تتناقل وسائل الإعلام البريطانية ردود الفعل المؤيدة والمعارضة لمضمون واجب بيتي في مادة التعليم الديني طلبته المعلمة "آمبر ستيبلس" من طلابها والذي جاء فيه: "اكتبوا رسالة تبلغون فيها أولياء أموركم بأنكم قد اعتنقتم الإسلام وتشرحون فيها الأسباب التي دعتكم إلى ذلك، وكيف سيؤثر هذا الأمر على حياتكم ويغيرها نحو الأفضل ثم تطلبون منهم أن يتقبلوا هذا الأمر". ثم كتبت لهم المعلمة ملاحظة بحروف أكبر: "إن هذه الرسالة تخيُلية وواجب بيتي فقط ولا تعني أنكم قد اعتنقتم الإسلام فعلاً". أولياء الأمور بين غاضب ومتفهم طلاب الصف بعمر 12 و13 عاماً وهم يدرسون في مدرسة Les Beauchamps High School التي تقع في الجزيرة البريطانية Guernsey التي يسكنها نحو 66 ألف نسمة يشكل المسلمون أقل من 1% من عدد السكان، وقد سبق أن صوتتْ هذه الجزيرة على رفض استقبال أي لاجئ سوري، وأكدتْ بأنها لا تضمن سلامتهم بسبب الرفض الشعبي وتفشي ظاهرة الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا) بين سكان الجزيرة. لذا جاء هذا الواجب البيتي ليصب الزيت على النار لدى كثير من أولياء الأمور الغاضبين الذين قدموا شكوى للمدرسة وللسلطة التعليمية في المدينة، وكان من ضمن الانتقادات ما جاء على لسان أحد الاباء الذي قال: "كل الطرق متاحة من أجل تعريف الطلاب بالأديان ولكن علينا أن نكون حذرين ولا نسألهم ان يتخيلوا انهم مسلمين لأن التغرير بالصغار سهل في هذه الأيام وربما يتحولون إلى متطرفين". فيما قالت أم أحد التلاميذ: "من هو الأحمق الذي جاء بهذه الفكرة وهو يظن نفسه ذكياً؟ من فعلها ليس أهلاً للعمل في المدرسة لأنه لا يدرك خطورة الأمر مع تزايد عدد الصغار الذين يقادون للقتال في سوريا من دون علم أولياء أمورهم". ولكن الأمر لم يخلو من نقدٍ ايجابي لما فعلته هذه المعلمة إذ تقول إحدى الأمهات: "إنها مجرد تجربة فكرية لإختبار قدرة الطلاب على الاستيعاب، واذا كنت قلقاً على أولادك من تأثرهم بها فإن عليك أن تعيد النظر بنفسك كولي أمر ناجح". المدرسة تدافع والصحف تجري استبيانات المدرسة دافعت عن وجهة نظرها ولم تتراجع، وأصدرت بياناً أكدتْ فيه على ضرورة تفهم ما جاء في الواجب البيتي الذي لا يعدو كونه محاولة لاختبار معلومات الطالب، كما هو الحال مع المواد الدراسية الأخرى، كي نكون متيقنين من قدرة طلابنا على التعلم والفهم والتحليل والبحث والسؤال من أجل الإلمام بكل مفردات المنهاج المدرسي، وأظن أن أولياء الأمور الغاضبين قد تفهموا الأمر أخيراً واقتنعوا بوجهة نظرنا". من جهتها أجرت صحيفة Mirror واسعة الانتشار اسبياناً على موقعها الإلكتروني جاء فيه: "هل ترى أن فكرة الواجب البيتي هذه جيدة أم لا؟ وأجاب 38% من القراء بنعم، فيما كانت الحصة الأكبر وهي 62% للجواب كلا. فما هو رأيكم أنتم بهذه التجربة؟ وهل تؤيدون مثل هذه الواجبات البيتية؟.
مشاركة :