اشتدت المواجهات بين القوات الموالية للشرعية، قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة قوات التحالف التي تقودها السعودية، من جهة، وبين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، في مديرية المسراخ، جنوب مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، في محاولة من الميليشيات لاستعادة مركز المديرية الذي تم تحريره واستكمال تطهيره من قبل قوات الشرعية. وكرد انتقامي للميليشيات بعدما تمكنت المقاومة الشعبية في تعز من تحرير عدة مديريات غرب وجنوب المدينة، ارتكبت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح مجزرة جديدة في حي الضربة العليا، وسط المدينة، من خلال إطلاق صاروخ كاتيوشا وقذائف الهاون على الحي، وسقط على أثرها قتلى من المدنيين بينهم طفلان وإصابة ما لا يقل عن عشرة آخرين. وتعد هذه ثاني مجزرة خلال يومين متتاليين عقب مقتل ثلاثة أطفال في حي صينية. وتصدت القوات الموالية للشرعية لهجمات الميليشيات الانقلابية على المناطق التي تسيطر عليها بما فيها منطقة سوق عصيفرة، شمال مدينة تعز، التي تحاصرها منذ أشهر، عندما حاولت الميليشيات التسلل إلى المنطقة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفها، بالإضافة إلى تصدي قوات الجيش والمقاومة لهجمات مماثلة في جبهة الضباب، غرب مدينة تعز. وقال مصدر في المقاومة الشعبية في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «جبهة حيفان، جنوب مدينة تعز، شهدت مواجهات عنيفة وتمكنت فيها قوات الشرعية من تطهير حصن الغليبة في منطقة الأعبوس واغتنام أسلحة وذخائر، ورافقها أيضا قصف عنيف من قبل الميليشيات على قرى المديرية وأيضا أحياء مدينة تعز بما فيها الدحي والحصب والضربة والديم وثعبات والمسراخ والنشمة وجبل حبشي». وأضاف أن «عناصر المقاومة الشعبية والجيش الوطني شنوا هجوما عنيفا على مواقع الميليشيات في جبل المطالي، التابع لمديرية المسراخ، جنوب المدينة، في محاولة منها لطرد الميليشيات من المنطقة بشكل كامل، بعدما تمكنوا من السيطرة على الجبل والمنطقة بمساعدة القيادي المؤتمري والبرلماني المولي للحوثيين عبد الولي الجابري». وأكد المصدر ذاته أن «الميليشيات الانقلابية قامت بقطع الطريق العام بين مديرية حيفان، جنوب مدينة تعز، المؤدية إلى طور الباحة، التابعة لمحافظة لجح الجنوبية، من خلال تفجيرها بعبوات ناسفة ومفجرات الديناميت، وذلك بعدما حققت قوات الشرعية انتصارات متتالية وسيطرة على مواقع هامة في مديرية حيفان». وبدوره، أشاد قائد المقاومة في تعز الشيخ حمود سعيد المخلافي، في تصريحات لـ«لشرق الأوسط» بصمود وانتصارات عناصر المقاومة الشعبية في جبهات القتال خلال معاركهم ضد الميليشيات الانقلابية وتحقيقهم التقدم والسيطرة على عدد من المواقع الهامة والاستراتيجية التي كانت تخضع للميليشيات الانقلابية. جاء ذلك خلال زيارته إلى مركز مديرية المسراخ المحررة، حيث زار مبنى إدارة الأمن ومكتب التربية وسوق المسراخ والمناطق المحيطة التي شهدت مواجهات عنيفة، وتم طرد الميليشيات الانقلابية منها بعد تكبيدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد. كما حيا قائد المقاومة الشعبية الأبطال الذين طهروا مديرية المسراخ من الحوثيين، وقال إن «تعز ستظل ترسم تجربة فريدة في النضال والصمود والتضحية والنصر، وإنه مهما اشتد الحصار والمعاناة فإن معنوية أبناء هذه المدينة تزداد شوقًا للانتصارات وتكبيد العدو الهزائم النكراء». وفي السياق ذاته، دعا مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في تعز كل أبناء المحافظة إلى مزيد من التضامن ورص الصفوف وتوخي الحذر من خطر الشائعات اليومية والحملات التي تحاول استغلال أوجاع المدينة وحصارها لاختراق جدار تعز، وبث الفرقة وتشويه المقاومة بعد ما عجزوا عسكريا. وقال المجلس لأبناء تعز خلال وقوفه أمام آخر المستجدات، إن «وحدتكم هي صانعة النصر ومن كسرت جبروت الطغاة ومع اقتراب النصر القريب بإذن الله نتوجه إلى كل أبناء تعز ومن دون استثناء بأن يقدموا المصلحة العامة، ويحافظوا على وشائج الرحم، ويعملوا كل ما يدفع للالتحام ووحدة أبناء المحافظة وتقوية نسيجها الاجتماعي». وأضاف «ندعو دعوة صادقة كل من وقف مع الانقلابيين ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء أن يسارعوا لتلافي ما حصل بالإعلان الفوري بانحيازهم إلى أهلهم والوقوف الواضح والعلني ضد عناصر جماعة الحوثي وصالح الذين دمروا تعز وقتلوها بكل أنواع أسلحة الدمار والحقد، وهي فرصة تاريخية وذهبية لن تتكرر. وسيكون لها آثارها الإيجابية على مستقبل تعز وسلامة نسيجها الاجتماعي، وسيساعد تعز على سرعة لملمة جراحها وإزالة الآثار التي أحدثها اعتداء صالح والحوثي على تعز ومعالجة القضايا بين أبناء المحافظة بالحوار». كما توجه مجلس تنسيق المقاومة بالشكر للحاضنة الشعبية من كل أهالي تعز وإلى دول التحالف العربي والقيادة الشرعية برئاسة عبد ربه هادي رئيس الجمهورية. مبشرا أبناء تعز بنصر حاسم ونهائي قريب ينهي «مشروع القتل والسلالية والاستبداد، ويفتح فجرا جديدا لليمن القادم والجميل». وعلى الجانب الميداني، سقط العشرات من صفوف الميليشيات بين قتيل وجريح جراء غارات التحالف التي تقودها السعودية على مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مناطق متفرقة من مدينة تعز وأطرافها.
مشاركة :