أهالي الفلوجة يناشدون الحكومة الإسراع بتحرير مدينتهم من «داعش»

  • 2/18/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعالت الأصوات المطالبة بضرورة العمل على تحرير مدينة الفلوجة ثاني أكبر مدن محافظة الأنبار وأقربها من العاصمة العراقية بغداد، من سيطرة تنظيم داعش الذي أحكم قبضته على المدينة منذ مطلع 2014 وما زال مسلحوه يفرضون سيطرتهم على المدينة ويحتجزون بداخلها آلاف العائلات من أهالي المدينة وباقي مدن الأنبار كرهائن من أجل استخدامهم دروعًا بشرية في حال دخول القوات العراقية لتحرير المدينة أو المقايضة بهم إذا تطلب الأمر. وأعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي عن تشكيل خلية أزمة خاصة لتحرير الفلوجة ضمت وزراء وأعضاء في البرلمان العراقي وسياسيين ومثقفين، من أجل الإسراع لتحرير المدينة وإنقاذ أكثر من 10 آلاف عائلة يحتجزهم تنظيم داعش كرهائن في المدينة التي تبعد 50 كلم فقط عن العاصمة بغداد. وقال الراوي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن قواتنا الأمنية وبعد تحقيقها النصر الكبير في تحرير مدينة الرمادي والمناطق المحيطة بها عند أطرافها الشرقية والغربية ومع استمرار تقدم قطعاتنا المسلحة في تحرير أراضي الأنبار، لا بد أن تكون الأولوية العسكرية الآن تتركز في تحرير مدينة الفلوجة لأنها تمثل خاصرة بغداد ولا تفصل بين المدينتين سوى 50 كيلومترا، لذا وبحسب الخطط العسكرية للقادة الأمنيين فإن الألوية تنصب في تحرير المدينة انطلاقًا من تحرير المناطق المحيطة بالفلوجة وهي الكرمة والصقلاوية والنساف ومناطق شمال العامرية وسيكون ذلك عاملا مشجعا لتحرير الفلوجة وإنقاذ أرواح أكثر من 100 ألف مدني محاصر هناك». وأضاف الراوي: «إن المعاناة تزداد بشكل مخيف على أبنائنا المحاصرين في داخل المدينة والذين يمنعهم المسلحون من الخروج منها، خصوصًا بعد أن فرضت القوات الأمنية حصارًا خانقًا على المدينة من أجل القضاء على إمدادات تنظيم داعش بغية إضعافهم ومن ثم القضاء عليهم عند عمليات تحرير المدينة، الأمر الذي تسبب بانعدام وصول المواد الغذائية والطبية لعشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل الفلوجة». وأشار الراوي إلى أن المشاركين في الخلية اتفقوا جميعهم على دعوة الشباب النازحين من أبناء الفلوجة من أجل الانخراط في صفوف القوات التي ستشارك في تحرير المدينة وإدخالهم بدورات عسكرية في قاعدة الحبانية للمشاركة في عمليات التحرير ومسك الأرض لاحقا، فيما دعا الراوي الحكومة المركزية إلى مساعدة أهالي الفلوجة وإنقاذهم من كارثة المجاعة التي يعانون منها عبر إرسال مروحيات تلقي المساعدات الغذائية والطبية عن طريق الجو إلى السكان المحاصرين هناك لأنها الطريقة الوحيدة الممكن خلالها من إنقاذ أرواح المدنيين، وخوفًا من حدوث مأساة إنسانية تشبه ما حدث في مضايا السورية. من جانبه، قال مسؤول خلية الأزمة المشكلة لتحرير مدينة الفلوجة وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي: «إن الخلية ضمت عددا كبيرا من وزراء ونواب وسياسيين وقادة رأي ومثقفين وجميعهم من أهالي الأنبار ويمثلون الفلوجة جرى اختيارهم والاتفاق معهم على إقامة اجتماع دوري لتزويد الحكومة والتحالف الدولي والمنظمات الإنسانية بتفاصيل دقيقة عما يعانيه الآلاف من المدنيين المحتجزين قصرًا من قبل تنظيم داعش الإرهابي داخل الفلوجة من أوضاع مأساوية وعددهم يزيد على 10 آلاف عائلة وبواقع 50 ألف نسمة هم تعداد ما تبقى من سكان المدينة يضاف لهذا العدد العائلات التي نزحت من مدن الأنبار الى الفلوجة هربًا من الموت وهناك عدد كبير منهم من فارق الحياة خلال الأسبوعين الماضيين، فهناك أكثر من 200 مدني توفوا جراء انقطاع الغذاء والدواء عنهم وبينهم أطفال وكبار سن ونساء مرضى». وأضاف الجميلي أن «تشكيل هذا الاجتماع الطارئ جاء بتوجيه من رئيس الحكومة حيدر العبادي وبالتنسيق مع أهالي مدينة الفلوجة لإعادة تحريرها والنظر بأوضاع المحتجزين وسبل إنقاذهم، وكذلك إيجاد الخطة التي يمكن بها تحقيق عملية التحرير وإعادتها لحضن الدولة دون المساس بحياة وأرواح المدنيين بداخلها». وأضاف: «أعداد كبيرة من المدنيين المحتجزين بالفلوجة وعبر اتصالات هاتفية أكدوا لنا حاجتهم الماسة للعلاج