القاهرة 17 مايو 2023 (شينخوا) أكد خبراء مصريون أن القمة العربية الـ 32 المقرر عقدها بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية يوم الجمعة المقبل، ستشهد تغيرا نوعيا في التعامل مع الأزمات والقضايا العربية بعيدا عن التدخلات الخارجية. وأوضح الخبراء أن عودة سوريا بعد غياب 12 عاما ومشاركة الرئيس بشار الأسد والتعامل مع الأزمة السودانية والقضية الفلسطينية والتقارب العربي الإيراني وتراجع الدور الأمريكي ستكون المشاهد الأبرز في اجتماعات القمة. وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الدكتور حامد فارس إن القمة العربية المرتقبة ستكون قمة الحلول العربية لقضايا وأزمات المنطقة، مؤكدا أن هناك تغيرا نوعيا كبيرا في التعامل مع الأزمات والقضايا بعيدا عن التدخلات والأطماع الأجنبية التي كانت سببا رئيسا في إطالة أمد الأزمات العربية على تعددها. وأضاف فارس لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن هناك رغبة وإرادة سياسية عربية متزايدة في أن تكون هناك حلول عربية ناجعة تجاه الأزمات التي تعاني منها بشكل يؤثر سلبا عليها. وأوضح أن مشاركة سوريا بالقمة وحضور الرئيس بشار الأسد بعد غياب 12 عاما سيكون المشهد الأبرز في القمة العربية، خاصة بعد مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية للقمة على مختلف المستويات. وأشار إلى أن عودة سوريا ستكون علامة فارقة في العمل العربي، وسيعقب تلك العودة الكثير من الإجراءات التي يمكن أن تناقشها القمة لضمان وحدة واستقرار الأراضي السورية، ووقف التدخلات الخارجية في الشأن السوري وإنهاء الاحتلال التركي لبعض الأراضي بشمال سوريا، مؤكدا أن سوريا ستكون الاختبار الأول والحقيقي للتعاون العربي المشترك في حل الأزمات العربية. وقرر مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه الطارئ في السابع من مايو الجاري بالقاهرة على المستوى الوزاري استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة للجامعة، فيما تلقى الرئيس السوري بشار الأسد في العاشر من مايو الجاري دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة. وأكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الدكتور حامد فارس أن الأوضاع في السودان ستفرض نفسها بقوة على أعمال القمة العربية، مشيرا إلى أنه على الرغم من وجود بعض الخلافات حول الأزمة في السودان إلا أن القمة ستخرج بموقف عربي موحد تجاه السودان والبناء على ما تم الاتفاق عليه في اتفاق جدة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ولفت إلى أن هناك مخاوف من امتداد تأثير الأزمة السودانية إلى العديد من دول الجوار، وتحول السودان إلى أرض خصبة للتنظيمات الإرهابية جراء إطالة أمد هذه الأزمة، مما سيكون دافعا قويا للدول العربية كافة للعمل على الخروج بموقف عربي موحد يساهم في محاصرة الأزمة وحلها في إطار سوداني ــ سوداني. ووقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على اتفاق مبادئي أولي في جدة بالمملكة العربية السعودية في 11 مايو الجاري، حيث أكد ((إعلان جدة)) على سيادة ووحدة السودان ورحب بمساعي أصدقاء السودان، وكذلك امتناع الطرفين عن القيام بأي هجوم من شأنه أن يتسبب بأضرار مدنية. واتفق الطرفان على الالتزام بفترات التوقف الإنسانية المنتظمة وأيام الهدوء حسب الحاجة في السودان، والالتزام بالإجلاء واحترام المرافق العامة والخاصة في السودان وحماية العاملين في المجال الطبي والمرافق العامة بالسودان، كما أكدا على اعتماد إجراءات بسيطة وسريعة لعمليات الإغاثة الإنسانية في السودان والالتزام بحماية الاحتياجات والضروريات لبقاء المدنيين على قيد الحياة في السودان. وشدد فارس على أن هناك حالة عربية حالية من عدم التعويل على الدور الأمريكي في المنطقة العربية لانحيازها