أردني يحمي أشجار 'الغابة العذرية'

  • 5/29/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جرش (الأردن) - يحرص أحمد العياصرة وعدد من أصدقائه في محافظة جرش شمال الأردن، منذ نحو عام على تنفيذ مبادرة شخصية بلا مقابل تهدف إلى حماية أشجار غابات. والتقى العياصرة (48 عاما) وآخرون من أبناء مدينته "ساكب" بجرش على هدف أرادوا من خلاله حماية أشجار حرجية في منطقة قريبة منهم تُسمى "وديان الشام". وتهدف هذه المبادرة للمحافظة على غابة مليئة بالأشجار الحرجية المعمرة باتت من نوادر الأماكن التي لم تتعرض لاعتداءات جائرة، حتى باتوا يسمونها بـ"الغابة العذرية" الوحيدة. البداية كانت قبل نحو عام، عندما قرر العياصرة وشركاؤه بالفكرة أن يستثمروا قطعة أرض يملكها أحدهم كي تصبح أشبه بمخيّم يتيح لزائره الاستمتاع بخضرة تلك الأشجار وممارسة رياضة المشي في أحد الممرات التي يروي أهل المنطقة من كبار السن أنها كانت طريقا لنقل البضائع المختلفة من تركيا إلى فلسطين في حقبة سابقة. وأشجار بينها سنديان وبلوط وصنوبر حلبي وقيقب ونبق تجاوزت أعمارها القرون هي ما يغطي الغابة بأكملها، وبمتابعتها يستمتع الزائر بلوحة طبيعية جمالية، وهي مدعاة لـ"غسل الهموم المتراكمة لظروف الحياة اليومية والتفكير السلبي" بحسب العياصرة. وقال إن الفكرة "بدأت بتهيئة هذا المكان منذ العام الماضي، بمعية أربعة من الأخوة الآخرين، وقررنا أن تكون البداية بمساحة دونم واحد من أصل كامل القطعة وهي 5 دونمات و800 متر مربع، مؤكدا "هوايتي أن أكون بين هذه الغابات وأحافظ عليها". وأضاف "هذه الغابة العذرية الوحيدة بالمملكة، ولم يسبق أن تعرضت لأي اعتداءات، ونحن بهذا المكان نواصل الحفاظ عليها وعلى تنوعها الطبيعي"، متابعا "على أشجارها وبين أغصانها تعيش طيور الصّفر والحسون النادرة، فضلا عن احتواء الغابة على شجر الملّول، وهو نوع من السنديان المهدد بالانقراض". وأوضح "بعض الأشجار إذا قطّع، سيكون سببا لموت أنواع أخرى، فهو بمثابة الحامي لها من أشعة الشمس ويحافظ على خضرتها وبقائها، وهنا يتحقق التوازن الطبيعي"، قائلا "لا نهدف من إنشاء هذا المكان، والذي نحاول فيه توفير بعض المرافق الهامة لإقامة الناس واستمتاعهم، إلى تحقيق أي مكاسب مادية.. الجلوس بالمكان واستخدام ما يحتويه من خيام وبعض المعدات التي يحتاجها الزوار في جولاتهم، متاحة للجميع دون استثناء وبلا أي مقابل، فكل ما نسعى إليه هو إدامة المكان وحمايته من أي اعتداء على أشجاره". ولفت "نحن نسترجع مع زائر المكان بعض ذكريات الماضي، والتي لا يعلمها إلا كبار السن، فهذا الممر بالأسفل كان طريقا تجاريا يبدأ من تركيا ويصل إلى فلسطين". وقال نجيب علي (38 عاما)، وهو أحد الزوار، إن المكان "يتيح لك فرصة الخلوة مع نفسك داخل هذه الطبيعة الخلابة وبعيدا عن الزحف العمراني"، مضيفا "بصراحة، فكرة الشباب بإقامة هذا المكان هي فكرة نبيلة وتستحق الاحترام والدعم، خاصة وأن معظمهم بلا عمل وباحثون عنه، وكل ما يهدفون له حماية الطبيعة والحفاظ عليها". ولا تتجاوز نسبة مساحة الغابات في الأردن 1 في المئة من المساحة الإجمالية للمملكة، بحسب ما أعلنه وزير الزراعة خالد الحنيفات في تصريحات سابقة. وأفاد الحنيفات آنذاك أن الوزارة نفذت خلال الفترة الماضية مشاريع تحريج عديدة مدرجة على الخطة الزراعية المستدامة (2022-2025) لزيادة مساحة الغابات.

مشاركة :