جدة - دشن العراق والسعودية اليوم الخميس مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي يذهب إلى أبعد من مجرد توسيع العلاقات الاقتصادية إلى تعزيز التواجد السعودي في الساحة العراقية بمشاريع ضخمة من شأنها أن تخفف ارتهان بغداد للجارة إيران. وتُراهن المملكة التي باتت تعتمد دبلوماسية جديدة قائمة على سياسة تصفير المشاكل، على تنشيط العلاقات الاقتصادية الخارجية والتوسع بمشاريع ضخمة في خدمة تحولات جذرية. ورسمت أعمال الدورة الخامسة لمجلس التنسيق السعودي العراقي في محافظة جدة اليوم الخميس مسارا جديدا للعلاقات بين البلدين، بينما تعود الرياض بقوة للساحة العراقية من خلال مشاريع استثمارية ضخمة بعد غياب لسنوات، ما فتح الباب لتغلغل إيراني واسع. وقال وزير النفط العراقي حيان عبدالغني إن شركة أرامكو، عملاق النفط السعودي الحكومي ستطور حقلا للغاز في العراق يمكن أن ينتج أكثر من 400 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا. وذكرت وزارة النفط العراقية في بيان نقلا عن عبدالغني أن أرامكو ستقوم بالاستثمار والتطوير في حقل عكاز للغاز في محافظة الأنبار بغرب العراق، مضيفة أن هناك أيضا اتفاقا مبدئيا مع السعودية للاستثمار في مشروع مجمع نبراس الذي وصفه الوزير العراقي بأنه أحد المشاريع الإستراتيجية الواعدة في صناعة البتروكيماويات في العراق والمنطقة. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين إن بلاده ستكون بمصاف الدول المنتجة للغاز الطبيعي في السنوات المقبلة. وكشف وزير الصناعة السعودي بندر الخريف اليوم الخميس عن إجراء مباحثات حاليا بخصوص إنشاء منطقة صناعية في العراق مخصصة لرجال الصناعة السعوديين، مضيفا أن المدينة الصناعية قد تكون داخل العراق أو في المنطقة الحدودية مع السعودية. وأكد كذلك على وجود مبادرات جديدة مع الجانب العراقي تتعلق بقطاعي الصناعة والتعدين، وأنه تم توقيع 3 اتفاقيات مع 3 بنوك لتمويل الصادرات والواردات مع بغداد. وأشار الوزير السعودي إلى أنه يتم العمل مع العراق للاستفادة من الثروات الطبيعية مثل الفوسفات والألومنيوم. وقال إن الإمكانيات الصناعية في المملكة قادرة على خدمة السوق العراقية. وقال متعب الشثري القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية العراقية للاستثمار اليوم الخميس إن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، صندوق الثروة السيادي في المملكة، أسس وحدة جديدة للاستثمار في قطاعات متنوعة في العراق برأسمال بلغ 3 مليارات دولار. والشركة الجديدة واحدة من ست شركات استثمارية في المنطقة قال الصندوق إنه سيؤسسها في العراق والأردن والبحرين والسودان وعمان ومصر بما يتماشى مع إستراتيجيته للبحث عن استثمارات جديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال صندوق الاستثمارات العامة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، إن هذه الشركات تستهدف استثمارات تصل إلى 24 مليار دولار في قطاعات منها البنية التحتية والعقارات والتعدين والرعاية الصحية والأغذية والزراعة والتصنيع والتكنولوجيا. وأضاف الشثري خلال مجلس التنسيق السعودي العراقي المنعقد في جدة أن الشركة ستستثمر في مجالات تتضمن البنية التحتية والتعدين والزراعة والتطوير العقاري والخدمات المالية. وأسس صندوق الاستثمارات العامة الشركة السعودية المصرية للاستثمار في عام 2022 والتي استحوذت على حصص أقلية بقيمة 1.3 مليار دولار في أربع شركات مصرية مدرجة بالبورصة في أغسطس/آب من العام الماضي. ويدير الصندوق وهو الأداة التي اختارها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لقيادة برنامج اقتصادي طموح ينهي اعتماد اقتصاد المملكة الكامل على النفط، أصولا تبلغ قيمتها نحو 620 مليار دولار ويستهدف أن تتجاوز قيمتها تريليون دولار بحلول عام 2025. ووفقا للبيان الختامي المشترك للمجلس فقد أكد الجانبان السعودي والعراقي عزمهما على تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات كافة. وأكد البلدان على أهمية توسيع آفاق التعاون الثنائي وتعزيزها بما يخدم مصالحهما ومصالح شعبيهما في المجالات المختلفة ولاسيما السياسية والأمنية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتعليمية والسياحية والطاقة والبناء.
مشاركة :