تحقيق إخباري: مآس ومعاناة يعيشها سكان قطاع غزة مع دخول حرب إسرائيل يومها الـ100

  • 1/16/2024
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تصطف الفلسطينية صفية الأعور في طابور طويل من العامة قبالة بوابة أحد المخابز العاملة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة للحصول على ربطة خبز لإطعام أفراد عائلتها. واستطاعت صفية (38 عاما) التي خرجت من بيتها في ساعات الصباح الباكر أخذ موقع متقدم لها قبالة بوابة المخبز في ظل الازدحام الشديد من كافة الفئات العمرية من كلا الجنسين. واضطرت السيدة التي تعيل 5 أبناء فعل ذلك لحاجتها الماسة للخبز في ظل نقص الدقيق لديها منذ بدء حرب إسرائيل المتواصلة على القطاع الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة في السابع من أكتوبر الماضي. واستأنفت عدد من المخابز الأوتوماتيكية في المدينة العمل قبل أيام بعد إمدادهم من قبل وكالات أممية بالدقيق والوقود مقابل بيع كل شخص ربطة خبز بوزن 3 كيلو بسعر مخفض مقابل 5 شواقل إسرائيلية "1.5 دولار". وتقول صفية بينما استطاعت الحصول على ربطة الخبز، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن سكان قطاع غزة يعيشون أوضاعا معيشية وإنسانية مأساوية منذ بدء الحرب الإسرائيلية. وتضيف صفية التي تحتضن الخبز بين يديها أن السكان يتجمهرون أمام المخابز ومحلات المياه و المواد الغذائية من أجل الحاجة الماسة للطعام والشراب وشح المساعدات الخارجية التي يتم توزيعها. وتتابع أن متطلبات الحياة اليومية للعائلات كبيرة، لكن في المقابل المواد شحيحة والأسعار مرتفعة ولا يوجد دخل مادي مع تواصل الحرب الإسرائيلية. وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أخيرا من أن الوقت يتسارع نحو حدوث المجاعة الشاملة في غزة مع تواصل الحرب الإسرائيلية. وصرح مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني في بيان على حساب الوكالة بموقع ((فيسبوك)) قبل أيام بأن لشعب الفلسطيني يتعرض لعقاب جماعي مع عدم السماح بدخول سوى القليل من المساعدات الإنسانية. وضاعفت الحرب الإسرائيلية معاناة الشابة إيمان فرج (29 عاما) التي أنجبت طفلها في الأسبوع الأخير من ديسمبر الماضي داخل مدرسة تابعة للأونروا غرب دير البلح. وتضع إيمان طفلها ماجد على فرشة بجوارها داخل خيمة أقامها زوجها في فناء المدرسة التي نزحوا إليها من بيتهم في حي الشعف شرق مدينة غزة في 13 أكتوبر الماضي. وكانت إيمان وهي أم لأربعة بنات تتردد إلى عيادة تابعة للوكالة الأممية قريبة من مكان نزوحها لمتابعة حملها مع الأطباء وتتلقى التعليمات منهم خشية من فقدان جنينها. وتقول الأم بينما تنبعث روائح كريهة من حولها لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن ماجد تم ولادته في ظروف قاهرة حيث لا يوجد مكان نظيف ولا مأوى دافئ ولا أكل صحي. وتضيف إيمان التي امتزجت فرحتها بعيون باكية "نزحنا من بيتنا بملابس صيفية خفيفة واعتقدت أن الحرب ستستمر أيام وسنعود مرة أخرى ولم أكن أتوقع الولادة هنا". وقال مسؤولون بوزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن عشرات النساء النازحات يلدن يوميا داخل القطاع في ظروف سيئة، وأن حوالي 50 ألف حامل في مراكز الإيواء بلا غذاء ولا رعاية صحية. بموازاة ذلك، غلب الحزن على الفلسطيني سلامة النبيه بعد فقدان عائلته في غارة إسرائيلية على منزل نزحوا إليه من مدينة غزة إلى خانيونس جنوب القطاع قبل أيام. وفقد النبيه (39 عاما) الذي أصيب بكسر في قدميه اليمنى وكدمات في أنحاء جسده ويقطن حاليا في بيت يعود لأحد أقربائه في مدينة رفح جنوب القطاع زوجته وطفلته. ويقول النبيه الذي لم يستطع إخراج أي مقتنيات لعائلته لـ((شينخوا)) إن الطيران الإسرائيلي قصف شقة سكنية ما أدى لمقتل 27 شخصا بينهم زوجتي وطفلتي. ويضيف النبيه الذي بدا في حالة يرثى لها أن قصف الشقة التي يتواجد بها نساء وأطفال تم بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار ما تسبب بمقتلهم وتحويل أجسادهم إلى أشلاء. ويتابع بينما كان خارج الشقة لحظة قصفها أن مقتل زوجتي وطفلتي جعلني وحيدا بين الناس وبالتالي لا معنى للحياة من بعدهم لإكمالها (..) سأبقى أنام وأصحو أفتش على صوتهم وأغراضهم. وأعرب النبيه والذي يعمل موظفا في السلطة الفلسطينية عن أمله بأن تتوقف الحرب الإسرائيلية التي وصلت يومها المائة على التوالي في أقرب وقت ويعيش سكان القطاع بأمن وسلام أسوة بباقي دول العالم. كما ساد الحزن على عائلة الحاج رجب أبو سالم الذي فقد حياته جراء إصابته بأزمة قلبية حادة على خلفية رؤية بيته المدمر في حي الشجاعية شرق غزة جراء غارة إسرائيلية. وتوفى أبو سالم (60 عاما) الذي نزح برفقة أفراد عائلته إلى منزل شقيقته في دير البلح وسط القطاع داخل مستشفى شهداء الأقصى الحكومي ودفن في المقبرة الرئيسية بالمدينة. ويقول نجله زكريا الحزين على وفاة والده لـ((شينخوا)) "عائلتنا المكونة من 22 شخصا بينهم أطفال ونساء نزحت بحثا عن مكان آمن". ويتذكر زكريا ما جرى مع والده أن "شقيقه جاء يعرض صورا لقصف المنزل ما أدى لإصابة والدي بنوبة قلبية حادة وشاءت الأقدار بوفاته بعيدا عن مسقط رأسه". ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" خلفت أكثر من 24 ألف قتيل وتدمير واسع للبنية التحتية والمباني السكنية. وبدأت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.

مشاركة :