طالب وزير الخارجية النمساوي زيبستيان كورتس الحكومة الألمانية بإعلان واضح عن سياسة ألمانيا في التعامل مع اللاجئين الجدد. وقال كورتس في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة امس الأربعاء: "فيينا تريد التعاون مع برلين، لذلك ننتظر من ألمانيا إعلان ما إذا كانت لا تزال مستعدة لاستقبال لاجئين، وكم عددهم - أو أنها لم تعد مستعدة لذلك" ، مشيراً إلى أن الحكومة الألمانية تعهدت قبل أيام قليلة لليونان باستمرار الحدود المفتوحة وعارضت غلق الحدود في مقدونيا. وأضاف كورتس: "النمسا كان لديها العام الماضي ضعف عدد طلبات اللجوء التي لدى ألمانيا وذلك بالنظر إلى عدد سكان البلدين. هذا لن يتكرر مجددا". تجدر الإشارة إلى أن النمسا بدأت منذ الجمعة الماضية تطبيق حد أقصى يومي لاستقبال طلبات اللجوء يبلغ 80 طلبا. كما تسمح النمسا بعبور 3200 لاجئ الحدود في اتجاه ألمانيا يوميا. وتسعى النمسا إلى الحد من تدفق اللاجئين من الدول الواقعة على طرق البلقان. ودافع وزير الخارجية المقدوني نيكولا بوبوسكي عن بلاده ضد الانتقادات الموجهة لها بسبب إغلاق الحدود أمام طالبي اللجوء القادمين من أفغانستان. وقال بوبوسكي ل"بيلد": "هناك قرارات في كرواتيا وصربيا بعدم السماح للأفغان بعبور الحدود إذا لم يتمكنوا من إثبات أنهم قادمين من مناطق نزاع". وأضاف بوبوسكي: "لم نتخذ قرارا منفردا، بل تصرفنا بناء على تطورات الأوضاع في الدول الأخرى.. ألمانيا تقوم على ما يبدو بدور ريادي في هذه الأزمة"، مطالبا برلين بضرورة توضيح ما تنتظره من دول العبور لمواجهة الأزمة. من جهة ثانية أعادت ألمانيا 125 أفغانيا ليس لهم حق في البقاء في البلاد إلى موطنهم على متن رحلة من رحلات الطيران عارض. وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن الأفغان الملزمين بالمغادرة يغادرون ألمانيا طواعية. وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير بحسب بيانات وزارته إن عودة اللاجئين تساهم في البناء الضروري لدولة أفغانستان. وأكد الوزير أن بلاده ستساعد أفغانستان في إعادة بناء المجتمع، وقال: "هنا أيضا يكمن مفتاح المكافحة الفعالة لأسباب اللجوء". وكان دي ميزير أعلن من قبل تسيير أول رحلة إعادة للاجئين أفغان إلى وطنهم بحلول نهاية فبراير الجاري، وذلك في إطار مساعي الحكومة الألمانية لخفض عدد طالبي اللجوء من أفغانستان. وأكد دي ميزير أكثر من مرة أنه بالرغم من الأوضاع غير الآمنة في أفغانستان هناك مناطق آمنة يمكن إعادة طالبي اللجوء المرفوضين إليها.
مشاركة :