لأصحاب الأمراض المزمنة وكذلك انعدم الغذاء الذي أجبرهم لأن يأكلوا الحشائش وأن مأساتهم في حالات الوفيات والنحول عند الأطفال والنساء بات أكثر من مأساة سكان مضايا السورية». وفي سياق متصل، قتل أربعة مدنيين بينهم طفل وأصيب تسعة آخرون بينهم ثلاثة أطفال وامرأة جراء قصف الجيش العراقي بالمدفعية وراجمات الصواريخ أحياء سكنية في مدينة الفلوجة ومحيطها بمحافظة الأنبار غرب بغداد. وقال سكان محليون من داخل الفلوجة: «إن القصف تركز على منطقتي الحصي والبوصالح بمحيط الفلوجة الجنوبي وعلى أحياء الرسالة والأندلس ونزّال وسطَ المدينة، وألحق القصف أضرارا بالمنازل والممتكات». يأتي هذا القصف بينما يفرض الجيش العراقي حصارا خانقا على الفلوجة ومحيطها منذ نحو عامين، تسبب في نقص حاد بالمواد الغذائية والسلع الأساسية والمستلزمات الطبية. كما شهدت مدينة الفلوجة ظهور شعارات مرسومة على جدران المدينة تدعو لمحاربة تنظيم داعش الذي يسيطر على المدينة منذ مطلع 2014. وقال شهود عيان من داخل الفلوجة إنه «لوحظ ظهور شعارات وكتابات على جدران الأبنية في المدينة تهدف لمحاربة تنظيم داعش جاء فيها (يسقط داعش، يا أهل الفلوجة اصحوا من غفلتكم، داعش قد انتهى والنصر قادم، يا أهل الفلوجة استعدوا لاستقبال القوات الأمنية العراقية) وغيرها من الشعارات المنددة بأساليب ووحشية داعش للمواطنين المحاصرين من أهالي المدينة». وفي شأن متصل، وميدانيا، حققت القوات الأمنية العراقية عند المحور الشرقي لمدينة الرمادي تقدمًا نسبيًا، استطاعت من خلاله تحرير جسر الحامضية والدخول إلى المنطقة لتحريرها بالكامل وكذلك تمكنت من السيطرة على بعض المباني السكنية في منطقة المضيج في الأنبار، التي كان مسلحو داعش يتخذونها مواقع للقنص. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات الأمنية تمكنت من تحرير جسر الحامضية الرئيسي ورفع العلم العراقي فوق الجسر والدخول إلى منطقة الحامضية، وكذلك تحرير محطة القطار في منطقة الفلاحات، بعد أن انطلقت قطعاتنا المسلحة تتقدمها قوات قيادة عمليات الأنبار وقوات الفرقة العاشرة وبمشاركة مقاتلي عشائر الأنبار وتمكنت قواتنا من عبور الجسر وهي الآن تشتبك مع مسلحي التنظيم الإرهابي وسنعلن الحامضية بالكامل من دنس داعش في غضون الساعات القليلة القادمة وصولاً إلى منطقة جزيرة الخالدية آخر معاقل التنظيم في القاطع الشرقي لمدينة الرمادي، حيث سنتقدم باتجاه تطهير المناطق المحاذية لنهر الفرات أيضًا والتي تشكل مناطق ارتكاز لإرهابيي التنظيم كونها مناطق اختباء تحيطها الأشجار من مختلف جوانبها». وأضاف المحلاوي: «كما تمكنت من تطهير منطقة البساتين التابعة لمنطقة الحامضية شمال شرقي مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، بعد عملية عسكرية تمكنت على أثرها قوات الجيش العراقي من اقتحام مناطق ارتكاز عناصر تنظيم داعش واختراق كافة دفاعاته، تزامنًا مع قصف مدفعي وآخر جوي من قبل طائرات التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي إضافة إلى الاشتباكات العنيفة التي أدت إلى قتل العشرات من مسلحي تنظيم داعش فيما تم تدمير الكثير من آلياتهم وأسلحتهم». من جانب آخر، أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار بأن مسؤول الإعلام في تنظيم داعش سلم نفسه إلى القوات الأمنية العراقية الموجودة في محافظة الأنبار، فيما أشار المصدر بأن المسؤول أدلى بمعلومات خطيرة. وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «مسؤول الإعلام لتنظيم داعش في العراق وأحد أهم قيادييه الجدد، المدعو محمد صكر سلمان الملقب بأبو أحمد القرة غولي قام بتسليم نفسه إلى القوات الأمنية العراقية في محافظة الأنبار». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «المسؤول أدلى بمعلومات تفصيلية خطيرة عن أسماء وأعداد وأساليب وخطط عسكرية لداعش»، مشيرا إلى انه «أوضح دوره الإعلامي واستخدام التنظيم الأخبار الكاذبة والأنشطة الإعلامية المزيفة لإثارة النعرات الطائفية. يذكر أن القوات الأمنية وبمشاركة أبناء العشائر وطيران التحالف الدولي والعراقي تواصل عمليات التحرير في محافظة الأنبار بعد سيطرتها على مدينة الرمادي بالكامل وإلحاق خسائر فادحة في تنظيم داعش بالأرواح والمعدات.

مشاركة :