يثبت "الزعيم" وهو يحقق كأس ولي العهد برقمها ال13 على مستوى البطولة نفسها، وبرقمها ال57 من بين بطولاته عموماً أنه أشبه بعداء بطل فوق العادة، إذ لا يهمه أن يحقق المركز الأول في البطولات بقدر ما يهمه أن يكسر رقمه في كل مرة يحضر فيها، وإلا فإن تحقيق المركز الأول أصبح عادة وليس إنجازاً في حد ذاته. الهلال أراد من الكأس الجديدة تحقيق عدة مكاسب في صفقة واحدة، أو بمعنى أدق أراد أن يصطاد سرب عصافير بحجر واحد، وكان له ما أراد، إذ شاهدناه منتفضاً شامخاً، وكأنه ليس ذاك "الزعيم" الذي ظهر قبل أيام مترهلاً أمام التعاون ليخسر المباراة ويفتح مع الخسارة أبواب الغضب من محبيه والتشفي من مناوئيه. المكاسب الزرقاء بتحقيق هذه الكأس كثيرة، فالهلال من جهة حقق بطولة تحمل اسماً غالياً هو الأمير محمد بن نايف أيقونة الأمن الوطني، وهي الأولى التي تزدان باسمه –حفظه الله- وفي ذلك مكسب يكفي الكأس قيمة ليفاخر بها الهلاليون، حيث يضمونها إلى جانب أولوياتهم الكثيرة التي لا يضاهيهم فيها أحد بدءاً بفخر الإنجازات "كأس المؤسس" إلى سلسلة البطولات ذات الأولويات المطلقة. وهي إلى ذلك جددت عهد "الزعيم" بالألقاب باعتبارها البطولة الثالثة على التوالي وفي ذلك دلالة واضحة أنه بات ينافس نفسه، وهي رد كافٍ على من احتفل بغيابه عن البطولات في موسم واحد، وهي صفعة في وجه من راهن على فقدانه لبوصلة الانجازات وتضييعه لطريقها، فهاهو يعود ليؤكد بأنه عنوان البطولات، وهل ثمة من يضيع عنوان بيته؟! وإلى جانب كونها البطولة الثالثة على التوالي، فهي البطولة الثانية في الموسم الذي لم ينقضِ بعد، ما يعني أنه فرض على منافسيه أن يستحوذ على نصف تركة الموسم حتى الآن، ولا زال ساعياً للاستحواذ على باقي التركة، ولعله لا يترك لغيره نصيباً، إذ ينافس على بطولة الدوري وهو الأقرب إليها، وهو قريب من كأس الملك إذ بات على بعد خطوتين من ارتقاء منصة الفوز بها. مكسب رابع مهم تجلى في هذه البطولة وهو الأمير نواف بن سعد نفسه، فهو بالفعل بطولة هلالية بحد ذاته، فإلى جانب أدواره الخفية في ترتيب البيت الأزرق من الداخل، فقد بدا قادراً على ضبط انفعالات الجماهير وتوجيه الرأي العام بأسلوب خبير ورؤية محنك، فالخسارة من التعاون وقبل أيام قلائل من المواجهة الكبرى كانت كفيلة ببعثرة أوراق الفريق لكن الهدوء الذي ساد الأجواء الهلالية كان السبب الرئيس في عبوره نحو منصة الذهب. جماع القول: فإن الهلال حضر بكل عنفوانه في حضرة ولي العهد لأن كأسه الجديدة تحمل أبعاداً كبرى لا يمكن إلا أن يستحوذ عليها، وهو ما جعل "الموج الأزرق" يجتاح النهائي الكبير، فظهر الأهلي وكأنه جاء للرياض كضيف شرف أو لتسجيل الحضور فقط في عرس الرياضيين؛ حيث لم يُتح لاعبو الأزرق للأهلاويين فرصة التقاط أنفاسهم، ولو جرت الأمور على طبيعتها دون تنغيص الصافرة لكان نهائياً مجلجلاً مستوى ونتيجة.
مشاركة :