الإبداع في الرعاية الصحية لإنقاذ البشر «1 من 2»

  • 5/19/2023
  • 00:21
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

على مدار نصف القرن الماضي، تطور الإبداع الطبي بدرجة هائلة. مع ذلك، كان استمرار التفاوت وعدم المساواة بين الناس في القدرة على الحصول على الرعاية الصحية سببا في الحد من الفوائد المحتملة التي قد تترتب على التقدم العلمي والتكنولوجي التي كانت كفيلة بإنقاذ حياة البشر أو تحسينها بدرجة كبيرة. يعد الجدال الذي دار حول تخصيص اللقاحات والعلاجات أثناء جائحة مرض فيروس كورونا 2019 كوفيد - 19 مثالا حيا لهذا التفاوت. في أيلول (سبتمبر) 2022، شـدد تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مرة أخرى على أن إنهاء الجائحة يتطلب المساواة في القدرة على الحصول على اللقاحات، في ذلك الوقت، كان 19 في المائة فقط من السكان في البلدان منخفضة الدخل قد حصلوا على اللقاح، مقارنة بنحو 75 في المائة في البلدان مرتفعة الدخل. على الرغم من اختلال التوازن على هذا النحو، عانت البلدان الأكثر ثراء خسائر أكبر في أعوام الحياة لكل فرد مقارنة بالبلدان الأكثر فقرا ـ وهي المفارقة التي تسلط الضوء على وجود التفاوت الصحي على مستويات عديدة. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تـظـهـر البيانات التراكمية أن أصحاب البشرة الملونة عانوا معدلات أعلى من الإصابات والوفيات بعدوى كوفيد - 19 مقارنة بأصحاب البشرة البيضاء. هذا التفاوت يمكن إرجاعه إلى مـحـددات اجتماعية للصحة، وعوامل غير طبية تلعب دورا حاسما في النتائج السريرية. الواقع أن المعاناة من التمييز المؤسسي والبنيوي، أو تدني الإلمام بأساسيات الصحة، أو الحواجز الثقافية واللغوية، تجعل من الصعب أن يعيش الناس أطول حياة ممكنة وأكثرها صحة. يتطلب الحد من التفاوت بين الناس في الصحة ومساعدة السكان المحرومين من الخدمات الكافية أن يركز المبدعون والمبتكرون على هذه القضايا. لا تزال التدخلات العلاجية المناسبة في التصدي لأمراض عديدة إما محدودة أو لا وجود لها على الإطلاق. يصدق هذا بشكل خاص في حالات الاختلالات الوراثية النادرة، ولكن أيضا في التعامل مع أمراض أكثر شيوعا: على سبيل المثال، من الممكن أن تخلف المعوقات التي تحول دون تمكين مرضى ارتفاع ضغط الدم من الالتزام بالأنظمة العلاجية القائمة تأثيرات سلبية في النتائج. تحتاج صناعة التكنولوجيا الحيوية إلى تخصيص التمويل الكافي لمشاريع البحث والتطوير المرتبطة بالأمراض التي تؤثر في نحو غير متناسب في مجتمعات عـرقية بعينها. ورغم أننا كثيرا ما نقول إن الأمراض الـمـعدية لا تعرف حدودا، إلا أن الأمراض الوراثية وغير الـمـعدية تميز بين الناس مع الأسف. في عصر الإبداع الطبي اليوم، أصبحت تطورات رائدة قادرة على مساعدة هؤلاء المرضى في متناول أيدينا. على المنوال ذاته، يتعين علينا أن نعيد النظر في كيفية إجراء التجارب السريرية. يجب أن نعمل على ضم مجتمعات متنوعة تمثل حالة المرض. يجب أن تضع الدراسات في الحسبان حالة المشاركين الاقتصادية والاجتماعية والتأمينية، ويجب أن تكون هذه الدراسات مصممة لتجنيد الناس من المجموعات المنقوصة التمثيل. خاص بـ«الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.

مشاركة :