التربية والتعليم.. الرؤية والأولويات - يوسف القبلان

  • 12/29/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تستقبل وزارة التربية والتعليم وزيرها الجديد الأمير خالد الفيصل وهي تتطلع الى صياغة رؤية جديدة طموحة يترتب عليها تحديد وترتيب الأولويات في خطتها الاستراتيجية. لقد تعودنا في مناقشة قضايا التربية والتعليم على تسليط الضوء على الأمور الاجرائية والادارية أكثر من الأمور التربوية والتعليمية. من البدهي أن الطالب هو الرقم الأول في قائمة الأولويات فهو الذي تتجه نحوه كل الجهود، وهو المنتج المنتظر وهو الذي نشأت من أجله الوزارة وادارة التعليم والمدرسة وهو الذي تحاول كل النظريات والممارسات أن تجعله يحب المدرسة، وهذا هدف طموح ومطلوب ولم نتوصل اليه حتى الآن. هذا العنصر (الأهم) في منظومة التربية والتعليم يحتم علينا في مشروع التطوير أن نبدأ من المدرسة وأن ننقل عملنا اليها وأن نجعلها هي همنا اليومي. المدرسة هي المكان الذي نقيس فيه نجاح أفكار وخطط التطوير وهي التي تقيس أداء العاملين في مجال التربية والتعليم بمواقعهم ومسؤولياتهم ومستوياتهم المختلفة. المدرسة هي بيئة التعلم، هي التي يتواجد فيها المعلم، ومدير المدرسة، والمشرف التربوي، والاخصائي الاجتماعي. المدرسة هي المكان الذي يحتضن القلوب والعقول فيتولاها بالرعاية. المدرسة هي المحك، فكيف هي بيئة المدرسة ؟ قلت في مقال سابق إن العامل الأول الأكثر تأثيرا في ايجاد علاقة ايجابية بين الطالب والمدرسة هو علاقة المعلم بالطالب، وأن تأثير التربية والتعليم في بناء شخصية الطالب لا يأتي من المبنى والحديقة والملعب والمطعم ( على أهميتها ) وانما من شخصية المعلم ومن سياسات المدرسة وطرقها التربوية في التدريس والاشراف والمتابعة وتقييم تقدم الطالب. إن أهمية الطالب تقود الى أهمية المعلم من حيث الاعداد العلمي والتربوي والمكانة الاجتماعية والمزايا والحوافز المادية والمعنوية والمعايير القوية في برامج اعداد المعلم وتقييم أدائه وتطويره. أما المبنى المدرسي فلا بد أن يكون في تصميمه ومحتوياته مناسب لطبيعة عمل المدرسة والمواصفات التربوية، لكن قضية المباني يفضل أن تسند الى جهة متخصصة وأن تتفرغ الوزارة لبناء الانسان. ويندرج في باب الأولويات ما يتعلق بفكر وثقافة الوزارة وهنا تبرز الحاجة المهمة في المرحلة القادمة الى صياغة ثقافة جديدة واستقطاب كفاءات وقيادات تربوية تملك رؤية التغيير ومهارات التطوير والفكر الذي يتفق مع احتياجات العصر ومتغيراته. هذه الثقافة وهذا الفكر الجديد اذا لم ينتقل الى المدرسة فان العملية تصبح ناقصة وكل الجهود تكون عديمة الجدوى اذا كان هناك فجوة بين الوزارة والمدارس وبمعنى آخر وجود تنظير بدون تطبيق. القضية تبدأ وتنتهى بالمدرسة التي لم تعد مستودعا للمعارف وانما بيئة تربوية تربطها بالمجتمع جسور ثقافية واجتماعية، بيئة تتفاعل مع المجتمع بالأخذ والعطاء، بيئة يتشوق اليها الطالب كل يوم لأنها تتيح له أن يكتسب المعرفة والمهارات والاتجاهات الايجابية، وأن يشارك في انتاج المعرفة ولا يكتفي بتلقيها وحفظها من أجل اجتياز الاختبار.بيئة تنمي قدرات الطفل العقلية والوجدانية وتحفزه على التفكير وطرح الأسئلة، والحوار الموضوعي. السؤال المطروح في هذا المقال هو : كيف نجعل الطالب يحب المدرسة ؟ وفي ظني أن في الاجابة على هذا السؤال المفتاح الصحيح لباب الأولويات. السؤال الآخر هو: هل أغفلنا قضية تطوير المناهج ؟ وأقول لا لم نغفلها لأننا حين نضع الأولوية للطالب فان هذا يعني التطوير الشامل لمنظومة التربية والتعليم والمناهج هي جزء مهم في هذه المنظومة، ولا يمكن تطويرها بمعزل عن رؤية جديدة وفكر جديد واستراتيجية جديدة.

مشاركة :