استحوذت مدينة شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي شمال غربي الصين، على اهتمام عالمي مع انطلاق قمة الصين - آسيا الوسطى التي تستمر على مدار يومين، هنا اليوم (الخميس). ومن المتوقع أن تعزز القمة التعاون في إطار الحزام والطريق المزدهر بالفعل بين الصين وآسيا الوسطى. وقال مسؤولون من دول آسيا الوسطى ومراقبون دوليون إن تعميق التعاون في إطار الحزام والطريق بين الجانبين سيكون هبة ونعمة لازدهار المنطقة والعالم. بعد عشر سنوات من بدء تعاون الحزام والطريق، حققت الصين ودول آسيا الوسطى إنجازات تاريخية. في عام 2022، وصل حجم التجارة إلى مستوى قياسي بلغ 70.2 مليار دولار أمريكي، بزيادة أكثر من 100 ضعف منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل حوالي ثلاثة عقود. في الشهرين الأولين من العام الجاري، ارتفعت التجارة بين الصين ودول آسيا الوسطى الخمس بنسبة 22 بالمئة على أساس سنوي. قال تيمور كوفاتوف، المدير العام ورئيس تحرير وكالة أنباء ((كازاخستان اليوم))، إن مبادرة الحزام والطريق كانت مثمرة للغاية منذ أن اقترحتها الصين لأول مرة في كازاخستان. وقال إن إحياء الرؤى والأرواح المتجسدة في طريق الحرير القديم سيعزز التنمية والعلاقات التجارية والاقتصادية على الصعيد الدولي، فضلا عن العلاقات السلمية بين الدول، مضيفا أن تعميق التعاون في إطار الحزام والطريق له أهمية كبيرة لجميع الناس الذين يعيشون في المنطقة والعالم كله. على مدى العقد الماضي، تمتعت الصين وأوزبكستان بتوسيع التعاون الاقتصادي، وذلك بدعم من مبادرة الحزام والطريق. وقال وزير الاستثمار والصناعة والتجارة الأوزبكي، لازيز كودراتوف، في منتدى أعمال عقد الأربعاء قبل قمة الصين - آسيا الوسطى، إن "الصين هي أحد أهم شركاء أوزبكستان". وقال الوزير إنه في عام 2022، نمت التجارة البينية بنسبة 20 بالمئة على أساس سنوي، معربا عن أمله في الوصول قريبا إلى الهدف الذي حدده رئيسا الدولتين، المتمثل في بلوغ حجم التجارة السنوية 10 مليارات دولار. وفي إشارته إلى أن التعاون الصيني-الأوزبكي يغطي مجالات مثل صناعات الكيماويات والمنسوجات والنفط والغاز، قال كودراتوف إنه تم خلق عشرات الآلاف من فرص العمل في أوزبكستان. وأضاف كودراتوف أنه من خلال الجمع بين التقنيات المبتكرة الصينية وموارد أوزبكستان، يمكن للبلدين تحسين كفاءة الطاقة وتصنيع منتجات ذات قيمة مضافة عالية لتصديرها إلى دول أخرى. يرى لو شان بينغ، عميد معهد آسيا الوسطى بالجامعة الشمالية الغربية في الصين، أن جهود الصين ودول آسيا الوسطى لتعزيز مبادرة الحزام والطريق تسلط الضوء على التزامها بتعزيز العولمة. وقال لو إن مبادرة الحزام والطريق اتبعت المبادئ التوجيهية المتمثلة في المشاورات المكثفة والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة، وهي المبادئ التي أكدت عليها أيضا فلسفة الحوكمة العالمية التي تتبناها الصين. وأشار إلى أن الترابط الذي سهلته مبادرة الحزام والطريق قد ساعد دول آسيا الوسطى على تعزيز الاتصالات مع العالم والاستفادة بشكل أفضل من مزاياها النسبية في عملية العولمة. وقال إن العلاقة بين الجانبين قد أرست معيارا للتعاون متبادل المنفعة وكانت بمثابة نموذج يحتذى به لتعاون الحزام والطريق. تحتفل كل من طاجيكستان والصين بالذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة الحزام والطريق، حسبما قال وزير التنمية الاقتصادية والتجارة في طاجيكستان، زافكيزودا زافكي. وتابع "بفضل الصداقة المخلصة والسياسات الحكيمة لزعيمي البلدين، تحسّن التعاون بين بلدينا"، مشيرا إلى أن "الصين أصبحت ثالث أكبر شريك تجاري وأكبر شريك استثماري لطاجيكستان". وقال الوزير "هذه القمة مهمة للغاية. آسيا الوسطى لديها الكثير من الإمكانات لكي تحقق مزيدا من التنمية. ولذلك، فإن جميع دول آسيا الوسطى الخمس، ولا سيما طاجيكستان، لديها أهداف تنموية مهمة للغاية بشأن المواءمة بين إمكانات الصين وآسيا الوسطى. سنحظى بنتائج مربحة لجميع الأطراف في مجال التنمية".
مشاركة :