أمبرتو إيكو.. روائي برتبة فيلسوف

  • 2/21/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

استطاع الفيلسوف والروائي والمحاضر الإيطالي، أمبرتو إيكو، على مدى عقود، الذي رحل أول من أمس، أن يسهم في إثراء مشهد الأدب الأوروبي عموماً والإيطالي خصوصاً، من خلال أولى رواياته اسم الوردة، التي نشرت عام 1980، كان قادراً أن يحوّل الأدب الإيطالي إلى آخر عالمي. كان إيكو محاضراً في جامعة هارفرد، إضافة إلى جامعة بولونيا، هو من اعتبر أن تأليف الروايات مجرد عمل جانبي لا يجب أن يتحوّل إلى وظيفة، مشتهراً بمقولته: أنا فيلسوف.. أكتب رواياتي في عطلات نهاية الأسبوع. واستطاع السرطان، أول من أمس، أن يحسم معركته الطويلة مع إيكو، الذي رحل عن 84 عاماً. لم يؤمن إيكو بوجوب كتابة ما يتوقعه القارئ، بل العكس تماماً أعتقد أن على القارئ أن يكتب ما لا يتوقعه الجمهور، المشكلة لا تكمن في البحث عما يحتاجه القارئ، بل يجب على الروائي أن يغيّر حاجة القارئ، أن يخلق قارئاً جديداً لكل رواية يكتبها وليس العكس، وهو ما قاله خلال مقابلة حية في لندن عام 2015. وعلى الرغم من أن رواية اسم الوردة، وهي رواية غموض تاريخية تدور أحداثها في دير إيطالي في القرن الـ14، وهي الرواية التي قادته إلى الشهرة، تمت ترجمتها إلى 43 لغة، وبيعت منها 17 مليون نسخة حول العالم، إلا أن مقالات إيكو كانت تنشر قبل ذلك بـ20 عاماً، كما كان له عدد من الروايات الأخرى، كان أشهرها رواية مقبرة براغ عام 2010 التي كانت الأفضل مبيعاً أيضاً، بينما كانت آخر رواية له بعنوان العدد صفر عام 2015 التي تطرّق فيها إلى عالم الصحف ونظرية المؤامرة التي ازدادت رقعتها، في ظل ظهور وتطوّر مواقع التواصل الاجتماعي. ولد إيكو في مدينة أليساندريا في مقاطعة بيدمونت الإيطالية، وبدأ منذ سن مبكرة اهتمامه بالفلسفة في القرون الوسطى، ودرسها في جامعة تورين في خمسينات القرن الماضي، وبعد دراسات معمّقة في الفلسفة وآداب القرون الوسطى تفرّغ إيكو لدراسة السيميولوجيا، ليصبح واحداً من روّادها. كتب إيكو العديد من النصوص الأكاديمية وكتب الأطفال والمقالات، كما أنه كان مؤسس قسم دراسات الإعلام في جامعة سان مارينو الجمهورية، كما كان رئيساً للدراسات العليا للعلوم الإنسانية في جامعة بولونيا، وعضواً في أكاديمية دي لينسي، وزميلاً شرفياً في كلية كيلوغ في أوكسفورد.

مشاركة :