العلاقة الجدلية بين البناء والنقد - زكية إبراهيم الحجي

  • 2/19/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

النقد الإيجابي عملة نادرة في زمن الثناء والمديح والتزكية المزيفة.. عملة نادرة في زمن التعصب والأحكام المسبقة المصحوبة بالتعالي والازدراء بالآخرين.. عملة نادرة في زمن ترصُّد الأخطاء واصطياد الهفوات والمبالغة في إبرازها وتصويرها مع إتباعها بسوء الظن لذا صار النقد الإيجابي عملة نادرة وحتى إن وُجِد فغير مرحب به.. فلماذا يصعب على البعض تقبل النقد برحابة صدر؟. صحيح أن النقد بشكل عام عملية تشوبها بعض الصعوبة إلا أن أي نقد إيجابي جوهري ومقترن باحترام الذات الشخصية عند الانتقاد مهم لدفع المسيرة إلى الأمام.. ومن السهل جداً انتقاد الآخرين واكتشاف الأخطاء وإبرازها.. ولكن من الصعب بمكان إكمال البناء وإتمام النقص وسد الثغرات.. إذن ماذا يحدث حين يتوقف التفاعل بين النقد والبناء؟.. وهنا تكمن علاقة جدلية بين البناء والنقد كما الكثير من الجدليات التي تحدث في حياتنا العامة والخاصة ومن المؤسف أن اكتشاف العلاقات الجدلية على الرغم من تأثيرها الكبير على حياتنا لا تلقى أي اهتمام من قبل كثير من الناس، لذلك فالكثير لم يعد يفرق بين النقد البناء «والانتقاد» المقصود منه النقد الهدام. فإذا كان النقد بمفهومه العام هو دراسة الأشياء وتفسيرها وتحليلها وموازنتها بغيرها المشابهة لها ثم الحكم عليها ببيان قيمتها وإيجابياتها وسلبياتها، فإن بين النقد والبناء علاقة عظيمة الأهمية حيث إن كلاً منهما يتغذى على الآخر بصورة جوهرية.. وفي القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من النصوص التي تنتقد وفي ذات الوقت تدل على ما هو أفضل وأصوب وأنفع كل ذلك يتم دون تغليظ في القول.. وقد وعى المسلمون المغزى العميق لذلك ومارسوا النقد بصيغ متعددة.. ولطالما كان النقد البناء مفتاحاً لمشاريع الخير وخلاصاً من الفتن. الخطأ طبيعة بشرية وفطرة إنسانية لا ينكره على بني آدم إلا مَن لا عقل له أو أدنى معرفة بطبائع الإنسان.. وواقع حياتنا مثخن بالعديد من المشاكل والقضايا الساخنة تتناولها الألسن بالنقد والتمحيص وهذا في حد ذاته يعتبر ظاهرة إيجابية ولكن ما هو سلبي في الموضوع يكمن في تسابق الكثير للدخول في حلبة النقد وهم غير ملمين بضوابط ومهارات ومعوقات النقد مما يحوّل النقد إلى حلبة صراع.. وجدل مذموم وسفسطة كلامية وتشهير وتحقير وتباهٍ بالأنا الممقوتة.. ومما يؤسف له حقاً أن غالبية أفراد المجتمع لم تعد صدورها تتسع لقبول أي نقد فمقابل تنظيرها المستمر لمقولة «رحم الله من أهدى إليّ عيوبي» نجدها عند تطبيقها عليه يعتبر ذلك خدشاً لكبريائه وجرحاً لهيبته وشخصه. أخيراً أتساءل.. لماذا كلما اتّقدت جذوة النقد الهادف البناء تتقد جذوة الامتعاض والانزعاج والسخط عند البعض من الناس. مقالات أخرى للكاتب التنين الصيني.. هل يعود لقيادة طريق الحرير باتجاه شواطئ المشرق؟ شال عنك هم شال عنك عار.. إن كنتَ تقصدُ قتلي قتلتني مرتين إلقاء الحجر في المياه الراكدة لعبة إيران منذ الأزل جوهر الدولة الموعودة في نظرية أم القرى المبدعون في الآفاق العالية.. يُتْبِعون النظرية بالتطبيق

مشاركة :