اتجهت الأنظار نحو نادي النصر منذ أعلن التعاقد مع الأسطورة العالمي كريستيانو رونالدو في 31 ديسمبر 2022 . وتردد اسم المملكة العربية السعودية، والدوري السعودي، ونادي النصر على مستوى العالم، منذ تلك اللحظة. وتواجدت قمصان النصر بلونيها الأصفر والأزرق في متاجر الملابس والتجهيزات الرياضية حول العالم، وتزايد الحضور الجماهيري الأجنبي لمباريات النصر في الرياض بشكل لافت. وقد لعب كريستيانو رونالدو مع النصر منذ حضوره أكثر من عشرين مباراة، جاءت محصلتها النهائية مخيبة للآمال. ففي الوقت الذي كان الكثيرون يتحدثون عن تحقيق النصر لكل البطولات المحلية، واكتساحه لها بلا رحمة ولا هوادة! إلا أنه خرج منها خالي الوفاض، البطولة تلو الأخرى، بدءاً من كأس السوبر، ثم كأس الملك، وأخيراً دوري روشن! ومعلوم أن حضور كريستيانو رونالدو للملاعب السعودية هو بمثابة بدء مرحلة جديدة للكرة السعودية ضمن مشروع وطني كبير لاستقطاب لاعبي النخبة العالميين تقوده الحكومة الرشيدة، برؤية متقدمة لتقديم الرياضة السعودية للعالم بشكل مختلف، ولتقديم الوجه الحضاري الزاهي للمملكة. وإذا كان النصر قد تعثَّر في إنجاح التجربة في خطوتها الأولى، ولم يستطع التوافق معها، فإن ذلك لا يعني إطلاقاً فشل المشروع عموماً، فالنصر لا يمكن القياس عليه. فرغم ما حظي به من دعم ورعاية، واختياره ليكون أول ناد يطبق تجربة اللاعب العالمي، إلا أن مناخ الفريق الكروي ربما أنه لم يساعد اللاعب على النجاح، ومن الظلم قياس نجاح المشروع الوطني أو فشله من خلال تجربة كريستيانو رونالدو مع النصر، لذلك فإن الحكم الحقيقي على تجربة اللاعبين العالميين سيكون من خلال إطارها الحقيقي وتربتها الخصبة في ناديي الهلال والاتحاد المؤهلين في هذه المرحلة لإنجاح المشروع الوطني الكبير، والمضي به قدماً إلى أبعد مدى من النجاح. فالهلال هو الطرف الثابت في السنوات الأخيرة في نهائيات دوري أبطال آسيا، وبطولة أندية العالم والتي حقق في آخر نسخة منها لقب وصيف بطل العالم خلف ريال مدريد. أما بالنسبة للفريق الاتحادي فهو بطل السوبر والدوري هذا الموسم، وهو مقبل نهاية هذا العام على استضافة بطولة أندية العالم في المملكة، وهو يعيش حالياً حالة نضوج وتوهج فني كبير، وبالتالي سيكون حضوره مميزاً ولافتاً بتواجد اللاعبين العالميين في صفوفه. كما أن الهلال سيشارك هذا العام في بطولة دوري أبطال آسيا ثم في بطولة أندية العالم 2024. وسيكون مؤهلاً بتواجد النخبة العالمية في صفوفه لاستعادة لقبه الآسيوي، والفوز ببطولة أندية العالم التي لم يكن يفصله عنها في النسخة الأخيرة سوى خطوة واحدة. ونحن على يقين أن تجربة النصر مع كريستيانو رونالدو غير الموفقة ليست مقياساً، ولا يمكن التأسيس عليها لبناء رؤية عن نجاح التجربة من عدمها، فهي تجربة لها ظروفها التي تجعلنا نجد لها العذر، فكريستيانو انضم للفريق في منتصف الموسم، ولم تكن هناك فترة كافية للانسجام مع المجموعة، فضلاً عن تغيّر المناخ الكروي عليه، فهو لأول مرة يخرج من أوروبا ويلعب مع فريق ليس كالريال أو اليوفي أو المان يو. إننا كسعوديين ننظر للمشروع الوطني بكثير من الفخر والسعادة والتفاؤل. فقدوم ميسي وبنزيمه ومودريتش وفيرمينيو وراموس وبوسكيتس وديماريا وغيرهم من نجوم العالم سيحلق بأنديتنا ودورينا عالمياً وستكون ملاعبنا السعودية قبلة أنظار العالم. وستكون أنديتنا المحلية عند مشاركتها خارجياً تحت أضواء الإعلام العالمي. وستكون هي الرقم الصعب قارياً وعالمياً، فضلاً عمَّا ستحققه بلادنا من سمعة عالمية في المجالات الحضارية، والرياضية والسياحية، حيث سيكون هؤلاء العالميون سفراء لبلادنا في كل أنحاء العالم، وسينقلون للعالم صورة المملكة العربية السعودية الحقيقية والزاهية التي تحملها رؤية 2030 . زوايا ** الدعم السخي الذي تجده الرياضة السعودية من الدولة قفز بها إلى موقع الصدارة، وجعلها محط أنظار العالم. ** أجزم أن حضور نجوم عالميين إلى أنديتنا مثل ميسي وبنزيما وغيرهما سيجعل كريستيانو رونالدو أكثر هدوءاً واتزاناً، وربما يكون مردوده الفني أكثر نجاعة من الموسم الذي مضى. فلا يمكن أن نغفل جانب تغير المناخ التنافسي عليه، ما بين نخبة فرق أوروبا إلى فرقنا المحلية. ** الهلال حقق وصيف أندية العالم ووصيف أندية آسيا وبطولة كأس الملك وهو موقوف وممنوع من التسجيل، وقبل دعم صفوفه بأي لاعب عالمي!
مشاركة :