صور قد توقعك في الفخ!

  • 2/21/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قبل سنوات بثت وسائل الإعلام صوراً لمساجين في معتقل غوانتنامو، تم أَسْرهم عقب الغزو الأمريكي لأفغانستان، ووضعهم في أقفاص تناسب الحيوانات وليس البشر.   فلماذا تحرص الولايات المتحدة على نشر مثل هذه الصور التي جرَّت عليها انتقادات لاذعة من شتى منظمات حقوق الإنسان؟! العملية نفسها تكررت بعد غزو العراق؛ إذ انتشرت صور عن فضائع ارتُكبت بحق سجناء عراقيين في سجن "أبو غريب". فهل هذه الصور مسربة أم نُشرت عمداً؟!   من الطبيعي أن مثل هذه الصور ستثير حفيظة كل من يحمل ذرة من إنسانية، لكنها قد تُفقد البعض السيطرة على مشاعرهم وردود أفعالهم؛ ما يدفعهم لفقد الثقة في الحكومات والمؤسسات والعلماء، ويحملهم للبحث عن جهة، تمكّنهم من الانتقام من مستفزيهم، فلا يجدون أمامهم في بعض الأحيان سوى التنظيمات المتطرفة التي قد تكون معدة سلفاً لاستقبالهم!   الآلية نفسها تتكرر الآن، ولكن هذه المرة في الأراضي المحتلة؛ فنشاهد – مثلاً - فيديو خطف الفتى الفلسطيني "أبو خضير"، ثم تأتي الأخبار عن حرقه حياً بعد حقنه بمادة قابلة للاشتعال. تلا ذلك حلقة عن إحراق عائلة الدوابشة، ثم التهاون في محاكمة المتهمين! ثم أعقب ذلك فيلم إطلاق النار على الطفل أحمد المناصرة، وتركه ينزف أمام الكاميرا، وكذا الفتاة ياسمين رشاد التي حرص الاحتلال على تصويرها. فهل أتت هذه الحلقات المتتالية عبثاً؟! ولماذا يفعل الإسرائيليون ذلك؟!   لا أقول إن علينا أن نتحلى بالبرود الشديد حيال الصور والمقاطع المؤلمة، ولكن علينا أن لا نأكل الطعم الذي يُعدُّ لنا؛ فنقع فريسة سهلة للمتصيدين في المياه العكرة! فمثل هذه المشاهد قد تحرك الجماهير للرد في الوقت الخطأ، وبإمكانيات ضعيفة، وقد تدفع البعض لفقد الثقة فيمن حوله، وتحمله على الغلو والتطرف! فهل سنعي مستقبلاً أن علينا أن نتحرك في الوقت المناسب لنا لا كما يريد العدو، وكذا عند امتلاك الآلية المناسبة للرد؟!

مشاركة :