يتجنب المرشح الاشتراكي عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية السيناتور بيرني ساندرز الحديث عن ديانته اليهودية، رغم كونه أول أميركي يهودي يفوز بالانتخابات التمهيدية. ساندرز معروف بمواقفه المعادية للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولا يبدو أن علاقته بالمنظمات اليهودية الأميركية على ما يرام، إذ لم يسجل له أي حضور أو خطاب في المؤتمرات السنوية الدورية التي تعقدها هذه المنظمات في الولايات المتحدة من أجل دعم المصالح الإسرائيلية والضغط على السياسيين الأميركيين لتقديم مزيد من المساعدات الأميركية العسكرية والمالية لإسرائيل .. ورغم وجوده في الكونغرس الأميركي منذ نحو 40 عاماً لم يتلق ساندرز أي دعم من منظمة ايباك اليهودية الأميركية المعروفة بنفوذها القوي وتمويلها للحملات الانتخابية لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ المؤيدين لإسرائيل من أجل إقرار التشريعات والقوانين التي تصب في صالح الأجندة الإسرائيلية. وخلال حوار مع الناخبين نقلته قبل أسابيع محطة الـسي.ان.ان تحدث ساندرز عن عائلته اليهودية الفقيرة التي هاجرت إلى الولايات المتحدة من بولندا في عشرينيات القرن الماضي، وأشار إلى أن لديه مثل كل أميركي معتقدات روحية تصوب حياته اليومية ويستوحي منها مواقفه السياسية لكنه حرص على إعطاء بعد إنساني لتلك المعتقدات من خلال تعاطفه مع معاناة الفقراء. ويعود ذلك إلى سجل هذا السيناتور الأميركي في الكونغرس ومواقفه ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وضد سياسة الاستيطان إذ إنه من أول المنادين بوقف المساعدات الاقتصادية والعسكرية لإسرائيل والضغط الأميركي عليها من أجل وقف الاستيطان وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة. وخلال ثمانينيات القرن الماضي كان للسيناتور بيرني ساندرز مواقف علنية شاجبة للعنف الإسرائيلي ضد الانتفاضة الفلسطينية وتوج هذه المواقف في العام 1988 بإعلان تأييده ترشيح القس الأميركي الأسود جسي جاكسون للانتخابات الرئاسية وهذا الأخير معروف أيضاً بمواقفه المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل. مواقف مطابقة ويرى المراقبون أن سياسات ساندرز، من خلال مواقفه المتعاطفة مع القضية الفلسطينية ورؤيته للعلاقات الأميركية مع إسرائيل وكذلك بالنسبة للدور الأميركي في الشرق الأوسط وخصوصاً معارضته القوية للغزو الأميركي للعراق العام 2003، تتطابق مع سياسات الرئيس باراك أوباما على خلاف مواقف منافسته على تمثيل الحزب الديمقراطي وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي تربطها بمنظمة ايباك علاقات وطيدة وتحظى بدعمها المالي والسياسي والانتخابي. الثورة السياسية ويؤكد محللون أن شعار الثورة السياسية في الولايات المتحدة الذي يرفعه المرشح بيرني ساندرز والذي جعله أكثر المرشحين للرئاسة شعبية في الأوساط الشبابية والجيل الأميركي الجديد ستكون له تداعيات على العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.. حيث تتعالى الأصوات الأميركية التي ترى ان إسرائيل وسياساتها المتعنتة والمساعدات الأميركية الضخمة التي تتلقاها سنوياً باتت تشكل عبئاً كبيراً على المصالح الأميركية وأيضاً على الخزينة الأميركية وبالتالي على المواطن الأميركي العادي الذي يدفع الضرائب ويكافح من أجل إيجاد قوت يومه ويرزح تحت ضغط تأمين المتطلبات الحياتية والصحية والتعليمية لعائلته.
مشاركة :