بين التربية والإدارة - يوسف القبلان

  • 2/21/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقول المتخصصون في التربية إن التعامل مع أخطاء الأطفال يجب أن يركز على السلوك الخطأ وليس إصدار حكم سلبي قاطع على شخصية الطفل. إذا أخطأ الطفل وكسر شيئا من محتويات المنزل لأنه لعب كرة داخل المنزل فليس من المناسب أن نقول عنه إنه طفل سيئ. النصيحة التربوية هي أن يقال له إن لعب الكرة داخل المنزل سلوك غير مقبول. في عالم الكبار، في البيت والمدرسة وبيئة العمل يمارس البعض نفس السلوك. حين يوجه المدير نقدا لمن يعمل معه دون تحديد للخطأ، هذا يفسر بأنه موقف سلبي تجاه الموظف. هذا الموقف غير مجد في عملية تقييم الأداء. ومن الأساليب الفعالة في هذا المجال التي ينصح بها المنظّرون والمجربون البحث عن الاشياء التي يقوم بها الموظف بشكل جيد والبدء بها وتقديرها بكلمة شكر، ثم الانتقال الى ملاحظات محددة تهدف الى تطوير الأداء وليس تسليط الضوء على الأخطاء من أجل تنفيذ إجراءات تأديبية. هذا لا يعني تجاهل الأخطاء، ولكن العبرة بالطريقة المتبعة. من المجربين في هذا المجال على سبيل المثال : السيد ديل كارنيجي مؤسس معهد كارنيجي للخطابة المؤثرة والعلاقات الانسانية. كارنيجي ينصح القائد لتغيير مواقف وسلوك الناس بما يلي : ابدأ بالمديح والتقدير الصادق. الفت الانتباه الى الخطأ بطريقة غير مباشرة. تحدث عن أخطائك قبل أن تنتقد الشخص الآخر. وجّه أسئلة بدلا من إعطاء أوامر مباشرة. دع الشخص الآخر يحتفظ بماء وجهه. أثن على أبسط تحسن وعلى كل تحسن. امنح الشخص الآخر مكانة مرموقة ليرتقي اليها. استخدم التشجيع، واجعل الخطأ يبدو سهل التصحيح. اجعل الشخص الآخر يشعر بالسعادة لقيامه بالشيء الذي تقترحه. المصدر (كتاب تعاليم رجال الأعمال - تأليف بيتر كراس، الأهلية للنشر والتوزيع). تلك بعض النصائح التي تجمع بين الجوانب التربوية والإدارية. والتربية عامل مشترك يتواجد في كل المجالات. الطفل الذي تحدثنا عنه في بداية المقال هو الموظف المرؤوس الذي لا يتقبل النقد الجارح الذي يتعرض لشخصه ويبتعد عن تحديد السلوك الخاطئ. الأب الذي يهتم فقط بأخطاء الأبناء حتى لو كانت صغيرة، ويتجاهل الأشياء الجميلة التي يقومون بها مثل التفوق الدراسي، ربما يمارس نفس السلوك في بيئة العمل. الطفل الذي لا يعيش في بيئة ايجابية مشجعة، بيئة تحاصره بالإحباط، ماذا سيفعل عندما يكون هو المسؤول؟ التعامل التربوي مطلوب ومؤثر مع الصغار والكبار. البحث عن الأفضل في أي مجال لا يبرر الاساءة الى الأشخاص والحط من كرامتهم. كثير من مشكلات الأطفال والمراهقين تحدث بسبب سوء معاملة الكبار لهم، وفي المقابل فإن أحد أسباب الانسحاب والسلبية أو الاستقالة في بيئة العمل هو سوء المعاملة. عندما لا يتعود الطفل على المشاركة مع أفراد أسرته، ولا يمنح الثقة ليقوم ببعض المسؤوليات، ولا يجد من يتحاور معه ويستمع اليه، فماذا نتوقع كيف يكون نمط شخصيته، وطبيعة سلوكه؟ التعامل التربوي مهم في كل مجال، ومؤثر في المراحل العمرية المختلفة. ويمكن القول إن المديرين والرؤساء بحاجة الى دورات في المبادئ التربوية مثل حاجة الآباء والأمهات. Yousef_algoblan@hotmail.com

مشاركة :