لا يكاد يوجد منزل في المملكة ليس لديهم أولاد إما تلاميذ في المدارس أو طلبة في المعاهد والجامعات. ويتابع الآباء حتماً أي تغييرات تطرأ على الإستراتيجية الوطنية للتعليم، وأهمها التقويم الدراسي والمناهج. ولعلي أشيد بالتجربة التعليمية الجديدة التي أقرّت بنودها في الإستراتيجية عام 2021 باعتماد الفصول الثلاثة وإطالة الفترة الزمنية للدراسة بمقدار ثلاثين يوماً، وهو ما سبق أن طالبت به عبر زاوية (المنشود) منذ ما يقارب عشرين عاماً، حيث تعد فترة الدراسة في المملكة من ضمن أقل الدول في العالم، فهي لا تتعدى 154يوماً فقط! بينما ستصبح حالياً 183يوماً مع تضمينها مناهج مطورة أهمها مادة التفكير النقدي ومواد أخرى حيوية. ولعل هذا يضمن تعليماً راقياً ينافس الممارسات العالمية في هذا الشأن. وطالما قد أقرّ مجلس الوزراء الفصول الثلاثة واستمرت الوزارة بمنهجية التقويم الدراسي المتضمن عدة إجازات خلال العام الدراسي فإنها لا بد أن تضع في اعتبارها وصميم اهتمامها مدى ملاءمة المباني المدرسية لفترة الصيف من حيث توفر كافة سبل الراحة التي تضمن حضور الطلبة للمدارس، ومنها فصول واسعة ومكيَّفة، ودورات مياه نظيفة وساحات مظللة وباردة ومقاصف يتوفر فيها الماء البارد والأكل الصحي. وعدا ذلك ستتعرض الخطة للفشل طالما سيمر وقت تنفيذها في أيام الحر الشديد! كما ينبغي أن تضع الوزارة في حساباتها مسائل أخرى كمعاناة الطلبة في مدارس القرى البعيدة عن أماكن سكنهم، وتراعي وضع المعلمين والمعلمات الذين يقطعون مسافات طويلة للوصول لمدارسهم ومن ثم العودة لسكنهم. وطالما المجال متاح لطرح الأفكار؛ فإنني أتمنى أن تتضمن الإستراتيجية تقليص إجازتي العيدين لمدة خمسة أيام لكل منهما بحيث يُضاف المتبقي على أيام إجازة الصيف تخفيفاً من وهج الحرارة للطلبة والمعلمين واستثمار قضاء تلك الإجازتين داخل المملكة تنشيطاً للسياحة الداخلية الشتوية. ولا شك أنه أمام وزارة التعليم تحديات كبيرة، وما يصلح لبعض الدول قد لا يناسب أجواء بلدنا وبيئته وظروف الطقس وحتى التضاريس. نتمنى أن نستقبل العام الدراسي القادم بهمة عالية واستعداد مهني وقبول بالإجراءات الجديدة دون تملص أو تعمد غياب! مع ضرورة ربط الانتظام بالحضور اليومي للمدرسة باجتياز اختبار القدرات ضماناً لعدم الغياب!
مشاركة :