رابطة كتاب إربد تكرم الدكتور إبراهيم السعافين

  • 5/12/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

احتفى فرع رابطة الكتاب الأردنيين في مقره بتجربة الناقد والروائي والشاعر الدكتور إبراهيم السعافين ومنجزه الإبداعي، ضمن برنامجه "منارات إبداعية" التكريمي في موسمه الثاني، بمشاركة الناقدين د. موسى ربابعة ود. زهير عبيدات والشاعر زهير أبوشايب، وأدار مفردات حفل التكريم الشاعر أحمد طناش الشطناوي رئيس فرع الرابطة وسط حضور لافت من الأدباء والأكاديميين والمهتمين. واستهل الحفل الناقد الدكتور موسى ربابعة بقراءة نقدية حملت عنوان "خاتمة القصيدة.. فاتحة القراءة.. مقاربة لديوان أفق الخيول للسعافين"، أكد بأن هذه الدراسة تحاول أن تقارب نماذج نصية من شعر إبراهيم السعافين في ديوانه "أفق الخيول"، وهي قصائد من الناحية الزمنية تمتد من العالم 1965 إلى 2000 وهي على طول امتدادها الزمني تجربة تجمع في أطرها العامة تجارب متعددة أو رؤى غنية تتمثل في الغنى المكاني والزماني، والتحليق بدثار من الصياغة اللغوية ذات الدلالات البعيدة. وأشار الدكتور ربابعة إلى أن دراسته أيضا تعالج خواتم بعض النصوص الشعرية في حسبانها النقاط السابقة كلها، لأن الكون الشعري عند السعافين يتأسس على عناصر متعددة لا بد من الاعتداد بها أثناء ممارسة فعل القراءة، فخواتيم القصائد ذات محمولات دلالية لها تعالق وشيج بالعنوان وبالأجزاء الأخرى التي يتكون منها النص، وقد التفت النقد العربي القديم إلى الابتداءات والخواتيم وسموا الأولى براعة الاستهلال والأخرى حسن الخاتمة. من جهته الناقد الدكتور زهير عبيدات قدم رؤية نقدية بعنوان "سيرة على سيرة.. ملامح المنجز للدكتور إبراهيم السعافين الروائي"، مبينا أن هذا المنجز لمؤلف جمع بين النقد والإبداع، وهو يكتب سرديته وسردية جيله في آن واحد، وهذا المنجز الروائي تجسيد لمنجز نقدي باشره عبر مشواره الأكاديمي، وانشغل المشروع من غير زاوية: فلسطين التاريخ، وفلسطين الجغرافيا والإنسان، والمشروع ردٌّ بالكتابة على السردية الصهيونية، ومشروعه إنساني الرؤية يركز فيه على المشترك الإنساني. وفي جانب آخر، اعتبر د. عبيدات أن سيرته الذاتية "سلالة السنديان" للسعافين سيرة وطن وأمة ومجتمع سياسي واجتماعي واقتصادي، وهي سلالة السنديان: السنديان شجرة حرجية معمرة وهي رمز الصلابة والقوة وثبات اللون والإصرار والقوة والشموخ والقدرة على التحدي والتحمل في وجه العصور والأعاصير، وهي سيرة جيل النكبة تقدم الصورة الإنسانية والجوهر الإنساني ترد النكبة بالتفوق وإرادة التطور والمساهمة في الحضارة والإضافة لها، إنها سيرة الفتى المعذب الذي ترك وطنه وفي وعيه دمع والدته تذرفها على زوجها عندما شاهدت قبره عندما ودعت ابنها إبراهيم في طريقه نحو جامعة القاهرة، إنها شخصية تعيش أشكالا من القلق، القلق الذاتي على الواقع والبؤس والقلق المعرفي في التعليم بوصفه أداة بناء المستقبل. ويشير د. عبيدات إلى أن السعافين يذكر في سيرته "سلالة السنديان" أساتذته الذين ساهموا في تكوينه المعرفي والثقافي ووصاياهم، حيث قرأ مختلف صنوف المعرفة التي تساهم في تكوينه المعرفي وصولا إلى التكامل المعرفي. الشاعر زهير أبوشايب في شهادته في أستاذه السعافين قال فيها: حظيت، كما حظي الكثيرون، بأن تتلمذت على يدي أستاذي وشيخي وقدوتي الدكتور إبراهيم السعافين، وأحببت كثيرا أن أتأمل في طبيعة العلاقة التي ربطتني به منذ أربعين سنة، والتي تحوّلت بالتدريج من علاقة الأستاذ بالتلميذ إلى علاقة الشيخ بالمريد. وأضاف أبوشايب في شهادته، منذ أربعين سنة رأيت نفسي مراياه الكثيرة ورأيته وهو يغيّرني بأقل قدر من الثرثرة والسلطة، وأعلى قدر من المحبة والصمت، ورأيته وهو يقف في موقف العارف ولا يتغير بفعل الزمن، يزداد سطوعا وجلالة ويجعل أمر الحديث عنه أكبر بكثير من أن يكون حديث ذكريات، كان العارف الذي يمنحني المعرفة في البداية، ثم أصبح هو ذاته معرفة أمنحها لذاتي، ثم أصبحت أنا ذاتي معرفة تتجلّى في مرايا هذا الرجل الرحب. وقال أبوشايب إن الحديث عن منجزه الضخم وأعماله التي تغذيت عليها مثلما ينبغي للتلميذ أن يفعل وتغذى عليها ألوف التلاميذ ثم ذهبوا كل إلى ذاته، سيظل في سيرته الذاتية التي صدرت حديثا بعنوان "سلالة السنديان" تتجلّى لنا شخصية هذا المضاء بكل تواضعه وشفافيته وروحانيته ورقته وعمق انتمائه وصدقه وسعة تجربته في الحياة والكتابة. المحتفى به والمكرّم الدكتور إبراهيم السعافين ألقى كلمة عبر فيها عن سعادته بهذا التكريم، مشيرا إلى مدينة إربد التي شهدت رحلته وثقافته التي كتب فيها الشعر والقصة والمسرح والنقد، مؤكدا أن هذه المدينة ومن جامعة اليرموك انطلق مهرجان جرش للثقافة والفنون وكان عضوا في لجنته العليا. وفي الختام تم تكريم د. السعافين بدرع المنارة من قبل بعض الأكاديميين، كما تم تكريم المشاركين بالدروع.

مشاركة :