أعرب ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف اليوم (الأحد) عن تضامنه مع ضحايا موجة التوتر الأخيرة في مايو الماضي بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل في قطاع غزة. وقال بورغسدورف الذي يزور غزة على رأس وفد رفيع من قناصل وممثلي بعثات أوروبية للصحفيين خلال إطلاعه على المنازل المدمرة شمال القطاع إن "سبب وجودنا هنا لكي نعلم ما الذي حدث والتحدث مع المتضررين وعائلاتهم". وأضاف أن ممثلي البعثات الأوروبية أبدوا تعاطفهم مع ضحايا الحرب وتبين من خلال معلوماتنا أن الضحايا بالأساس هم من المدنيين ونحن نتطلع لإنهاء تقرير يوضح ما الذي حدث. وتجول الوفد الذي وصل صباح اليوم إلى غزة عبر حاجز بيت حانون / إيرز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية شمال القطاع على المنازل المدمرة في زيارة هي الأولى منذ وقف جولة التوتر الأخيرة تستمر عدة أيام للإطلاع على الأوضاع الإنسانية. واستمع الوفد الذي يضم 20 سفيرا من دول الاتحاد الأوروبي إلى شهادات من قبل أصحاب المنازل المدمرة أبرزهم منزل عائلة نبهان الذي يأوي أشخاصا بينهم 9 أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقال محمد نبهان الذي رافق الوفد للصحفيين "طالبنا بتوفير حماية لذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم وإعادة إعمار المنزل المدمر في أقرب وقت لأنه كان يأوي نحو 100 شخص ما بين نساء ورجال وأطفال والآن العائلة مشردة في كل مكان". وفي التاسع من مايو الماضي، اندلع توتر عسكري بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي استمر 5 أيام بعد غارات إسرائيلية جوية مفاجئة على القطاع قتلت 3 من كبار القادة العسكريين للحركة. ونتيجة لذلك تبادلت غرفة العمليات العسكرية المشتركة التابعة للفصائل الفلسطينية، القصف مع الجيش الإسرائيلي ما أسفر عن مقتل 33 فلسطينيا بينهم 5 أطفال و3 سيدات ومسنان و11 من قادة وعناصر الجهاد الإسلامي وإسرائيلي واحد، وفق إحصائيات رسمية. وبعد مفاوضات معقدة ومكثفة أثناء التوتر العسكري، نجحت مصر في التوصل لوقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي التي كان يتواجد وفدها في حينه بالقاهرة وإسرائيل لتجنب المزيد من الخسائر البشرية والمادية على الجانبين. إلى ذلك، أعلن وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جواد الأغا أن إعادة إعمار قطاع الإسكان في غزة جراء الحروب الإسرائيلية بحاجة إلى 205.5 مليون دولار. وقال الأغا خلال مؤتمر صحفي في غزة اليوم إن 1980 حالة هدم كلي لم يتم إعادة إعمارها منذ العام 2008 حتى العام الجاري بإجمالي 97.5 مليون دولار، وأكثر من 90 ألف حالة هدم جزئي ما زالت عالقة لم يتم إصلاحها بإجمالي يتجاوز 108 ملايين دولار. وأوضح الأغا أن موجة التوتر الأخيرة في مايو الماضي أسفرت عن تضرر 3300 وحدة سكنية منها 120 بشكل كلي و120 بشكل جزئي غير صالح للسكن والباقي بشكل جزئي صالح للسكن، لافتا إلى أن القيمة التقديرية لإعادة الإعمار أو الإصلاح تبلغ 10 ملايين دولار. وأضاف أن جولة التصعيد في أغسطس 2022 التي استمرت 3 أيام خلفت 41 حالة هدم كلي تم إعمار وحدة سكنية واحدة حتى الآن، وكذلك أكثر من 1700 حالة هدم جزئي ما زال 1300 وحدة سكنية لم يتم إصلاح الأضرار فيها. وأفاد بأن الهدم الكلي جراء موجة التصعيد في مايو 2021 بلغ 1700 حالة هدم كلي بإجمالي 78 مليون دولار، أما الأضرار الجزئية بلغت 60 ألف حالة بإجمالي 42 مليون دولار، مشيرا إلى أن 638 وحدة سكنية لم يتم إعادة إعمارها بتكلفة تتجاوز 38 مليون دولار، 450 حالة منهم تقع ضمن أبراج سكنية. وأشار الأغا إلى أن عامي 2018 و 2019 شهدا موجات تصعيدية متلاحقة على القطاع، خلفت 273 حالة هدم كلي وأكثر من 3400 حالة أضرار جزئية، لافتا إلى أن الفجوة المتبقية 212 حالة هدم كلي لم يتم إعادة إعمارها و3000 حالة ضرر جزئي لم يتم إصلاحها. وتابع أن 11 ألف وحدة سكنية هدمت كليا خلال الحرب الإسرائيلية العام 2014 و 162 ألف وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي، في حين بلغت الفجوة المتبقية 781 حالة هدم كلي بتكلفة تتجاوز 34 مليون دولار وأكثر 59 ألف حالة ضرر جزئي بتكلفة 79 مليون دولار. وقال "لدينا حالات قبل 2014 بقيت عالقة 189 وحدة سكنية هدم كلي لم يتم إعمارها بعد، بتكلفة 7.4 مليون دولار، في حين بلغ إجمالي الأضرار الجزئية التي لم يتم إصلاحها بعد 13 مليون دولار". واعتبر أن الملفات المؤرقة والعالقة حتى اللحظة هو ملف الأبراج السكنية والتي استهدفت بشكل أساسي في العام 2021 حيث تبلغ التكلفة الإجمالية لإعادة إعمارها حوالي 30 مليون دولار، مشيرا إلى أن هناك "فيتو إسرائيلي" بشأن إعادة بنائها. وأشار إلى أن تأخر الإعمار له جانب سياسي للضغط على الشعب الفلسطيني وكسر إرادته، داعيا الدول المانحة للإيفاء بوعودها تجاه عملية إعادة الإعمار في القطاع وإنهاء هذا الملف المؤرق الذي يمس حياة سكان القطاع. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ العام 2007، وشنت عمليات عسكرية منها واسعة النطاق ما تسبب في تدمير مئات المنازل السكنية ودمار هائل بالبني التحتية.
مشاركة :