التقنية والعلم تجسد الفاعلية والإبداع للطبيعة والإنسان، وتشكل القدرة على إدراك انعكاسات تطور التقنية، حتى أصبحت التكنولوجيا الشكل العام للإنتاج المادي تتحكم في الثقافة بأسرها وتخلق عالماً خاصاً بها، وتساعد على كيفية إعداد العلماء لأبحاثهم، فالمملكة العربية السعودية في ظل الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة، تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق التنمية وزيادة القدرة الإنتاجية، وذلك لجعل الحياة أكثر ملاءمة في ظل نظام الآلية المعاصرة التي تحقق الرفاه الذي يحلم به الناس. عندما يتم إنجاز عمل ضخم بالغ الأهمية نجد أنفسنا نسابق الزمن، والمملكة تسعى من خلال برنامج رواد الفضاء إلى تفعيل الابتكارات العلمية على مستوى علوم الفضاء، وتدعم بشكل كبير الابتكار والازدهار الاقتصادي من خلال تحفيز التقدم في العلوم والتكنولوجيا، كونها ضمن برنامج السعودية لرواد الفضاء، والتحليق بعيداً باعتباره قطاعاً مستقبلياً عملاقاً تتقاطع فيه رؤى عالمية نحو الاستدامة والتكنولوجيا والأبحاث العلمية. وتتسم هذه الجهود بفضاء حيوي يعزز قدرتها على إجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل بما ينعكس إيجابًا على مستقبل الصناعة والوطن، وهكذا إنجازات في كافة المجالات تستوجب الإشادة بها لأنها تعمل على زيادة اهتمام الخريجين في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، فالتقنية هي العلم المطبق حتى باتت الاكتشافات على مستوى البحث الأساسي تشترط تقدمها، وبوجه خاص فإن تنمية رأس المال البشري هو الغاية القصوى، فضلاً على تحفيز العلماء والمهندسين والعاملين في قطاع العلوم والتكنولوجيا العالميين وبالتالي توسيع مجال النشاط الاقتصادي العالمي. بعد اكتمال «الاستعدادات النهائية» لانطلاق سعوديين للفضاء، قالت الهيئة السعودية للفضاء في وقت سابق، إن «هذه الرحلة تأتي ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء الذي تم إطلاقه في 22 سبتمبر 2022، وتتضمن إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى». و»هذه التجارب ستسهم في توفير إجابات من شأنها تمكين الإنسان، من خلال التوسع في الأبحاث الصحية، إلى جانب حماية كوكب الأرض عبر تطبيق تجارب علمية يُنفذ عدد منها لأول مرة في العالم، على متن المحطة». وعرضت الهيئة السعودية للفضاء والكثير من وسائل الإعلام، بثا مباشرا لوصول بعثة إي أكس 2 إلى الفضاء، يوم الاثنين الماضي، حيث انطلق صاروخ في مهمّة خاصّة تُنظّمها شركة «أكسيوم سبيس» الأمريكيّة إلى محطّة الفضاء الدوليّة، وهذه الشركة مختصة في رحلات الفضاء المأهولة، وتطوير البنى التحتية الفضائية في الولايات المتحدة الأمريكية، تأسست في عام 2016. وعلى خطى أول رائد فضاء عربي، الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، تنطلق أول مهمة لرائدَي فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية، وكان الوصول مبهجاً حيث رحب طاقم محطة الفضاء الدولية برائدي الفضاء السعوديين. ضمن هذا الإطار، يقف الإنسان شامخاً بكل هيبته على أرض المملكة، ليكون بحجم قيمته ويشارك في هذه الحضارة بكل وجوده ويعطي التقدم التقني ثمارا مفيدة بصحبة تطور العلوم الاجتماعية وتطبيقاتها الذكية، ورائدي الفضاء سيقومان مع طاقم المهمة خلال الرحلة بإجراء 11 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى. إضافة إلى ذلك، إن التجارب السعودية في الفضاء تستهدف القيام بالأبحاث البشرية وعلوم الخلايا، ومنها عمل الأمطار الصناعية في الجاذبية الصغرى، وإجراء ثلاث تجارب تعليمية توعوية، مما يسمح بتوظيفها، وبذلك تعزز نتائجها مكانة المملكة عالميا في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية، وتؤكد دور مراكز الأبحاث السعودية في إحداث تأثير علمي في هذا المجال.
مشاركة :