رابطة كتاب إربد تحتفي بتجربة الشاعر الدكتور مهند ساري

  • 2/18/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وسط حفاوة كبيرة من المثقفين والمهتمين، احتفى فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد، مساء الخميس، في بلدية إربد، بتجربة الشاعر الدكتور مهند ساري الشعرية بمشاركة الناقدين: الدكتور محمد خالد الزعبي والدكتور عمر العامري وذلك ضمن برنامج "مبدعو الزمن الجميل" وأدار مفردات الحفل الشاعر أحمد طناش رئيس الفرع. المداخلة النقدية الأولى استهلها الشاعر والناقد د. محمد الزعبي حيث اكتفى كما أشار بتطواف عام مقدما بطاقة تعريفية بشعر مهند ساري، وتحدث عن شخصية الشاعر الشعرية التي تتميز بثلاث خصائص بارزة هي قوة القريحة الشعرية أو قوة الخيال وعنفوانه والجدية والوعي والنضج الفني، مبينا أن قوة القريحة  الشعرية تعلن عن نفسها في غير مظهر، منها تنطوي عليه قصائده من شعرية وجمال وغزارة في الصور العميقة والمدهشة التي أن تتيسر بغير موهبة كبيرة، أما الوعي والنضج وهو "ثمرة الوعي" فأراده إلى كونه شاعرا موهوبا في الأساس، أما النزعة التأملية فإن الطابع التأملي في الكون "الطبيعة" والحياة والإنسان، وإلحاح الشاعر على هذا التأمل أو إلحاحه عليه إلحاحا، من أبرز الطوابع الفكرية "إن لم يكن أبرزها على الإطلاق" في شعر مهند ساري، وفي هذا التأمل تتجلّى قدرة الشاعر الفنية، وهنا تتجلّى الصلة بين الشعر والفكر أو الشعر والفلسفة مع الحفاظ على الشعرية وطوابع الشعر الفنية، إذ تذوب الفلسفة في الشعر لتخدم الشعر وترفد طاقاته الفنية الخلاقة. كما تحدث د. الزعبي عن النزعة الإنسانية في شعر ساري لافتا النظ إلى قصيدة " مدائن صالح" تصلح أن تكون مثالا على هذه النزعة الإنسانية. فيما الشاعر والناقد عمر العامري قدم اضاءات نقدية حملت عنوان: "جدلية الشّعر والسّرد عند مهند ساري، قافية تتنفس نموذجا" وفي اضاءته الأولى أكد فيها أن قصائد مهند ساري تتميز بمعمارها الفني المتعاضد، ونسيجها المتماسك، سواء على مستوى الشكل أم على مستوى المضمون، قصائد موضونة بإحكام، ومنسوجة بمهارة، بعيدة عن التداعي المجّاني، وعن التكرار والصّور المستهلكة جماليًّا، بعيدة عن الرتابة المملّة، تنأى بنفسها عن الخطابية والمنبرية والإيقاعية المملوءة بالضّجيج الفارغ، نصوص مهموسة، تضعك في مسافة التوتر ودهشة التلقي منذ سطورها الأولى، ويظلّ خيط الدهشة فيها مشدودًا وتظلّ فيها مأخوذا حتى نهاية القصيدة. وبيّن في اضاءته الثانية "التفات القصيدة إلى الذات الشّاعرة، وإلى نفسها" مشيرا إلى أن المطّلع على تجربة مهند ساري الشعرية يجد دون أدنى عناء إلماحاتٍ واضحة إلى ما يشبه الشهادة الإبداعية، تتعرف من خلالها إلى أصدقائه وعاداته واهتماماته ومطالعاته وبعض مكوّناته الثقافية والإبداعية... فالقصيدة لديه دائمة الالتفات إلى ذاته الشّاعرة، فضْلا عن التفاتها إلى نفسها. وختم اضاءته الثالثة "الذكاء الشعري" حيث رأى أن الذكاء الشعري يتجلّى لدى مهند في أشياء كثيرة جدا هي مدار الشعرية التي تنهض عليها قصيدته، ولعلّ أبرز هذه التجليات مقدرته على الاقتراب المفرط من الأشياء التي تبدو عادية بالنسبة لشاعر غيره، يخرجها من وضوح المألوف ويسكنها في ظلال الغرابة أو التغريب، يعرّيها من ألفتها اليومية، ليقدّمها للمتلقي طافحة بالشعر كما لو أنه يراها أوّل مرة. إلى ذلك الشاعر المكرّم والمحتفى به د. مهند ساري قرأ غير قصيدة استحوذت على إعجاب الحضور لفنيتها ولغتها ومجازتها العالية وتناصاتها مع المادة التاريخية والموروث الديني. واختتمت الأمسية التكريمية بتكريم المشاركين فيها وتكريم الشاعر المحتفى وبتجربته الشعرية الشاعر الدكتور مهند ساري بتقديم له درع مبدعو الزمن الجميل من قبل عدد من المثقفين والأكاديميين.

مشاركة :