تحظى قضية التنوع البيولوجي بأهمية قصوى في دولة الإمارات، التي تقدّم نموذجاً فريداً للحفاظ على البيئة وحمايتها، من خلال العديد من الاستراتيجيات والمبادرات، وتُشدّد المؤسسات المعنية بشكل دائم على الأهمية الحيوية لقضية التنوع البيولوجي، ودوره الحيوي في تكريس الاستدامة. وقد بدأ اهتمام الدولة بهذه القضية من خلال الجهود المتميزة للقائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتَواصل في عهد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتشهد قضايا البيئة والاستدامة والتنوع البيولوجي مزيداً من الاهتمام في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي تعكس مبادرة سموه «عام الاستدامة» هذا الاهتمام في أعلى درجاته. وينعكس اهتمام الإمارات بالتنوع البيولوجي في العديد من المؤشرات، منها الجهود الضخمة التي تبذلها في هذا المجال، وسَنّ العديد من القوانين والتشريعات ومراقبة تطبيقها بكل حزم، فضلاً عن إنشاء المحميّات الطبيعية. وتشير الإحصائيات إلى أن دولة الإمارات تحتضن 49 محمية طبيعية، تُمثل نحو 15.53% من إجمالي مساحة الدولة، وتنقسم هذه المحميات إلى 16 محمية بحرية تمثل نحو12.01% من المناطق البحرية والساحلية، و33 محمية برية تمثل 18.4% من المناطق البرية في الدولة. وتعمل تلك المحميات على حماية الحياة البرية والبحرية وتعزيز التنوع البيولوجي، بما يسهم في صياغة نظام بيئي فاعل. وفي ظِلّ العمل المتواصل لتحديث الاستراتيجيات الوطنية المعمول بها، لتكريس الاستدامة والتنوع البيولوجي، نظّمت وزارة التغير المناخي والبيئة ورشة عمل تحضيرية لتحديث الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، والتي تستهدف التصدّي للأسباب الكامنة وراء فُقدان التنوع البيولوجي عن طريق دمج قيم هذا التنوع في جميع قطاعات الدولة، وخفض الضغوط المباشرة عليه، وتعزيز الاستخدام المستدام له. وتندرج هذه الورشة، التي شارك فيها عدد من ممثّلي الجهات الاتحادية والمحلية والقطاع الأكاديمي وجمعيات ذات النفع العام والقطاع الخاص، ضمن جهود الدولة المستحدَثة في مجال حماية التنوع البيولوجي وترسيخه، وقد جاء عقدها في ظل عام الاستدامة وضمن استعدادات الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (COP28)؛ ما يعطيها أهمية خاصة. إن التنوع البيولوجي يشكل جزءاً أساسيّاً من تراث دولة الإمارات؛ ولذلك، فإن وزارة التغير المناخي والبيئة، المعنية بهذه القضية، تعمل بشكل جادّ مع شركائها لحماية هذا التنوع وتعزيزه، ومن هنا جاء انعقاد ورشة العمل المشار إليها، ومن المقرر أن تنظّم الوزارة ورشة عمل ثانية لمواصلة طرح الأفكار بشأن تحديث الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي وخطة العمل خلال الربع الثالث من العام الحالي؛ ما يؤكد عزم الدولة على المُضيّ قدُماً في هذا السياق. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :