الإبداع في الرعاية الصحية لإنقاذ البشر «2 من 2»

  • 5/21/2023
  • 00:47
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

إن تطوير مواد التوظيف اللائقة ثقافيا والوثيقة الصلة، وتقليص زمن السفر إلى مواقع التجربة، والحد من وتيرة وعدد التقييمات، والسماح بزيارات الخدمات الصحية عن بعد حيثما اقتضى الأمر، وتطبيق طرق خلاقة لاستهداف وجمع ونشر المعلومات، جميعها خطوات في الاتجاه الصحيح. علاوة على ذلك، تستطيع الهيئات التنظيمية وسلطات الرعاية الصحية بذل مزيد من الجهد لتشجيع الإبداع الذي يساعد على التصدي للتحديات المجتمعية. مع استمرار التقدم في تصنيع الأدوية والتكنولوجيات الدقيقة والجينية، يتعين على منظمات القطاعين العام والخاص أن تعمل بشكل تعاوني لضمان إتاحة هذه العلاجات المتطورة لكل من يحتاج إليها. ومن الممكن أن تساعد استراتيجيات التسعير والتعويض الخلاقة على تمكين المرضى والأنظمة الصحية من الوصول العادل والمستدام. على سبيل المثال، يسعى إطار عمل التفاوض القائم على القيمة، الذي تدعمه شركتي، إلى معالجة بعض التحديات المرتبطة بالتعويض في أوروبا. يرسي إطار العمل هذا الأساس لمفاوضات أسرع بين الجهات الدافعة وشركات التصنيع بهدف زيادة قدرة المرضى على الوصول إلى منتجات مبتدعة. أخيرا، يجب أن تتحمل شركات التكنولوجيا الحيوية المسؤولية الشركاتية الوطنية. وهذا يعني الاستثمار في منظمات تعمل على معالجة المحددات الاجتماعية للصحة -أوجه التفاوت الصارخة في الدخل، والتعليم، والنقل، والتعرض للعنف، وغير ذلك- وتوفير الوصول العادل إلى سبل التشخيص والعلاجات. على سبيل المثال، تستخدم منظمة أكيومن العالمية غير الربحية نموذج رأسمال المرضى للاستثمار في المؤسسات التي تركز على تلبية احتياجات المستهلكين من ذوي الدخل المنخفض، من الإسكان إلى الطاقة البديلة والمياه. كانت شركة ميرك عاكفة على تطوير هذا العمل لأكثر من عشرة أعوام من خلال برنامج ميرك للأمهات Merck for Mothers، الذي يسعى إلى تعزيز رعاية الأمومة الآمنة والعالية الجودة في مختلف أنحاء العالـم. كما تعمل "سانوفي" للصحة العالمية، وهي وحدة غير ربحية أسستها شركة سانوفي عام 2021، على دعم المجتمعات المحرومة من الخدمات الكافية من خلال بيع الأدوية بأسعار ميسورة في 40 دولة هي الأدنى دخلا. يجب أن تستمر صناعة التكنولوجيا الحيوية في توسيع برامج الاستخدام الرحيم والتعاون مع المنظمات غير الربحية التي توفر القدرة على الوصول إلى العلاجات الأساسية. لا يخلو الأمر من عدد كاف من برامج الصناعة الناجحة التي يمكن من خلالها تكوين الرؤى وتحديد أفضل الممارسات، مثل شراكات Gilead مع الشركات المصنعة للأدوية غير المحددة الملكية لإنتاج أدوية عالية الجودة منخفضة التكلفة، أو اتفاقية ميرك مع مجمع براءات اختراع الأدوية لتنويع المعروض من العقاقير التي تستلزم وصفة طبية للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. يتعين علينا أن نتعامل مع أوجه التفاوت في الصحة بالقدر ذاته من الشغف والعزيمة والإبداع الذي نوظفه لتطوير الأدوية. الحق أن الفجوات المتنامية اليوم في القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية والنتائج الصحية تصبح أشد ظلما وجورا، لأننا قادرون على تجنبها. وكما رأينا في أثناء الجائحة، فإنها تمثل مشكلة للجميع. والعمل الجماعي لتحسين العدالة والإنصاف في الحصول على الرعاية الصحية، بما في ذلك من خلال معالجة محدداتها الاجتماعية، قادر على إطالة أمد وتحسين حياة ملايين من البشر. هذا هو الهدف الذي ينبغي لكل شركات الرعاية الصحية أن تسعى جاهدة إلى تحقيقه. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.

مشاركة :