الشديد وتغليبها لمصالحها الخاصة على حساب مصالح المنطقة، والمراهنة على قوى جديدة لها دور بارز وإيجابي في التعامل مع أزمات المنطقة بنزاهة وشفافية وخاصة الدور الصيني. ونوه بأن السياسة الخارجية الصينية أصبحت تأخذ شكلا إيجابيا وأكثر فعالية في التعامل مع قضايا المنطقة العربية، خاصة في ضوء مخرجات القمة الصينية ــ العربية الأخيرة، وهو ما برز جليا من خلال نجاح الوساطة الصينية في حل الخلافات السعودية ــ الإيرانية. واتفقت المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في شهر مارس الماضي على استعادة العلاقات الدبلوماسية بعد محادثات توسطت فيها الصين، حيث اتفقت البلدان على إعادة فتح سفارتيهما وبعثاتهما الدبلوماسية خلال شهرين واستكشاف سبل تحسين العلاقات الثنائية. من جانبه، رصد أبوبكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي 10 ملفات محورية مطروحة على طاولة القادة العرب في قمتهم الـ 32 بالسعودية منها القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المحورية ومستقبل سوريا ودعمها بعد عودتها الي الجامعة العربية والأزمات في ليبيا واليمن وتداعيات الحرب الأوكرانية وملف الإرهاب وتأثيره على المنطقة والأمن الغذائي والمائي العربي وأزمة الطاقة والتقارب العربي ــ الإيراني وإصلاح الجامعة العربية. وأكد الديب لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن القمة العربية تمثل فرصة للقادة العرب لمناقشة وبحث القضايا التي تهم الشارع العربي خاصة التي أفرزتها الأزمة الأوكرانية مثل قضايا الطاقة والغذاء، فضلا عن مناقشة القضية الفلسطينية التي تعتبر من أهم القضايا المطروحة، وستأخذ حيزا كبيرا من المناقشات خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث سيتم التأكيد على دعم القضية الفلسطينية والبحث في آليات حلها. كما سيبحث القادة العرب سبل حل العديد من الأزمات السياسية التي تعاني منها الدول العربية ولاسيما الأوضاع في ليبيا واليمن والسودان ودعم جهود الرياض في التوصل إلى حل للأزمة السودانية عبر جمع طرفي النزاع على طاولة واحدة للتفاوض. وأضاف أن القمة ستناقش أيضا عددا من الملفات منها الإستراتيجية العربية للسياحة والاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات المعروفة اختصارا باسم "الأجندة الرقمية العربية" والعقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة وغيرها وتعزيز العمل العربي الاقتصادي والاجتماعي من أجل تخفيف المعاناة عن الفئات الضعيفة في المجتمعات العربية. وأكد أبوبكر الديب أن الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب في المنطقة يمثل أولوية كبيرة في ظل تداعيات الأزمات العالمية، ومواقف الدول العربية من الأزمة الأوكرانية، والتي خلقت بعض الفتور مع واشنطن ودول الغرب وتراجع الدور الأوروبي وتنامي العلاقات العربية مع الصين، بالإضافة أيضا إلى ملف سد النهضة والأمن المائي العربي. وبدأ وزراء خارجية الدول العربية اليوم (الأربعاء) اجتماعهم التحضيري للقمة العربية الاعتيادية في دورتها الـ32 التي ستعقد يوم الجمعة في جدة، حسبما أفادت قناة ((العربية)) الإخبارية. وفي بداية الاجتماع تم تسليم الرئاسة للمملكة العربية السعودية، حيث دعا وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في كلمة التسليم لحل الخلافات العربية، وأوضح مساعي القمة القادمة لتوحيد الصف لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة. ويجتمع القادة العرب في 19 مايو الجاري لمناقشة أهم القضايا العربية والدولية، في حين سبق الاجتماع الوزاري عدة اجتماعات أخرى، أهمها اجتماع اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الملف الإيراني، وأيضاً اجتماع اللجنة الوزارية العربية مفتوحة العضوية لدعم دولة فلسطين.
مشاركة :