو طبيعة العلاقات مع الزملاء، والفخر بالمكان الذي ينتمي‏ إليه، والمصداقية والعدالة وكثير من الفضائل الإيجابية التي يمارسها الموظف مع زملائه، ‏ويأتي هنا تبادل الثقة والمحبة. وقال: إن الجانب النفسي موضوع مهمّ للغاية، وهو موضوع الإدراك، كيف يطلق القرار أن يكون سعيدًا في هذا العمل عندما يرى أنه وصل إلى مرحلة ودرجة من الرضا، وبالتالي يكون هناك المشاعر ‏الإيجابية، ويكون هناك أيضًا جانب المرح، ثم جانب الشغف، ثم يضع الأهداف الخاصة به بما يتوافق مع أهداف المؤسسة من طموح، ومن أيضًا تقدم مهني ومن نمو وظيفي، وبالتالي يتحقّق هنا موضوع السعادة المهنية. واستطرد أخصائي التوجيه والإرشاد النفسي قائلًا: "نحتاج أيضًا إلى استدامة هذه السعادة بأن تدرج من ضمن ثقافة المؤسسة، وذلك من خلال التخطيط الاستراتيجي، وأيضًا يكون هناك تميز مؤسسي يؤخذ هذا بعين الاعتبار، مشيرًا إلى أن السعادة المستدامة تكون من خلال ثلاثة أبعاد: الجانب الاجتماعي، والجانب البيئي، والجانب الاقتصادي، وعمل التوازن على هذه المحاور، وهنا تتحقق السعادة لجميع مجالات الحياة، سواء في الأسرة أو في العمل أو في الأماكن العامة". وأشار إلى أن هناك طرقًا لإيجاد السعادة من خلال ما نراه في بعض الدول التي وضعت وزارة للسعادة؛ مثل الإمارات ‏وبعض الدول الأوروبية، أيضًا هناك ما يطلق عليه اقتصاد السعادة؛ وهو ما قامت به مملكة بوتان التي لديها موارد محدودة، ولكن جعلت من الإنتاج الإجمالي المحلي أخذت ووضعت مكانه إجمالي السعادة الوطنية. وقال: "المملكة ولله الحمد حقّقت الآن في عام 2023 على مستوى العالم العربي الدولة الأولى في مؤشر السعادة، وهو مرتبط بمؤشرات أخرى مثل متوسط الأعمار والدعم الاجتماعي والدعم الصحي والبيئة الرياضية وجودة الحياة والبيئة، وإبعادها عن التلوث". وختم قائلًا: "نحن في ‏المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص جزء من هذا المجتمع، وبالتالي ارتفاع مؤشر السعادة دليل على أن السعادة المؤسسية، أو سعادة الموظفين في بيئة العمل مرتفعة، ونحتاج أن نحافظ عليها".

مشاركة :