للثقة وجهان، ثقة الإنسان بنفسه وثقته بالآخرين وكليهما تؤثران على نفسية الإنسان وتعامله. في البداية هل هناك تعريف متفق عليه عن الثقة، هناك عدة تعاريف ومنها، الثقة في العلاقات بين الناس بأنها الإيمان القوي والراسخ بمصداقية أو حقيقة شخص ما، ثقة الإنسان في قدراته وفي صفاته وفي تقييمه للأمور، وفي علم النفس، يعرّف الإنسان الواثق من نفسه بأنه شخص يحترم ذاته ويقدّرها، ويحب نفسه ولا يؤذيها، ويدرك كفاءاته، ويثق بقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة. ماذا عن الإنسان الذي يلعب دور الضحية؟ هل للثقة أنواع أم هي نوع واحد. بالتأكيد هناك نوعان أولاً الثقة المُطلقة بالنفس الإنسان الذي يمتلك هذا النوع من الثقة، لديه القدرة على مواجهة كل ما يتعرّض له من ضغوطات ومشاكل في الحياة، ثانيا الثقة المُحدّدة بالنفس ما يُميّز هذه الثقة أنها لا تظهر في المواقف جميعها؛ وذلك حسب تقدير الإنسان للموقف الذي يتعرض له، فهو يُقدّر إمكانياته ويعرفها. (ترِيد النَّجاح ثقْ بالله ثمَّ بنفْسك وتَجاهَل منْ يقُـول هَذا صعْب وَهذا مستَحيل، الثِّقة بِالله هِي عقليَّة العُظَماء). - محمد علي كلاي جميل وجميل جدً أن يثق الإنسان في نفسه وفي قدراته وأن يعتز بمبادئه وآرائه، ولكن ليس على حساب فقدان الثقة في الآخرين، فالثقة بالنفس والثقة بالآخرين تكملان بعضهما البعض وهما دليل النضج الفكري، للأسف فاقدو الثقة في الآخرين تشكيكاً أو انتقاصاً يعانون من داء النرجسية أو أكثر من ذلك بالوسواس القهري. تعتبر الثقة بالآخرين من أهم الأمور في حياتنا اليومية فنحن بشر نتعامل مع الآخرين لكن علينا ألا نعطي كل الثقة والتأكد هل هذا الإنسان محل ثقة أم لا. فبعدم وجودها نتعرض لمشاكل مع المحيطين بنا وهي أساس العلاقات بجميع أشكالها كما أنها أساس التعامل فهي تبني جسور المحبة والخير بين الناس. حين يشعر الإنسان بعدم الثقة فهذا لا يدل على انه مريض نفسي إلا أنه يؤثر على أفكاره، وعواطفه، وطريقة سلوكياته. لا شك أن الإنسان الذي يلعب دور الضحية له آثار سلبية، وما أكثر الذين يلعبون دور الضحية فهي الشماعة التي يعلقون عليها كل ما يواجهون في تفاصيل حياتهم من عدم التقدم والنجاح وتحقيق أهدافهم. لعب دور الضحية هو إحدى طرق الهروب من المواقف التي يتبعها البعض للتخلص من مشكلة ما، لإلقاء الذنب على عاتق إنسان آخر واكتساب تعاطف الآخرين. إن الإنسان الذي يلعب دور الضحية يمتلك تصورا خاصا بأن الجميع بمن فيهم هو نفسه غير جديرين بالثقة، كما أن عقلية الضحية مهووسة بالمقارنة مع الآخرين. بيت شعر للمتنبي: (لا اِفتِخارٌ إِلّا لِمَن لا يُضامُ مُدرِكٍ أَو مُحارِبٍ لا يَنامُ) همسة: (الثقة العمياء بالآخرين طريق وعر قد تجعلك ضحية تشعر بالألم والمرارة، قد تجعلك تخسر سمعتك).
مشاركة :