رئاسة لبنان.. جنبلاط يعيد خلط أوراق الثنائي الشيعي

  • 6/9/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - أيام قليلة تفصل الكتل البرلمانية اللبنانية عن جلسة انتخاب رئيس للبلاد مع تسارع التطورات في الساعات الأخيرة وتقلب المواقف بين المناورة والاستقطاب، بينما تتزايد حظوظ التصويت لصالح جهاد أزعور مرشح المعارضة وحلفائها في مواجهة سليمان فرنجية مرشح الثنائي الشيعي: حزب الله وأمل. وفي أحدث التطورات راوغ وليد جنبلاط رئيس الحزب الاشتراكي التقدمي الثنائي الشيعي بإرسال موفدين إلى عين التينة مقر إقامة نبيه بري رئيس حركة أمل أبلغا بري بأن كتلة اللقاء الديمقراطي ستصوب بورقة بيضاء بمعنى أنها لن تصوت لفرنجية ولن تصوت لأزعور، لكن اللقاء الديمقراطي أعلن في اللحظة الأخيرة عقب اجتماع ترأسه جنبلاط، انضمامه لداعمي الإطاحة بمرشح حزب الله وأمل ودعمه لمرشح المعارضة جهاد أزعور. ولم يكن هذا الموقف مفاجئا للثنائي الشيعي الذي قرأ تردد جنبلاط في دعم أي من المرشحين في سياق أوراق يلعبها اللقاء الديمقراطي واخذ في اعتباره أنه قد لا يصوت لفرنجية وربما لن يصوت لأزعور، لكن القرار في حد ذاته أعاد خلط الأوراق ودفع حزب الله وأمل لمراجعة إستراتيجيتهما. وللقاء الديمقراطي 11 مقعدا ما يعني أن انضمامه لداعمي إسقاط مرشح حزب الله، يعزز رصيد أزعور بـ11 صوتا يحتاجها بشدة للحصول على الأغلبية المطلوبة للفوز بينما تقول مصادر من المعارضة إن مرشحها قريب من تحصيل الأصوات اللازمة في السباق إلى قصر بعبدا. ويعتقد أن اللعب أصبح الآن على المكشوف ما لم يكن مناورة وأن هذا الموقف أسقط في الوقت ذاته حسابات بعض المراهنين على أن "جنبلاط لن يذهب إلى طلاق كامل مع الثنائي الشيعي" بالاصطفاف مع المعارضة. وذكرت صحيفة 'الأخبار' اللبنانية في تقرير سلط الضوء على تطورات ملف الشغور الرئاسي، قلا عن مصادر قالت إنها مطلعة أن "جنبلاط مارس خديعة بإرسال موفدين إلى عين التينة ومنهم النائب مروان حمادة الذي أبلغ بري بأن الكتلة ستصوّت بورقة بيضاء". لكن الصحيفة المحلية اعتبرت أن هذا يظهر أنه لا يزال يرواغ بدعمه أزعور وبدعوته في الوقت ذاته إلى "التمسك بمنطق الحوار الحقيقي وصولا إلى إتمام استحقاق الرئاسة بأسرع وقت". نبيه بري وإن عبر لزواره عن استغرابه من موقف 'اللقاء الديمقراطي' الذي عبر اثنين من موفديه إلى عين التينة بالتصويت بورقة بيضاء ثم جاء موقف آخر مناقض في اليوم التالي على لسان النائب وائل أبو فاعور، مؤكدا أن 'اللقاء' سيمنح أصواته لأزعور، رجح (بري) أن لا أحد من المرشحين (جهاد أزعور وسليمان فرنجية) سيحصل على 65 صوتا من الجلسة الأولى، مضيفا أن حسابات الجلسة الأولى ستكون مختلفة عن الجلسة الثانية، وفق الصحيفة اللبنانية. ورأى أيضا أن الجلسة ستكشف جزء من اللعبة الانتخابية وأن التسوية وبعلم الجميع لم تنضج بعد، متوقعا يقينا أن العديد من النواب سيصوتون بالورقة البيضاء وذلك لإخفاء مواقفهم الحقيقية. رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل الذي دعا لعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم 14 يونيو/حزيران، حرص كذلك على التأكيد على أن ما نُقل عن بطريرك الموارنة بشارة الراعي يقطع الطريق على التأويلات التي ادعت تدهور العلاقات بين عين التينة وبكركي. كما أشار إلى أنه لم يبلغ بتغير الموقف السعودي من الاستحقاق الرئاسي، بينما سبق للسفير السعودي وليد بخار أن أكد أن بلاده خارج التسوية وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين للرئاسة. وكانت الرياض قد رفعت الفيتو عن ترشيح سليمان فرنجية وهو أيضا مدعوم من فرنسا. وقال بري إن الموقف الفرنسي لا يزال ثابتا من ترشيح زعيم تيار المردة. وحول الموقف السعودي، أوضح بري أنه لم يتبلّغ بأي موقف سعودي جديد، وأن الموقف الفرنسي لا يزال ثابتاً لناحية دعم التسوية التي تحمل سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا. وأشار إلى أن التغييرات التي حصلت في فرنسا إدارية ولا علاقة لها بالموقف من الاستحقاق اللبناني. وعن علاقته بالبطريرك بشارة الراعي، اعتبر بري أن توضيح البطريرك لما نُقل عنه تجاه عين التينة يقطع الطريق على التكهنات والرهانات الخاطئة على تدهور العلاقة مع بكركي. ومن المقرّر أن يستقبل بري اليوم موفد البطريرك المطران عبد الساتر. وترى مصادر أن التطورات الأخير (موقف اللقاء الديمقراطي) يعتبر ضربة للثنائي الشيعي وهو أمر يتردد كذلك في أوساط القوات اللبنانية، لكن صحيفة 'الأخبار' المقربة من حزب الله أشارت إلى حملة تهويل تقودها محطة 'المر تي في' وأنها أعطت الأمر بعدا طائفيا.  

مشاركة :