أكدت شمسة صالح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة، أن المرأة الإماراتية تجاوزت مرحلة التمكين، وأنها اليوم تعدت مرحلة المشاركة إلى مرحلة التنافسية العالمية، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة وملف المرأة في الدولة والتوازن بين الجنسين ينافس عالمياً. ونسبت هذا النجاح إلى القيادة الرشيدة التي ومنذ بداية تأسيس الاتحاد عملت على تمكين المرأة ومنحها الفرص الكثيرة، الأمر الذي أوصلها للمرحلة التي هي فيها الآن، ولتحطيمها الكثير من الأرقام القياسية العالمية، على سبيل المثال لا الحصر تعد الإمارات أول دولة عربية تعمل على تعزيز تمثيل المرأة في أعضاء مجالس الإدارة في القطاعين العام والخاص، ووصلت نسبة مشاركتها بالعمل إلى 47%، وشغلت نحو 66% من الوظائف الحكومية، واحتلت 30% من مناصب صنع القرار في شتى الدوائر الحكومية، كما أنها الأولى في مؤشر احترام المرأة. الخليج التقت شمسة صالح بمناسبة قرب انعقاد منتدى المرأة العالمي في دبي، بالتعاون مع منتدى المرأة للاقتصاد والمجتمع، في الفترة 23-24- فبراير الجاري في فندق مدينة جميرا في دبي، ويقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبرئاسة حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسسة دبي للمرأة. وتستضيفه دبي للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويقام تحت شعار لنبتكر. ويشكل المنتدى في دبي منصة فريدة من نوعها على مستوى العالم العربي، وفرصة استثنائية للتحاور مع أهم القيادات النسائية الملهمة. وهنا نص الحوار: * أين تكمن أهمية انعقاد واستضافة دبي للمنتدى؟ تكمن أهميته على صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة التي لديها أهدافها الأساسية واستراتيجية معينة بأن تكون مركزاً لاستضافة المؤتمرات والمعارض الدولية، واستقطابها إلى الدولة، والإمارات لديها خط تسير عليه اليوم وهو بناء ثقافات الابتكار في جميع قطاعات الدولة، والمؤتمر عالمي وليس محلياً، خاصة وأن العالم يتجه كله نحو الابتكار والإبداع والتعامل مع الأمور بطريقة خارجة عن المألوف. * وأهميته بالنسبة للمرأة العربية بشكل عام والإماراتية بشكل خاص؟ على صعيد المرأة العربية سيساهم في تغيير الصورة النمطية لها، والتي ليس بالضرورة أن تكون سلبية بل إنها بحاجة لعرض نتاجات المرأة العربية وعرض إنجازاتها، وقصص النجاح التي لم تصل إلى العالم، وتعريف الآخرين بها والى أي مرحلة قد وصلت من الابتكار والإبداع والتميز. وبالتالي فإن وجود نساء قياديات من الدرجة الأولى ومشاركتهن بالمؤتمر سيكون مؤثراً في سبيل المثال لا الحصر مشاركة الملكة رانيا العبد الله والتي ستكون كلمتها تمثل النساء العربيات في المؤتمر هو أمر في غاية الأهمية وهو يخدم هدفنا ويضيف لمؤتمرنا. * وما مدى أهميته بالنسبة لمؤسسة دبي للمرأة؟ بالنسبة لمؤسسة دبي للمرأة فالمؤتمر سيخدم هدفنا الاستراتيجي وهو تنمية قيادتنا النسائية في الدولة وأيضا الخروج من نطاق التركيز من الأجندة المحلية إلى العالمية، وذلك عن طريق أول دولة بالعالم لماذا نحن اليوم لدينا قرار وزاري بتمثيل المرأة في مجالس الإدارة، وتعد الإمارات أول دولة في الوطن العربي لديها هذا القانون، وكذلك لنوصل للعالم رسالة هامة جدا وهي أن المرأة الإماراتية تعدت مرحلة التمكين والتعليم كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نحن تجاوزنا مرحلة تمكين المرأة. نحن نمكن المجتمع عن طريق المرأة، ما يعني أننا تعدينا مرحلة التعليم حيث تعدت نسبة القراءة والكتابة 93%، بالأمس القريب تم الإعلان عن أن تمثيل الوزاري للمرأة في دولة وصل إلى 27.5%، وهو رقم قياسي حتى عالميا، وهذا ما يشعرنا بالسعادة، واليوم العالم كله ينادي بزيادة التمثيل النسائي في كافة الوزارات، وبحسب دراسة ماكنزي إذا ما شاركت المرأة بالتوازن مع الرجل في جميع أنحاء العالم