اليوم العالمي لشعراء السـلام.. «قصيدة» وفاء للإنسانية مـن دبي

  • 2/24/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، دور المبدعين والشعراء في حمل راية الانتماء للوطن، والوفاء للإنسانية، مشيراً إلى أن الشعر يعزف الناس على أوتاره أجمل وأبدع ما وصل إليه الفكر والأدب من رؤى وتصورات. سامي يوسف: دبي مدينة التوازن قال المنشد العالمي سامي يوسف، الذي كرّمته الاحتفالية، لـالإمارات اليوم، إن المبادرة متميزة، إذ تعيدنا إلى الجذور والعادات، مضيفاً نرى في دبي التوازن بين الحداثة والمحافظة على الأصالة. وتابع أن الإسلام دين يدعو إلى السلام، وبالتالي فالمحافظة على عاداتنا الإسلامية تعني إعلاء قيمة السلام، بالإضافة إلى التسامح والإحسان والخير والحب والمودة. من جانبهم، أشاد الحضور بالتنظيم الرائع لهذه التظاهرة الثقافية في ترجمة الرؤية الثقافية لدبي ولدولة الإمارات العربية المتحدة وترسيخ مكانة دبي كوجهة عالمية للإبداع واحتضان الرواد في جميع مجالات الفكر والمعرفة والآداب. 4 أصوات من الإمارات ومصر والهند واليابان قبل بدء احتفالية اليوم العالمي لشعراء السلام، نظمت أمسية شعرية، قدّم فيها الشعراء المكرّمون مجموعة من قصائدهم التي تعلي صوت السلام، وتعبّر عن الانتماء إلى الإنسانية والحب والشعر والحياة، وتبعث برسالة أمل إلى العالم. وبدأ اللقاء ابن الشاعر الياباني، دايساكو إيكيدا، نيابة عن والده الحائز جائزة الأمم المتحدة للسلام، والمرشح لجائزة نوبل للسلام، إذ عبّر عن سعادة والده باختياره ليكون شاعراً للسلام، راوياً قصة حياته، إذ تأثر كثيراً بالحرب العالمية الثانية، التي شهد أحداثها في مرحلة المراهقة. وقدّم بعد ذلك قصيدة 15 أغسطس فجر يوم جديد، التي كتبها بعد انتهاء الحرب مباشرة، ومنها: يوم فراق أبدي.. مع الحبيبات والعشاق.. يوم دموع.. لأمهات.. لن يرين فلذات أكبادهن مجدداً.. أبداً. وقرأت خلود المعلا، عدداً من نصوصها أحيا أسطورتي، ودون مبالاة، وطقوس، وإكسير الحياة، وأدوات، وحقيقة، وضرورة، هكذا افترقنا. واختتمت بقصيدة شاعرة. ومن قصيدة أدوات: هذا الصمت الذي لا أطيق.. هذا الزمن الذي أخاف.. هذا العمر الناقص الذي يمر.. هذا القلب الذي لا يسمعه أحد.. هذا الوطن البعيد.. هذا الانتظار.. هذا الهذيان.. إذاً، ها أنا أملك أدوات الحياة. أما فاروق جويدة، فألقى مجموعة من قصائده: أريدُكِ عمري، وفي عينيك عنواني، لو أننا لم نفترق، والحب في زمن الإرهاب، التي كتبها بعد الأحداث الأخيرة في مصر. ومن قصيدة في عينيك عنواني: أحبك نشوة تسري.. وتشعل نار بركاني.. أحبك أنت يا أملاً.. كضوء الصبح يلقاني.. أمات الحب عشاقاً.. وحبك أنت أحياني. واختتم اللقاء الشعري بقصائد ك.ساتشيداناندان، التي ألقى منها، غاندي والشعر، ولا، والقنيطرة، وحوار حول الحب. ويقول في غاندي والشعر: قال غاندي بابتسامة لها دلالة.. ولكن يجب أن تتخلصي من عادة الكلام.. أحياناً بالسنسكريتية.. اذهبي إلى الحقول.. واستمعي إلى لغة الفلاحين.. تحولت القصيدة إلى حبة من الحبوب. جاء ذلك خلال كلمة الشيخ نهيان بن مبارك، باحتفالية اليوم العالمي لشعراء السلام، ضمن مبادرات جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي، التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أول من أمس، في فندق الميدان بدبي. وتعد احتفالية اليوم العالمي لشعراء السلام، التي أقيمت للمرة الأولى، وستكون محطة سنوية، جزءاً من المبادرات التي تقدمها جائزة محمد بن راشد للسلام العالمي، وتلتفت إلى الأدب والشعر باعتباره عصباً أساسياً في الحراك الثقافي وفي نشر السلام. وكرّم الشيخ نهيان بن مبارك، خلال الاحتفالية، الشاعرة الإماراتية خلود المعلا، والشعراء: المصري فاروق جويدة، والياباني دايساكو إيكيدا، والهندي ك.ساتشيداناندان. وقال وزير الثقافة وتنمية المعرفة: يسعدني أن أكون معكم الليلة، في هذا الاحتفال الذي يضم نخبة مميزة من الشعراء الموهوبين، من أنحاء العالم، الذين جاءوا إلى دبي، في تظاهرة رائعة، توجه من هنا تحية التواصل والتعايش والسلام، في هذا الوقت العصيب، الذي يحتاج فيه العالم أجمع، إلى تأصيل وشائج الأخوة الإنسانية، الرافضة للصراعات والعصبيات، ونبتعد من خلالها عن الخراب، الذي نشهده الآن، في كثير من الدول والأقطار. وأشاد بمبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجائزته للسلام العالمي، كونها تجعل من دبي والإمارات حاضنة الثقافات وملتقى الحضارات، لافتاً إلى أهمية الشعر ومكانته في الثقافة العربية، لأنه ديوان العرب، حفظ آثارهم، وخلّد تاريخهم، وهو بهذا فن قديم متجدد، يعزف الناس على أوتاره أجمل وأبدع ما وصل إليه الفكر والأدب العربي من رؤى وتصورات. وخاطب الشعراء قائلاً: سيروا على بركة الله في بذل كل الجهد والطاقة، لإيجاد بيئة عالمية مستقرة، تشيع فيها المودة والطمأنينة، وتحظى بالوفاق والأمان. نموذج سامٍ من جهته، قال رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ محمد بن راشد للسلام العالمي، الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني، إن المبادرة تقدم نموذجاً لهذا السلام، من خلال ما يسطره الشعراء من رسالة إنسانية عالمية، مشيراً إلى أن الإمارات رسمت طريقاً للسلام يستمد جذوره من مبادئ سامية مصدرها إسلامنا بكل مواده عبادة وتعاملاً، ومن موروث أهل الأرض ورجالها. في حين أكد مستشار الأمم المتحدة، صاحب مبادرة اليوم العالمي لشعراء السلام، سلطان الجسمي، أن اجتماع الشعراء من أربع دول من أنحاء العالم، يبيّن كيف تنظر الإمارات إلى العالم بعيون المحبة والتسامح والحوار مع الآخر والانفتاح على الثقافات والحضارات، وتنبذ مشاعر التطرف والحقد والتعصب والعنصرية بجميع أشكالها. من جانبه، أشاد مدير عام هيئة دبي للثقافة والفنون، سعيد النابودة، بالدور الذي تلعبه الفعالية في ترجمة الرؤية الثقافية لدبي وللإمارات، وتأكيد مكانة دبي كوجهة عالمية للإبداع، واحتضان الرواد في جميع مجالات الفكر والمعرفة والآداب. مبادرات بالجملة من ناحيته، أكد الأمين العام لجائزة محمد بن راشد للسلام العالمي، العميد أحمد المنصوري، لـالإمارات اليوم، أن مبادرة اليوم العالمي لشعراء السلام نجحت من خلال احتفاليتها في ترجمة أهدافها، المتمثلة في تعزيز تواصل رسالة شعراء السلام حول العالم، ونشر الوعي بالعمل التطوعي الإنساني، ونشر الثقافة الشعرية للسلام حول العالم. ولفت إلى وجود الكثير من المبادرات الخاصة بالسلام، التي تتوجه إلى كل شرائح المجتمع، وتعمل على نشر السلام كثقافة، ومنها المبادرة التي تبدأ مع الصغار من خلال كتابة مقال عن السلام، وكذلك مبادرة لطلاب الجامعات، خاصة بتقديم فيلم عن السلام، ومبادرة رسم على الجدار، وكذلك أتت فكرة تقديم جائزة لشعراء السلام، التي ستكون في كل عام. وأشار إلى وجود لجنة استشارية مكونة من شعراء مخضرمين من الإمارات والعالم العربي، وهي التي اختارت الشعراء المكرّمين، منوهاً بإمكانية ارتفاع عدد الشعراء المكرّمين في الدورات المقبلة. ورأى الشاعر المصري المكرّم، فاروق جويدة، تكريمه محطة مهمة، كون المبادرة تنطلق للمرة الأولى وعلى مستوى عالمي، مضيفاً أن الإمارات تقوم بدور ثقافي كبير، سواء على مستوى السينما والشعر والأدب، والثقافة العربية بحاجة إلى هذه الأنشطة والأدوار. وأشار إلى أن عنوان شعراء السلام، يحمل دعوة تحريضية لاكتشاف الطريق الصحيح، وما ينبغي أن يكون، فما هو قائم حالياً كارثة. وقال جويدة: إن هذه المبادرة تعد تكريماً للشعر، لأننا نستحق حياة أكثر عدلاً وأكثر إنسانية، ولا يمكن اتهام الشعراء بالتقصير في تقديم قضايانا، فكل شاعر قدم ما عنده في حدود قدراته، فالشعر هو بحث عن إنسان أفضل، وحياة أكثر حرية وكرامة، فالشاعر يحلّق بالخيال، ولكن أقدامه في الأرض.. يطارد حلماً طوال حياته، وقد يصل أو لا يصل. وأشار إلى أن موقع دبي مهم جداً في الثقافة، إذ تطلع بدور مهم ومطلوب.

مشاركة :