بَعض النِّسَاء تَكون سِيرَتهن جَديرَة بالكِتَابة والتَّدوين، بَل إنَّ بَعضهن لَديهن مِن الكِفَاح؛ مَا يَجعل العَارِف بِهن يَتعجَّب، ثُمَّ يَتعجَّب، ثُمَّ يَتعجَّب..! في هَذا الأسبُوع، سَافَرَت "مُسَاعدة البَيت"، وهَذا الاسم الذي أُحبّذه، ولَيس "الشغَّالة"، أو "الخَادِمَة"، سَافَرَت السيّدة "تيمة"، التي يَعرفها كُلّ أصحَابي مِن المُثقَّفين والكُتَّاب، وقَد طَلَبْتُ مِن الصَّديق الرّوائي "هاني نقشبندي"؛ أنْ يَجعلها إحدَى شَخصيّات روَايته القَادِمة، فوَافَق عَلى ذَلك، وفرح، ولَكن مَا هي قصّة السيّدة "تيمة"؟! "تيمة" امرَأةٌ مِن إندونيسيَا، لَم تَدخُل المَدرسة، نَشَأت أُمّية لَا تَقرأ ولَا تَكتب، رَغم أنَّها تَتطلَّع للعِلْم والمَعرفة، لذَلك بَعد أن تَزوَّجت؛ أنجَبَت طِفلين هُمَا "توفيق وبدرية"، وبَعد أنْ بَلغا سَنَة مِن عُمرهما؛ هَاجَرَت إلَى "السّعوديّة"، لتَعمل وتَكدَح، وتُوفِّر مَصروفًا لطفليها، لكي يَتعلَّما في أَحسَن المَدَارس، فهي في هَذه الحَالَة تَنْتَقم مِن جَهلها؛ لتُعوّضه بتَعليم طِفليها، وهَكذا مَكثَت في السّعوديّة عشرين سَنة، ولَم تُغادرها، بَل إنَّ ابنَتها "بدرية" تَزوَّجت وأنجَبَت بِنتًا العَام المَاضي، وهي مَازَالت هُنَا تَسعَى في الأرض، لتَكسب اللُّقمَة الحَلَال؛ التي تُعينها وتُعين أُسرتها عَلَى مَتاعب الحيَاة..! هَذا الأسبُوع يُعتبر تَاريخيًّا لَنَا ولـ"تيمة"، لَنَا لأنَّها لَم تُفَارقنا مُنذ عشرين سَنَة، ولَهَا لأنَّها لَم تَرَ بِلَادها ولَا طِفليها إلَّا هَذا الأسبُوع؛ بَعد غيَاب عشرين سَنَة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: لقَد وَدّعتْنَا "تيمة" وهي تَقول: (يَا مِستر -وهَذا هو الاسم الذي تُناديني بِهِ- أرجُوك سَاعدني؛ كَيف أتعرَّف عَلى ابني وابنَتي في المَطَار، وأنَا لَم أَرهمَا مُنذ أنْ كَانَا في المَهد "ملفلفين")؟! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :