كفانا تخاذلاً وانهزامية - هاشم عبده هاشم

  • 2/23/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

•• مرة أخرى.. •• أعود إلى القول.. إن قرار إيقاف مساعدات المملكة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبناني المتبقية وقدرها (4) مليارات دولار.. كان أمراً طبيعياً.. بل ومطلوباً بعد تمادي ما يسمى بحزب الله في مصادرة إرادة الدولة اللبنانية. •• أما غير الطبيعي.. وغير المنطقي.. فهو استمرار هذا الدعم لمؤسسات عطل حزب الله عملها.. شأنها في ذلك شأن تعطيل الدولة اللبنانية نفسها.. •• ولا يستبعد أن تتحول صفقات الأسلحة الفرنسية للجيش.. ولقوى الأمن الداخلي اللبناني إلى مليشيات الحزب غداً.. لضرب لبنان وإرادة شعب لبنان في الصميم.. قبل ضرب خصوم الحزب والرافضين لهيمنته على القرار اللبناني.. وتكريسه للفراغ الدستوري الناشئ عن خلو منصب رئيس الجمهورية للسنة الثالثة وحتى الآن.. •• ذلك جانب.. •• أما الجانب الآخر.. فإنه يتمثل في استمرار الصمت العربي على ما يجري في لبنان.. وكأنه القبول بممارسات هذا الحزب الضارة بلبنان وبشعب لبنان.. بل وبكيان الأمة جمعاء.. ليس فقط في تعطيل الحياة اللبنانية.. وإلغاء وجود الدولة.. وإنما في إرسال أبناء لبنان إلى سورية لقتل إخوانهم وأشقائهم هناك.. ونصرة بشار الأسد وتنفيذ الأجندة الإيرانية فيها.. وتقاسم سورية مع الروس.. وتغيير هويتها العربية بالكامل.. •• وحتى الذين التزموا الصمت تجاه قرار المملكة الحازم لعدم استغلال الحزب لمساعداتها وتجييرها لصالحه ولدعم مشروعاته ضد استقرار واستقلال لبنان.. حتى هؤلاء الصامتين.. لا يمكن فهم عدم قبولهم لهذا القرار إلا على أنه جزء من سياسة السكوت على ممارسات هذا الحزب ليس في لبنان.. وليس في سورية فحسب.. وإنما في داخل أوطانهم.. وضد أمن وسلامة بلدانهم التي استهدفت أكثر من مرة في فترات مختلفة.. •• وإذا استمرت سياسة غض الطرف عما يفعله الحزب فإن دولهم ستكون أول ما سوف يطاله المشروع الإيراني الكبير جراء مهادنتهم لها.. وقبولهم بسياسات تغيير الهوية العربية إلى هوية فارسية بغيضة.. نشعر بتزايد آثارها داخل هذه الدول مع مرور الأيام.. وننبه إلى خطورة هذه السياسات "المرتجفة" على أوطانهم.. وكذلك على منظومتنا العربية أيضاً.. •• ثم.. إن القبول عربياً بما يجري في لبنان.. والتخلي عن الأغلبية الساحقة فيه وفقاً لحسابات مغلوطة.. معناه التمكين لهذا الحزب في البلد الشقيق.. وإسقاط توازناته.. وتحويله إلى ولاية إيرانية شأنه شأن إقليم الأحواز العربي الذي يرزح تحت السيادة الإيرانية منذ الاستيلاء عليه في عام (1985).. وتلك مصيبة المصائب.. وكارثة الكوارث.. وذلك ما لا يجب أن نسمح به.. أو نسكت عنه بعد اليوم أبداً. •• ولعلنا نذكر حجم الخسائر الرهيبة التي تعرض لها لبنان جراء مغامرات الحزب المتواصلة والتي أعطت المبرر لاسرائيل في اجتياح لبنان عام 2006م.. ودمرت الكثير فيه.. وقتلت الآلاف من أبنائه بفعل الأعمال الهوجاء التي قام بها العدو الاسرائيلي إثر حماقات حزب الشيطان التي استغلوها وفعلوا ما فعلوا بلبنان.. •• يومها وقفت المملكة العربية السعودية موقفها المعروف الرافض للعدوان الاسرائيلي الإجرامي على لبنان.. وكذلك الرافض للمغامرات الرعناء التي يقوم بها الحزب ويعرض أمن وسلامة لبنان واللبنانيين للخطر دون ذنب جنوه سوى أن الحزب يريد مواصلة التضليل لشعوب هذه الأمة بأنه حزب مقاومة.. فيما هو في الحقيقة حزب عمالة كاملة لتنفيذ المخططات الإيرانية في لبنان.. وإضعاف قواه الأمنية.. واستنزاف قدراته الاقتصادية.. والزج به في أتون حروب طائفية وصولاً إلى الهدف الاسمى وهو جعله لقمة سائغة في فم إيران.. كخطوة في مسلسل المشروع الإيراني الكبير للهيمنة على مقدرات هذه الأمة.. •• عندما نتذكر كل هذه الوقائع.. فإن علينا أن ندرك أن المملكة لم تعد تطيق سياسة المهادنة العربية.. والتزلف.. والتستر على الجريمة والمجرمين عن ضعف.. وأنها لن تقبل بعد اليوم بابتزاز حزب الله لهذه الأمة.. إذا أردنا بالفعل كتابة عهد جديد من العمل القومي المنظم يبدأ باستئصال هذه النتوءات الشاذة في الجسد العربي.. وبالتالي نكون قد عالجنا مصدر الضعف الأول فينا.. وبدأنا الخطوة الأولى والصحيحة في إعادة الثقة بأنفسنا.. وأحسنا استغلال جميع الطاقات المتاحة لنا.. وأقمنا السدود العالية بيننا وبين أسباب عدم الاستقرار الحقيقية في منطقتنا.. ومنها وجود هذا الحزب وممارساته المرفوضة جملة وتفصيلاً. •• إن الواقع العربي المؤسف.. هو نتاج سياسات ضعيفة.. ومتخاذلة.. وانهزامية.. وقد حان الوقت الذي نتخلص منها.. ونستثمر قوانا الهائلة بالشكل الصحيح.. ونسترد الكرامة العربية التي تعرضت للامتهان كثيراً.. ونبدأ في مشروع بناء الأمة العربية القوية والموحدة.. بعد مرحلة مؤسفة من الهزائم والانكسارات أوشكت أن تكتب نهايتنا جميعاً لحساب مخطط بغيض وآثم.. نعرف أهدافه النهائية.. ولا يجب أن نسكت عليها.. أو نتعامل معها بانهزامية غير مبررة. * ضمير مستتر: •• ليس مثل القوة.. والثبات.. واستخدام القدرات الهائلة لحماية مصير الأمة من الزوال.. 669

مشاركة :