اتفق أكثر من 390 موفدا من قادة صناعة البتروكيميائيات وسلاسل الامداد في العالم على دور التكنولوجيا وأهميتها المحورية في مواجهة تحديات سلاسل الإمداد، بالتزامن مع بروز منطقة دول مجلس التعاون الخليجي كمركز عالمي للتحول التكنولوجي والابتكار. جاء ذلك في ختام فعاليات الدورة الرابعة عشر من مؤتمر جيبكا لسلاسل الإمداد الذي انعقد في الخبر مؤخراً. كما اتفق المؤتمرون على مدى يومين من النقاشات والجدل على رؤية المنطقة وتوجهاتها لتصبح مركزاً حيوياً لتلبية احتياجات سلاسل الإمداد العالمية وضرورة بذل الشركات المحلية المزيد من الجهود للاستثمار في مجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل انترنت الأشياء وتقنية السجلات الموزعة وغيرها، لحل المشكلات والتحديات المعقدة. ونوه المشاركون بالمبادرات الطموحة التي تطلقها المؤسسات الحكومية حول هذه التقنيات حتى تكون في طليعة الثورة الرقمية القادمة، إلى جانب الجهود الواضحة من قبل شركات سلاسل الإمداد الرامية لنشر هذه التقنيات بشكل متزايد والتعاون مع الشركاء لتحقيق المرونة وكفاءة الأداء. وفي سياق آخر سلط المؤتمر، الضوء على التحديات العالمية، ومن بينها الاضطرابات الجيوسياسية، والتطور التكنولوجي المتسارع وضرورات الاستدامة والتضخم والغموض الذي يلف الوضع الاقتصادي العالمي والاستمرار في خلق اقتصاديات مقيدة بالإمداد. كما أشار المتحدثون إلى تسارع النمو والتوسع في عمليات التكرير والتسويق، الذي سيخلق أمام دول مجلس التعاون الخليجي تحديات إضافية في سلاسل الإمداد وأن هذه التطورات ستؤدي من دون شك إلى إعادة رسم الخارطة العالمية مما سيؤثر جذرياً على كيفية تكوين سلاسل القيمة العالمية. وأكدوا على أن الشركات التي تطور نماذج أعمالها للتعامل مع الشح بالموارد هي فقط التي ستنمو وستفوز بحصة بالسوق. ودعا صالح السويطي، الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للفحص والاختبار الفني ورئيس لجنة جيبكا لسلاسل الإمداد، من خلالها الصناعة إلى مزيد من الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية وتوحيد الجهود لتعزيز إنشاء سلاسل إمداد كيماوية أكثر مرونة وكفاءة. وكجزء من الجلسة العامة، أكد كل من باتريك هور، الرئيس العالمي للكيماويات في شركة ميرسك وإبراهيم بن دايل، مدير سلسلة الإمداد العالمية للمواد الصلبة في سابك، على أهمية التعاون والفوائد التي يمكن أن تنجم عن العمل المشترك في مواجهة التحديات، والتغلب عليها بنجاح من خلال الشراكات المبنية على الثقة. وألقى الكلمة الافتتاحية لليوم الثاني أسلم مولى، مدير تطوير الأعمال التجارية في شركة فوباك الشرق الأوسط ونائب رئيس لجنة جيبكا لسلاسل الإمداد، بينما تحدث رافين جولياني، مدير إدارة تطوير الأعمال بموانئ دبي العالمية، في كلمته، عن تأثير العوامل الجيوسياسية على سلاسل الإمداد. وضم الحدث نخبة بارزة من المتحدثين بما فيهم؛ تركي بن سويدان، مدير عمليات قطارات الشحن في الشركة السعودية للخطوط الحديدية وعبد المطلب غازي، مدير البنية التحتية للسكك الحديدية في شركة عمان، وأحمد الكثيري، نائب أول للرئيس، إدارة سلسلة التوريد في شركة بروج و توبياس ماير، المدير المالي الإقليمي لشركة دي اتش قلوبال والرئيس التنفيذي لمنصة سالوودو وديراج بهاتيا، مدير عام أول منطقة الشرق الأوسط لدى هاباج لويد وباسل الدباغ، مدير عام شركة سيفا اللوجستية في المشرق العربي ومصر والمملكة العربية السعودية. ونوه د. عبدالوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات، جيبكا، بانعقاد هذه الدورة في الخبر والرؤى التي تم مشاركتها وتسليط الضوء عليها، معرباً عن ثقته بالقيمة الكبيرة التي قدمها المؤتمر للمشاركين بفضل نخبة المتحدثين والبرنامج الاستثنائي الذي تم تقديمه على مدار يومين كاملين. وتمنى السعدون أن يكون المشاركون قد استمتعوا بهذا الحدث المميز، آملاً في الوقت نفسه الالتقاء بهم في الدورة القادمة عام 2024. تجدر الإشارة، أن مؤتمر جيبكا لسلاسل الإمداد استضاف في هذا العام الدورة الرابعة من جوائز جيبكا للتميز في سلاسل الإمداد خلال حفل عشاء أقيم خصيصاً بهذه المناسبة في اليوم الأول من الحدث، حيث تم الإعلان عن الفائزين في أربع فئات، هي الابتكار في سلاسل الإمداد وأفضل مزود خدمة للعام والتميز في الاستدامة والمرأة في سلاسل الإمداد. يشان الى انه تم إطلاق "الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات" في عام 2006 كمنظمة ممثلة للقطاع في منطقة الخليج العربي تتبنى الاهتمامات المشتركة للشركات الأعضاء في الاتحاد بالإضافة الى الشركات العاملة في قطاع إنتاج الكيماويات والصناعات والخدمات المساندة لها. وتساهم الشركات الاعضاء مجتمعةً بأكثر من 95% من مجمل إنتاج الكيماويات في دول الخليج العربي. ويعدُّ هذا القطاع في الوقت الحاضر ثاني أكبر القطاعات الصناعية على مستوى المنطقة بمنتجات تصل قيمتها سنوياً إلى 108 مليار دولار أمريكي. ويحرص الاتحاد على الارتقاء بقطاع الكيماويات والبتروكيماويات في المنطقة من خلال تقديم كافة سبل الدعم الممكنة وتفعيل التواصل بين المعنيين بالإضافة إلى مبادرات الريادة الفكرية التي تمد جسور التواصل البنّاء بين الشركات الأعضاء لتبادل المعارف والخبرات وتطويرها وتحسينها باستمرار، علاوةً على الحضور الفاعل في المحافل الدوليّة المعنيّة بشؤون الصناعة، وبالتالي تحقيق مساهمة ملموسة في رسم ملامح مستقبل صناعة البتروكيماويات على الصعيد العالمي. ويلتزم "الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات" بتوفير منصة مثالية لجميع المعنيين بالقطاع في المنطقة، ولتحقيق هذه الغاية، تتبع له 6 لجان فاعلة تركّز في عملها على القطاعات الفرعية مثل البلاستيك، والأسمدة وأخرى تركّز على القطاعات المساندة مثل: سلاسل الإمداد، والتجارة الدولية، والأبحاث والابتكار، والرعاية المسؤولة. وينظّم الاتحاد سنوياً 6 فعاليات على المستوى العالمي. ويقوم بإصدار العديد من التقارير والدراسات المتخصصة فضلاً عن النشرات الإخبارية الدورية. د. عبدالوهاب السعدون
مشاركة :