فإن النمو الاقتصادي بالعالم سوف يرتفع إلى 12 تريليوناً. إننا سباقون بتبني ودعم هذه المبادرات والنتائج حيث قمنا بالفعل بتأسيس مجلس التوازن بين الجنسين، حيث يؤكد المجلس فكرة التوازن وثقافة التوازن موجودة، اليوم التشكيل الوزاري رفع نسبة التمثيل من النساء من 17.5% إلى 22.5%. إن الفكر القيادي في الإمارات يسير بشكل متوازن، فكر ثقافة بنيت وأصبحت واضحة وضوح الشمس، بالأمس كان الأهالي يتوقعون لأولادهم أن ينجحوا في التمثيل الوزاري، إنما اليوم ينتظرون هذا الأمر لبناتهم وأخواتهم، وهذا ما كان مستغرباً أو مستهجناً من قبل، كما كانت النظرة إلى عمل المرأة غير مستحبة وأصبحت اليوم أمراً عادياً، وهذا يعود لوجود قدوة ومثل أعلى لدينا يقود بهذا الفكر المدروس ما أسهم بالتأكيد في التغيير النمطي لبعض القضايا الاجتماعية وبشكل إيجابي. ونحن اليوم تعدينا مرحلة المشاركة إلى مرحلة التنافسية العالمية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة وملف المرأة في الدولة والتوازن بين الجنسين ينافس عالميا، أقولها بكل ثقة. استراتيجية الابتكار * كيف سيدعم المنتدى الاستراتيجية الوطنية للابتكار؟ إن الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي وضعتها الدولة عام 2014 واضحة لجميع الجهات الاتحادية والمحلية وغيره.. وأي شيء يصب في الابتكار يفيد هذه الاستراتيجية، بشكل مباشر، ونحن عندما نستضيف منتدى المرأة العالمي وندعو شخصيات قيادية ملهمة في مجال الابتكار ومعروفة على مستوى العالمي للمناقشة واستعراض تجاربهم، فمؤكد بأن مؤسسة المرأة في دبي تدعم الاستراتيجية الوطنية للابتكار. وبغض النظر عن هذه الاستراتيجية، فالابتكار في الدولة أصبح منظومة متكاملة وثقافة متداولة، بالتالي نحن ندعم ثقافة الابتكار لأننا سلسلة تكمل بعضها بعضا، على سبيل المثال تعاوننا مع المؤسسات مثل مركز محمد بن راشد للابتكار ومركز محمد بن راشد للفضاء، وغيرهما وهو ما يؤكد بأن الابتكار أصبح أسلوب حياة في الدولة وأصبح عنصراً أساسياً في المؤسسة . تحديات اليوم * سابقا كانت تحديات المرأة الإماراتية قبل عقدين أو ثلاثة هي قضايا التعليم العالي والسفر للخارج في البعثات للحصول عليها إضافة إلى أن بعض المهن لم تكن مستحبة مجتمعيا إلا أن كل هذه المشاكل قد زالت، ما هي تحديات اليوم برأيك؟ القيادة سخرت هذه التحديات إلى فرص، ورمت الكرة في ملعب المرأة، ووفرت البيئة اللازمة والسياسات والمبادرات لدعم المرأة للمشاركة في القيادة وتتبوأ مراكز رفيعة المستوى، وهي بالمناسبة جديرة بذلك واستغلت هذا الدعم بشكل إيجابي. وبالمناسبة نحن لم نكن في المرحلة السابقة كمجتمع إماراتي سلبيين مع التحديات، بل إن الدولة كانت ومنذ البدايات تتبع ثقافة التمكين للمرأة وعند تأسيسها لأول جامعة بالإمارات وهي جامعة الإمارات أسستها للطلاب وللطالبات، وليس لفئة الأولاد فقط، والفتاة أقبلت بنهم على التعليم العالي، وكذلك لم يتوقف هذا الإقبال عند الفتيات بل للجيل الذي فاته سن الدراسة الجامعية عاد ليلتحق مرة أخرى بالجامعة ولكن هذه المرة مع بناته. بعد جديد * ما هو البعد الجديد الذي سيطرحه المنتدى؟ التنوع والاختلاف كلاهما السمة المميزة للمنتدى، فمثلا هناك البعد المحلي والعربي والدولي، أما المتحدثون فهم من جنسيات وخلفيات مختلفة ومتنوعة، وهناك العلماء والمفكرون والأدباء والساسة من رجال ونساء، كما سيكون هناك مكان لوجهة نظر الشابات في عالم الأعمال إضافة إلى رؤية علمية في هذا الموضوع وكذلك رأي الخبرات في ذات الموضوع، بما يعني التكامل والتنوع في جلسات المنتدى، كما هناك بعض الجلسات المتخصصة، وأخرى ستسهم كل امرأة بما فيها ربة البيت. منها مثلا كيف تبدين أصغر من عمرك الفعلي، وسيعطي النصائح لتلك الجلسة متحدث عالمي شهير، سيتم الإعلان عن هويته في حينه، بحيث تتناول جلسته كيفية تغيير من أسلوب حياتي كي أبدو أصغر على صعيد الأكل والصحة الجسدية والنفسية والعائلة، وطريقة التفكير، أي أن المرأة ستتعرف الى التقنيات والتكتيكات المستخدمة كي تبدو أصغر من عمرها الفعلي. عنصر الشباب * ماذا بالنسبة لعنصر الشباب في المنتدى ومشاركتهم؟ على مستوى شباب وشابات الجامعات سيكون لديهم جلسات خاصة مفتوحة يمكنهم المشاركة والاستفادة منها كونها تناسب سنهم وميولهم، وقد خاطبنا الجامعات بغرض مشاركة وحضور الشباب والشابات لتلك الجلسات وللمنتدى بشكل عام. المنصة * ماذا عن المنصة التي سيتم الكشف عنها خلال المنتدى؟ ديسكفري... هي محطة لاستكشاف الطاقة الإيجابية وهو مفهوم جديد يتناول 5 محاور أو منصات وفي كل منها هناك شريك يتعاون معنا، فمثلا في محور أو منصة الطاقة هناك ديوا، حيث سيكون هناك جلسات لمدة 40 دقيقة تتناول الطاقة والمرأة ويحضرها جمهور من 50-70 شخصاً، وذلك بالتزامن مع الجلسات الرئيسية للمنتدى، كما أن منصة ديسكفري ستعرض التقنيات الحديثة والمبادرات التي تفيد المرأة بحسب كل محور. مبادرات * هل هناك مبادرات مهمة سيكشف عنها خلال المنتدى؟ هناك الكثير من المفاجآت التي سنكشف عنها في المنتدى، وكذلك المبادرات، فنحن باستضافتنا لمنتدى المرأة العالمي نضع متحدثين وأعضاء ومشاركين إماراتيين وعرب في هذا الحدث العالمي، وكذلك في المبادرات ومنها مبادرة الرؤساء التنفيذيين. توصيات * هل ستخرجون بتوصيات ولمن سيتم توجيهها؟ سنخرج بتوصيات في شكل دراسة حيث ستعقد جلسة مغلقة يحضرها 60 من المؤثرين وصناع القرار والاختصاصين للخروج بتوصيات ونتائج ومبادرات مقترحة للتطبيق، وسيتم الإعلان عن نتائج الجلسة في مؤتمر صحفي، بينما سنطلقها بعد شهرين من المنتدى في عمل ودراسة بحثية كبيرة بالتعاون مع شركائنا. جانب محلي * تعاونتم مع مؤسسة عالمية وأوروبية تحديداً، وهي منتدى المرأة للاقتصاد والمجتمع، هل هناك جانب محلي في المنتدى يختص بالمرأة الإماراتية؟ راعينا أن الحدث والمنتدى عالمي لكننا وضعنا بصمتنا الإماراتية والعربية عليه، فنحن من اخترنا عناوين الجلسات بما يفيد المرأة والمجتمع محليا وعربيا وعالميا، فالمنصة عالمية بحضور قوي لمؤثرين عالميين مع طرح قضايا تهمنا وتهم المنطقة، فهناك متحدثون إماراتيون وخليجيون وعرب كذلك، ومن الموضوعات التي تهمنا وستتم مناقشتها: الصورة النمطية للمرأة الخليجية والعربية، لكننا طرحناها تحت عنوان ما بعد تلك الصورة والاحتفاء بالإنجازات التي حققتها، لأننا على يقين بأنها تخطت مرحلة التمكين وهي في مرحلة جني النجاحات تلو الأخرى. لا حدود لطموح الإماراتية قالت شمسة صالح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة إن مشاركة المرأة واضحة وكذلك الدعم الحكومي لها قوي وواضح، وخلال فترة قصيرة سنرى إنجازات المرأة الوزيرة في التشكيل الوزاري الجديد، حيث ستترك آثاراً ونتائج إيجابية وفاعلة يتخطى محيط وزارتها ليشمل المجتمع والوطن، كما أن المرأة الإماراتية في كل عطاءاتها لا تهدف لتخطي الرجل بل تعمل إلى جانبه لتحقيق التوازن والمشاركة الفاعلة خدمة لمجتمعها ووطنها. وبالتالي فإن طموحها لا حدود له بغض النظر ما ساعدها في تخطي معظم العوائق أمامها، فبعد مشاركتها كوزيرة، أتمنى أن أرى إماراتية تحصل على جائزة عالمية مثل نوبل، أو يكون لها مقعد في مجلس أو منظمة عالمية بحيث تمثل الإمارات والمرأة فيها عالمياً وليس محلياً أو إقليمياً، وهذا هو ما أطمح إليه أيضا. وأضافت: كما أن الوزيرات الإماراتيات أيضا يمكن أن يكون لهن جهود على المستوى العالمي، إضافة إلى أهمية مشاركتهن في خدمة المجتمع ليس من خلال الوزارة فقط بل أيضاً من خلال عمل شبكة للشباب عبر التعرف الى همومهم وطموحاتهم، كذلك يمكنها المشاركة في الأعمال التطوعية والخدمية، خاصة وأن الوزراء والوزيرات عندنا لا ينتهي دورهم بالخروج من الوزارة حيث يستمر عطاؤهم وإبداعاتهم بعدها بما يخدم الوطن والمواطن والمجتمع
مشاركة :