من يتابع مسيرة نضال الشعب السوري من أجل الانعتاق من أسر النظام الأسدي لا بد أن يحتار من الإحباطات المؤلمة التي تعيشها الثورة هذه الأيام. فمنذ أن أعلن عن السماح بتدفق السلاح من الغرب ودخول القوى العربية المؤمنة بحق الشعب السوري في تحرره وحريته ونحن نلاحظ تشتتا في مسار الثورة على أرض الواقع خلال العمل الميداني. فقوى كثيرة بدأت تتدخل في مسار تحركات الجيش الحر بل وتقاتله علنا مثل الجهات المزعومة باسم دولة الشام والعراق. وهذا ما يجعل المرء يفكر أكثر من مرة من مراد هذه الجهات وتحركاتها في هذا التوقيت بالضبط، وهل كانت مغروسة فعلا لاختراق الجيش الحر ومن ثم تشتيت تحركاته كما فعلت سابقا للتأثير على الثورة العراقية ضد التواجد الأمريكي على أرض العراق. إن الواقع يشي بما لا يدع مجالا للشك أن هناك سيناريو مرسوم سلفا لزعزعة تركيبة الجيش الحر وحرمانه من الاستفادة من القدرات الفكرية التي منحت له مؤخرا، ولذلك فإن الحل الوحيد الآن هو تكريس التحالف. التأمل بين القوى السياسية (الائتلاف) والعسكري (الجيش الحر) لإيقاف أي مساع لإفشال الثورة أو تقليص نشاطها، ووضع أولويات واضحة ومحددة، وأطر شاملة، منعا لأي اختراق من الأطراف التي تدعي الثورة وهي أكبر حرب عليها.
مشاركة :