معلمة مغتربة

  • 2/18/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ابنتي معلمة معينة في مدرسة بعيداً عنا! أمضت الآن أربع سنوات لا نراها إلا في الإجازات، تمرض! تعاني! تحتاج! لا ندري عنها! يقول البعض: ولماذا لا يرافقها زوجها أو أخوها؟! والجواب: ليس كل المعلمات لديها أب أو زوج أو أخ غير موظف يستطيع أن يسافر ويغترب معها، ولذلك تضطر للسكن مع زميلاتها، وتخيل مجموعة من البنات في بيت شعبي أو شقة وحدهن! لقد استودعناهن من لا تنام عينه، ثم رجال هذا المجتمع المتميز بقيمه والتي تجعل أهل تلك القرى البعيدة عنا يتعاملون مع معلمات بناتهم كأخوات! ولكن إلى متى؟! ألا تستحق ابنتي المعلمة وزميلاتها المغتربات أن تكون لهن أولوية النقل إلى قرب أهاليهن، فظروفهن ليست كظروف إخوانهن المعلمين من مختلف النواحي! هذه الرسالة وصلتني من أم محمد، وهي أم لمعلمة مغتربة تشتكي بعد ابنتها عنها بسبب الوظيفة وعدم قدرتها على مرافقتها، ومع أم محمد -كان الله بعونها- أكتب وأقول: كلنا نقدر معاناة وزارة التعليم السنوية مع حركة النقل الخارجي، ولذلك أعتقد أن وزارة التعليم بحاجة إلى أن تجعل معالجة مشاكل حركة النقل أولوية في خططها القادمة. نحتاج إلى لقاءات مكثفة بين القيادات التربوية من مختلف أرجاء المملكة وذوي العلاقة -من معلمين ومعلمات- ورجال فكر وتخطيط تخرج بتوصيات واقعية لا مجرد اقتراحات لا توجد آلية واضحة للتعامل معها! أيضاً نحتاج أن تكون للمعلمات أولوية في حركة النقل، فإن كانت وزارة التعليم قد وضعت مشكورة لجنة لذوي الظروف الخاصة في حركة النقل، فإن المعلمات عبارة عن مجموعة من الظروف الخاصة. أيضاً للجامعات -التي أصبحت موجودة -ولله الحمد- في كل محافظة فضلاً عن المناطق- دور مهم في إنهاء المعاناة التي طالت، فالمنطقة التي ما زالت تحتاج إلى معلمين ومعلمات في تخصص معين، على جامعتها أن تسعى لسد هذا النقص! وأربع أو خمس سنوات ليست طويلة! قد يقول البعض: ولماذا توافق هذه المعلمة على الوظيفة أصلاً؟! والجواب إن كان هذا السؤال يحتاج إلى جواب: ليس كل الناس مثلك!.

مشاركة :