بندر الدوخي.. صبّحكم الله بالخير | عائض الردادي

  • 2/22/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غيّب الموت الإذاعي اللامع بندر بن ناصر الدوخي يوم الخميس 25/4/1437هـ، الموافق 4/2/2016م، وبندر كان نجمًا إذاعيًا لامعًا في إذاعة الرياض إبان عصرها الذهبي في التسعينيات الهجرية، وما بعدها، كان من أنجح معدِّي ومقدِّمي البرامج الأدبية والشعرية بخاصة، وكان متقنًا للإعداد، وذواقًا للكلمة، وجذابًا في أدائها. عرفته عندما كانت إذاعة الرياض في استديوهاتها القديمة في شارع الفرزدق، ثم عندما حلّت في استديوهاتها التي مازالت فيها منذ عام 1394هـ، وتعاملت معه زميلًا، وتعاملت معه عندما كنت مديرًا عامًا للإذاعة، فكان هو ذلك الإذاعي الذي يتذوق الكلمة المذاعة، فيختارها أو يكتبها، ويضفي عليها جمالًا بأدائه الرائع وصوته المميز. كان بندر قارئًا مكثرًا، ولذا ظهر ذلك على الكلمة التي يعدها للإذاعة، وعلى جودة اختياراته، بل على شخصيته العامة، فقد كان راقيًا في تعامله مع زملائه، ينتقي الكلمة قبل نطقها، ويحاور بهدوء، وإن لم يتفق معك بالرأي، وقلما رأيته غاضبًا أو محتدًا. أبرز برنامج أعده وقدمه بندر الدوخي برنامج «صبحكم الله بالخير»، كان يُذاع يوميًا في إذاعة الرياض، الساعة الثامنة صباحًا، وهو برنامج حواري يُعدّه؛ لتُقدِّمه معه مذيعة في حوار قصير الجُملة، يتناول قضية من قضايا الشأن العام، ولم يكن يستعين بنصوص أو شواهد نثرية أو شعرية، بل هو الذي يحرر كل جملة منه، وفي تناوله للشأن العام كان الصالح العام هو هاجسه، وكان يتحمل ما يلاقيه من غضب بعض من يتناولهم موضوع الحلقة، ولكنه كان صبورًا، وهكذا يكون من يعمل للإصلاح ومعالجة السلبيات، وكانت الإذاعة تعطيه مساحة من حرية التعبير، ومما يجذب المستمع إليه -عدا الموضوع الذي يهم المستمع- هو الكلمة المنتقاة الجميلة، والأداء الجيد، والصوت المميز لبندر الدوخي. إلى جانب ذلك، أعدَّ وقدَّمَ برامج أخرى منها «غرشة عطر»، و»صور الأمس»، و»بقايا الليل»، و»همس القوافي».. وغيرها، وكان أكثرها برامج شعرية يضفي عليها صوت بندر جمالًا جذابًا، ولن أبالغ إن قلت: إنه مِن أجمل مَن شَدَا بالشعر الشعبي. عَرَف بندر قدرته الصوتية، فحرص على إعداد البرامج الإذاعية وتقديمها، ولم يرغب الظهور في التلفزيون على جاذبية التلفاز إذ ذاك، بل لم يكن حريصًا على الظهور في الصحافة، فهو فنان وجد فنه في الإذاعة، وكلٌّ مُيسَّر لما خُلق له. غاب بندر في سنواته الأخيرة عن الإذاعة قبل غيابه بالموت، وسيذكر له زملاؤه ما كان له من علوّ الخُلق، وقبول الرأي الآخر، وتواضعه الجمّ، وأناقته في حديثه، وعدم تأثير الشهرة الإعلامية في تواضعه، فبقي شامخًا في إعداده وتقديمه وخُلقه، عاشقًا للكِتَاب والكلمة الجميلة، وقد جمّل حياته بذلك، وفقد الإعلام بفقده أحد روّاد العمل الإذاعي في إذاعة الرياض، وسيبقى من أعلام الإعلام، رحمه الله، وعزاء إلى أسرته وزملائه. Ibn_Jammal@hotmail.com

مشاركة :