الفجيرة (الاتحاد) قدمت الفنانة اللبنانية رولان حلاوي عرضها المسرحي «ثلجتين بليز» على خشبة مسرح دبا الفجيرة. وتسرد الحلاوي في هذا العمل تجربتها الشخصية مع محيطها، وهي تجربة ثرية مشحونة بالأنين ومثقلة بالتجارب، ولأنها صاحبة النص ومخرجته وهي التي جسدته على خشبة المسرح، فقد أعادت طرح إشكالية قديمة في فن المسرح، خاصة مسرح المونودراما المتعدد الرؤى والمثقل بشخصياته المتعددة التي يؤديها ممثل واحد، عن فائدة تلازم هذه الثلاثية (التأليف والتمثيل والإخراج)؟ أم أنها تسببت في حجب الرؤى المختلفة في النص والثراء والتعدد فيه؟ جاء الأداء رتيباً في أجزاء متعددة من العرض، سيما في مفاصله الأولى، وكاد المتفرج أن يشرد عن العرض وممثلته، لغلبة السرد المجرد للنص على الأداء الذي غابت عنه الروح، وإن لم يغب الجسد! وظلت الممثلة تستجدي من النص نبضاته وآهاته وإخفاقاته، التي عاشتها هي بالفعل على أرض الواقع، وقد وصلتنا حكياً، ولم تصل إلى أفقنا ومخيلتنا تمثيلاً مجسداً، ففشلت في أخذنا إلى آفاق من الفرجة تشعرنا بما مرت به من مآسٍ. لم يكن أداء الممثلة يعكس ما يمور به النص من آلام، بدا كما لو أنها تقرأ النص على الخشبة ولا تمثله باستثناء اللحظات الأخيرة للعرض، وربما لو أسند الإخراج إلى مخرج آخر مقتدر لأمكنه أن يفجر طاقات الممثلة الغائبة، واستثمار وجهها البديع في عرض أكثر حميمية. وفي الندوة التطبيقية التي أعقبت العرض، والتي أدارها الدكتور فضل الله أحمد عبدالله، اعتبر المسرحي البحريني يوسف الحمدان أن الممثلة لم تصل لمرحلة الفعل، وقد منعها خجلها من الدخول إلى عمق النص، فيما تساءل المخرج العراقي فاضل الحاف: أين الشحن المحرك في العرض؟ ورأى أن السينوغرافيا غير موظفة لخدمة العرض. أما المسرحي الكويتي عبد العزيز الحداد فرأى أن العرض يناقش مشكلات أنثوية جريئة ليست بالضرورة توافق مشكلات فتيات وسيدات الخليج العربي.
مشاركة :